تتذكر سارة كوكس، المقيمة في ولاية كوينزلاند، أنها في عام 2018 تلقت نصيحة من طبيبها بفقدان الوزن لأن مؤشر كتلة جسمها كان مرتفعًا، على الرغم من أنها كانت تشعر بصحة جيدة ولم تواجه مشاكل صحية جسدية. تقول سارة البالغة من العمر 35 عامًا: "النصيحة التي تلقيتها تسببت في إصابتي باضطراب في الأكل استمر لمدة عامين ونصف".
وتضيف: "في ذلك الوقت، لم يقم الطبيب بإجراء اختبارات دم أو فحوص صحية أخرى، بل فقط وصف لي أدوية لفقدان الوزن وأحالني إلى مختص في الرياضة وأخصائي تغذية". وتوضح سارة أن الأخصائي وضعها على نظام غذائي منخفض السعرات بشكل مبالغ فيه، مما دفعها للدخول في دائرة من اضطرابات الأكل.
Sarah Cox said her doctor recommended she lose weight because her BMI was too high. Source: Supplied
وتقول البروفيسورة ويندي براون، رئيسة قسم الجراحة في جامعة موناش: "إنه مقياس جيد لكنه محدود للغاية لأنه لا يأخذ في الاعتبار مكونات الوزن أو مكان توزيع الدهون". وأضافت أنه في حالة الرياضيين الذين يمتلكون كتلة عضلية كبيرة قد يظهر لديهم مؤشر كتلة جسم مرتفع، على الرغم من أنهم في صحة جيدة. بينما إذا كان مؤشر كتلة الجسم 30، وكان معظم الوزن يتكون من الدهون، خصوصًا في منطقة البطن، فإن ذلك يعتبر حالة صحية غير جيدة.
الدعوة لتغيير نظام التصنيف الحالي
في تقرير نشر في مجلة "ذا لانسيت" للسكري والغدد الصماء، اقترحت لجنة دولية تضم خبراء في السمنة أن يتم تعديل طرق تشخيص السمنة بشكل جذري. يقترح التقرير إضافة قياسات إضافية لفهم كيفية توزيع الوزن في الجسم، بالإضافة إلى استخدام تقنيات أخرى مثل الأشعة السينية وقياسات تكوين الجسم لتحديد كمية الدهون بدقة.
وتؤكد د. فيونا ويلر، المحاضرة في التغذية بجامعة كوينزلاند للتكنولوجيا، أن الوقت قد حان للتخلص من مؤشر كتلة الجسم. وتصفه بأنه "أداة غير فعّالة وغير مناسبة للاستخدام" لأنها وضعت في وقت سابق من قبل رياضياتيّين دون الأخذ في الاعتبار التنوع في الأشكال والأحجام البشرية.
LISTEN TO
المزيد من الأستراليين يتعلمون العربية بهدف الحصول على فرصة عمل في الخليج: مدرسة عربي تتحدث
SBS Arabic
15/01/202514:37
مخاوف من التسبب في وصمة طبية جديدة
أحد القضايا الرئيسية التي يثيرها الخبراء هي الفكرة الجديدة لتصنيف السمنة إلى فئتين: السمنة السريرية والسمنة ما قبل السريرية. هذه الفئات تهدف إلى تقديم الرعاية الصحية المناسبة بناءً على حالتين مختلفتين من السمنة، لكن بعض الخبراء مثل د. ويلر يعربون عن قلقهم من أن هذا قد يؤدي إلى تصنيف الأشخاص بناءً على أوزانهم فقط دون مراعاة صحتهم العامة.
وفي المقابل، ترى ليكسي ماركاردت، التي تُعتبر سمينة حسب مؤشر كتلة الجسم، أن التصنيف الجديد سيكون خطوة إيجابية، حيث يساعد في تجنب التصنيف الخاطئ للأشخاص الأصحاء الذين يعيشون في أجسام أكبر.
التوجه نحو مستقبل صحي أكثر دقة
على الرغم من التحديات التي قد يواجهها هذا التعديل، فإن الخبراء مثل البروفيسور تيم جيل، المدير التنفيذي لجمعية السمنة الأسترالية، يرون أن هذه المبادرة ستسهم في تحسين التشخيص والعلاج، وتوجيه الموارد الطبية بشكل أفضل نحو أولئك الذين يحتاجون إلى الرعاية العاجلة.
إنّ الهدف هو التأكد من أن كل فرد، بغض النظر عن حجمه الجسدي، يحصل على رعاية صحية تتناسب مع حالته الصحية الفعلية، وليس فقط بناءً على وزنه.
إذا كنت تواجه مشكلة تتعلق باضطرابات الأكل أو قلق بشأن صورتك الجسدية، يمكنك الحصول على الدعم من خلال الاتصال بالخط الساخن الوطني للاضطرابات الأكل على الرقم 1800 ED HOPE (1800 33 4673) أو زيارة الموقع الإلكتروني .