Feature

حملة "اشترِ المحلي" في أستراليا... فهل يتجاوب المستهلك وسط أزمة المعيشة؟

مع إعلان الحكومة الأسترالية عن حملة وطنية جديدة تحت شعار "اشترِ المنتجات الأسترالية"، تتصاعد التساؤلات حول مدى استعداد المستهلكين لتغيير عاداتهم الشرائية في ظل الضغوط الاقتصادية وتفضيلاتهم المتأصلة للمنتجات الأجنبية.

A crowd of people walking along a busy suburban street.

Treasurer Jim Chalmers has confirmed the federal budget would include measures aimed at encouraging shoppers to buy Australian goods. Source: AAP / Bianca De Marchi

للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغطوا على

أكد وزير الخزانة، جيم تشالمرز، أنً الميزانية الفيدرالية القادمة ستتضمن مخصصات لدعم الحملة، التي تهدف إلى تعزيز الطلب على المنتجات المحلية، في وقت يعاني فيه الاقتصاد من تداعيات الأزمات العالمية، وعلى رأسها تداعيات الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب على الصلب والألمنيوم.

 لكن رغم النوايا الحكومية، تبدو المهمة أصعب مما تبدو عليه، خاصة في ظل الأزمة المعيشية المتفاقمة، حيث يضع كثير من الأستراليين السعر فوق كل اعتبار عند التسوق، حتى لو كان ذلك على حساب دعم المنتجات الوطنية.
LISTEN TO
Coalition pledges $3 billion to acquire extra joint strike fighter jets image

"ثلاثة مليارات فقط لا غير": هل خطة داتون لشراء 28 طائرة مقاتلة واقعية؟

SBS Arabic

06/03/202510:56
يرى البروفيسور روبرت هوفمان، أستاذ الاقتصاد السلوكي في جامعة تسمانيا، أن القرارات الشرائية لا تُتخذ دومًا بطريقة عقلانية، بل تتأثر بعوامل كثيرة مثل الضغوط الاقتصادية، الكم الهائل من الخيارات، والانطباعات المسبقة حول جودة المنتجات حسب بلد المنشأ.
يقول هوفمان: "المستهلك العقلاني المثالي يقارن المنتجات حسب الجودة والسعر، دون أن يهتم بمكان الصنع. لكن في الواقع، المستهلكون غارقون في المعلومات، ولا يتصرفون على هذا النحو".
ومع ارتفاع معدلات الفائدة وتزايد الضغوط على الأسر بسبب ارتفاع تكاليف السكن والمواد الغذائية، يُتوقع أن يبحث الكثيرون عن الأرخص، وليس بالضرورة عن "الأسترالي".
من بين العقبات الكبرى التي تواجه الحملة، ما يسميه هوفمان بـ "الصور النمطية عن الجودة"، وهي المعتقدات الراسخة التي تربط بعض الدول بمنتجات معينة، مثل الغيتارات الأمريكية، السيارات الألمانية، أو الأزياء الإيطالية. في المقابل، لا تمتلك المنتجات الأسترالية نفس البريق أو الثقة العالمية التي تراكمت لغيرها عبر العقود.
ربما تدفع الحملة الناس للتفكير مؤقتًا في دعم المنتجات المحلية، لكنها لن تغير عادات الشراء بشكل دائم، خصوصًا في هذا الزمن الذي تراجع فيه الشعور القومي وأصبحت الأسعار هي العامل الحاسم.
البروفيسور روبرت هوفمان
وهنا يُطرح سؤال مهم: هل يستطيع شعار "صُنع في أستراليا" منافسة العلامات العالمية؟

إلى جانب العوامل الاقتصادية والثقافية، أشار هوفمان إلى تراجع في مستويات الوطنية والانتماء القومي، وهو ما قد يقلل من فعالية الحملة.
وقال: "لاحظنا تراجعًا في الوطنية، وهذا انعكس حتى على صعوبة استقطاب المتطوعين للخدمة العسكرية. وأعتقد أن نفس الاتجاه سينعكس على رغبة الناس في دعم المنتجات المحلية".
وكان القائد السابق للجيش الأسترالي، بيتر ليهي، قد حذر بدوره من هذا التراجع في الشعور القومي، معتبرًا أن الحكومة بحاجة إلى تعزيز "الفخر بالانتماء لأستراليا" كجزء من بناء الثقة الوطنية.
LISTEN TO
Arabic_Australia_Explained_Firstlanguages_130325.mp3 image

Arabic_Australia_Explained_Firstlanguages_130325.mp3

07:56

رغم انتشار شعار "Australian Made" في المتاجر، والذي يُمثل بكُنْغُرٍ ذهبي داخل مثلث أخضر، إلا أن معايير استخدامه قد تكون مبهمة للبعض. فبحسب الموقع الرسمي، لا يشترط أن تكون كل مكونات المنتج محلية، بل يكفي أن تكون "التحويلة الجوهرية الأخيرة" قد تمت في أستراليا.

Changes to food labels
Source: ABC Australia
بمعنى آخر، قد يحتوي المنتج على مكونات مستوردة بالكامل، لكن إذا جرى تصنيعه أو تجميعه في أستراليا بطريقة تُغير طبيعته أو هويته، فإنه يُصنف كمنتج أسترالي.

للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغطوا على

 أكملوا الحوار عبر حساباتنا على و

 اشتركوا في لتشاهدوا أحدث القصص والأخبار الأسترالية.

شارك
نشر في: 25/03/2025 11:45am
By Cameron Carr
تقديم: Hamssa Abou Kheir
المصدر: SBS