المحكمة العليا تقرر منح القضاة "حصانة مطلقة" من أي دعاوى مدنية ضدهم

في قرار تاريخي، أصدرت المحكمة العليا الأسترالية حكماً يقضي بأن القضاة يتمتعون "بحصانة مطلقة" من الدعاوى المدنية، ما يترتب عليه إلغاء تعويض قدره 309,000 دولار أسترالي كان قد مُنح لشخص سُجن بشكل غير قانوني على يد قاض محكمة الدوائر الفيدرالية سالفاتوري فاستا.

A panel of judges is seated on elevated chairs in the high court, overseeing proceedings.

The High Court has ruled judges cannot be held liable for mistakes that lead to false imprisonment. Source: AAP / Lukas Coch

تتفاعل قضية القرار الذي اتخذته المحكمة العليا اليوم، إثر رفع رجل من بريسبان، يُعرف بالاسم المستعار "السيد سترادفورد"، دعوى ضد القاضي سالفاتوري فاستا، الذي حَكم عليه بالسجن بتهمة ازدراء المحكمة في قضية طلاق. ورغم أن السجن كان غير قانوني، فقد حصل السيد سترادفورد مبدئيًا على تعويض قدره 309,000 دولار كتعويض عن إيداعه السجن بأمر غير القانوني. لكن مجموعة المحاميين المترافعين عن القاضي فاستا اعترضوا على هذا القرار، وقدموا احتجاجهم بذريعة أن القضاة يجب أن يتمتعوا بنفس الحصانة القانونية التي يتمتع بها قضاة المحاكم العليا، وهو ما أدى إلى رفع القضية إلى المحكمة العليا.

قرار المحكمة العليا: تأكيد الحصانة المطلقة للقضاة

في حكم صدر يوم الأربعاء، قررت المحكمة العليا بأغلبية الأصوات قبول الاستئنافات المقدمة من القاضي فاستا والكومنولث وكوينزلاند، ليتم إلغاء تعويض السيد سترادفورد. وأكدت المحكمة أن القانون العام يمنح الحصانة القضائية من الدعاوى المدنية لجميع القضاة، سواء في المحاكم العليا أو المحاكم الدنيا، إذا كانت الأفعال التي تم اتخاذها قد تمت أثناء أداء وظائفهم القضائية. بمعنى آخر، لا يمكن مقاضاة القضاة بسبب الأخطاء التي قد يرتكبونها أثناء تأدية واجباتهم القضائية.

وأكدت المحكمة أن القاضي فاستا كان يمارس وظيفته القضائية عندما أصدر حكم السجن ضد السيد سترادفورد، وبالتالي، لا يمكن تحميله مسؤولية قانونية عن السجن غير القانوني الذي تعرض له الرجل.
التحديات والآثار القانونية

على الرغم من تأكيد الحصانة القضائية، أشار القضاة في المحكمة العليا إلى أن هذه الحصانة قد تترك الضحايا الذين تعرضوا لمعاملة غير عادلة من قبل موظفي القضاء بلا سبيل للحصول على تعويض مالي. وأوضحوا أن الحصانة القضائية ليست مصممة لحماية القضاة كأفراد، بل تهدف إلى ضمان استقلالية العمل القضائي دون خوف من التعرض لدعاوى قضائية قد تؤثر على القرارات القضائية.

وفي هذه القضية، أشار القضاة إلى أن السيد سترادفورد قد عانى بشكل كبير خلال فترة سجنه، حيث تعرض للعنف وكان يعاني من أفكار انتحارية، وهو ما كان له تأثير كبير على حياته.
A man wearing a black judicial robe, collarette and a wig.
Judge Salvatore Vasta (pictured) was being sued by a man who was wrongfully jailed during a family property dispute. Source: AAP / Tony Phillips
وترجع تفاصيل القضية إلى عام 2018، عندما طلب القاضي فاستا من السيد سترادفورد تقديم بيانات حسابات قمار له في سياق قضية طلاق. وبعد تأجيل الإجراءات، أصدر القاضي فاستا حكماً بسجن السيد سترادفورد لمدة ستة أشهر بسبب ازدراء المحكمة بعد أن أخطأ في فهم حالة القضية. وعقب استئناف القضية، اعترف القاضي فاستا بخطأه وأمر بالإفراج الفوري عن السيد سترادفورد بعد ستة أيام.

فيشهر شباط/فبراير 2019، ألغت المحكمة العليا في محكمة الأسرة الحكم، إلا أن السيد سترادفورد رفع دعوى ضد القاضي فاستا بتهمة السجن غير القانوني. في حكم صادر في شهر آب/أغسطس 2023، منح القاضي مايكل ويغني تعويضاً للسيد سترادفورد، بما في ذلك 50,000 دولار كمبلغ إضافي تعويضي. ومع ذلك، ألغت المحكمة العليا هذا الحكم بعد قبول الاستئناف من القاضي فاستا، مشيرة إلى الحصانة القضائية تعتبر مطلقة.
وقد أكدت المحكمة العليا أهمية حماية القضاة من الدعاوى المدنية معللة ذلك بحماية استقلاليتهم أثناء أداء مهامهم.

أكملوا الحوار عبر حساباتنا على و

اشتركوا في  لتشاهدوا أحدث القصص والأخبار الأسترالية.

توجهوا الآن إلى للاطلاع على آخر الأخبار الأسترالية والمواضيع التي تهمكم.

شارك
نشر في: 13/02/2025 1:37pm
آخر تحديث: 13/02/2025 1:50pm
By AAP-SBS
تقديم: Alaa Al-Tamimi
المصدر: AAP, SBS