الشرع وميقاتي أكدا الحرص على علاقات استراتيجية طويلة الأمد بين لبنان وسوريا

أكد رئيس الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع ورئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي الخميس في دمشق حرص بلديهما على بناء علاقات استراتيجية طويلة الأمد تقوم على الاحترام المتبادل والسيادة الوطنية، بعد عقود من العلاقة الملتبسة بين الطرفين.

Lebanese caretaker Prime Minister Mikati meets Syria's leader al-Sharaa in Damascus

epa11818799 A handout photo made available by Lebanese Government photography provider Dalati and Nohra shows Lebanese caretaker Prime Minister Najib Mikati (L) shaking hands with Syria's leader Ahmed al-Sharaa (R), also known as Abu Mohammed al-Jolani, during their meeting in Damascus, Syria, 11 January 2025. EPA/DALATI NOHRA HANDOUT -- MANDATORY CREDIT -- HANDOUT EDITORIAL USE ONLY/NO SALES Credit: DALATI NOHRA HANDOUT/EPA

في أول لقاء بين مسؤولين من البلدين منذ إطاحة الرئيس السابق بشار الأسد في الثامن من كانون الأول/ديسمبر، زار ميقاتي العاصمة السورية على رأس وفد ضم وزير الخارجية وقادة الأجهزة الأمنية الرئيسية في البلاد. وهذه أول زيارة لدمشق يجريها رئيس حكومة لبناني منذ 2010.

وإثر اجتماع موسع، أعرب الشرع خلال مؤتمر صحافي مشترك مع ميقاتي عن تطلع بلاده إلى بناء علاقات "استراتيجية طويلة الأمد" على وقع "مصالح مشتركة كبيرة جدا" بين البلدين، معتبرا أن انتخاب جوزاف عون رئيسا سيوفر "حالة مستقرة في لبنان".

ودعا إلى نسيان "ذهنية العلاقة السابقة" بين البلدين وإلى إعطاء "فرصة للشعبين السوري واللبناني لأن يبنيا علاقة إيجابية في المراحل المقبلة، مبنية على احترام وسيادة" الدولتين، مؤكداً أن بلاده "ستقف على مسافة واحدة من الجميع هناك وسنحاول أن نعالج كل المشاكل من خلال التشاور والحوار".

إلى ذلك، أشارت السلطات السورية الجديدة، في بيان، إلى أنه "جرى اليوم اتصال هاتفي بين قائد الإدارة السورية الجديدة السيد أحمد الشرع والعماد جوزيف عون رئيس دولة لبنان الشقيق، أعرب فيه القائد عن تهانيه للعماد جوزيف لانتخابه رئيساً للجمهورية اللبنانية، متمنياً له التوفيق في مهامه الجديدة".

و"أكد الطرفان خلال الاتصال على العمل لبناء وتعزيز العلاقات الإيجابية بين سوريا ولبنان وتعزيز القواسم المشتركة التي تجمعهما" حسب البيان.
وقال ميقاتي من جهته إن "ما يجمع بلدينا من روابط تاريخية وحسن جوار وعلاقات وطيدة ندية بين الشعبين هو الأساس الذي يحكم طبيعة التعاون المطلوب من البلدين على الصعد كافة".

وأضاف "واجبنا أن نفعّل هذه العلاقات على قاعدة الاحترام المتبادل والندية والسيادة الوطنية"، مشيرا إلى أن "سوريا هي البوابة الطبيعية للبنان الى العالم العربي، وطالما هي بخير، فإن لبنان بخير".

لطالما كانت لسوريا اليد الطولى في الحياة السياسية في لبنان، إذ فرضت وصاية استمرت ثلاثة عقود وتحكمت بمفاصل الحياة السياسية، قبل سحب قواتها منه عام 2005 تحت ضغوط شعبية داخلية وأخرى دولية بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري.

إثر اندلاع النزاع السوري عام 2011، طغت انقسامات كبرى بين القوى السياسية في لبنان إزاء العلاقة مع دمشق. وفاقمت مشاركة حزب الله في القتال إلى جانب القوات الحكومية بشكل علني منذ 2013 الوضع سوءا، فيما اتبعت الحكومات المتعاقبة مبدأ "النأي بالنفس" عن النزاع السوري.
وجاءت زيارة ميقاتي الى دمشق بعد فرض السلطات السورية منذ الثالث من كانون الثاني/يناير قيودا على دخول اللبنانيين عبر الحدود. وأفاد الجيش اللبناني في اليوم نفسه بتعرض قوة تابعة له لإطلاق نار من مسلحين سوريين لدى إغلاقها "معبرا غير شرعي" مع سوريا.

وردا على سؤال خلال المؤتمر الصحافي، قال الشرع إن معالجة المسألة متروكة لجهاز الجمارك، تزامنا مع تأكيد ميقاتي "ضرورة تعزيز الإجراءات المتبادلة والمشتركة لحماية أمن البلدين وسيادتيهما".

ومنذ إطاحة الأسد، تشكل دمشق وجهة لمسؤولين عرب وأجانب، كان آخرهم السبت وفد عماني برئاسة المبعوث الخاص لسلطان عمان الشيخ عبد العزيز الهنائي.

واستقبل الشرع ووزير خارجيته وفد السلطنة، الدولة الخليجية الوحيدة التي حافظت على علاقات دبلوماسية مع نظام الأسد خلال سنوات النزاع.

للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغطوا على

أكملوا الحوار عبر حساباتنا على  و

اشتركوا في لتشاهدوا أحدث القصص والأخبار الأسترالية.

شارك
نشر في: 12/01/2025 11:48am
آخر تحديث: 12/01/2025 12:42pm
المصدر: AFP