تحذير: تحتوي هذه المقالة على مواضيع وصور قد تزعج بعض القراء.
تسببت أعمال الشغب المناهضة للمهاجرين في أحداث فوضى عمّت جميع أنحاء المملكة المتحدة، بعد أن زعمت منشورات زائفة على وسائل التواصل الاجتماعي أن المشتبه به في هجوم الطعن في ساوث بورت مهاجر من خلفية إسلامية.
وتسبب هذا الحادث بمقتل ثلاث فتيات تتراوح أعمارهن بين 6 و7 و9 سنوات خلال أحد صفوف الرقص في بلدة ساوث بورت في 29 تموز/ يوليو، كما أصيب ثمانية أطفال وشخصان بالغان.
تم القبض على مشتبه به يبلغ من العمر 17 عاماً ووجهت إليه ثلاث تهم بالقتل وعشر تهم بمحاولة القتل وتهمة حيازة سكين. ولكن تم إخفاء هويته بسبب سنه.
لكن المعلومات المضللة حول هوية المشتبه به بدأت تنتشر بسرعة عبر الإنترنت، وأطلقوا عليه اسم علي الشكاتي وزعموا أنه هاجر إلى المملكة المتحدة بالقارب في عام 2023.
أدى هذا الأمر إلى تجمع عدد من سكان ساوث بورت في وقفة احتجاجية يوم الثلاثاء.
ولكن مع تقدم المساء، اندلعت أعمال شغب أدت إلى تضرر المسجد المحلي، وإصابة 53 ضابط شرطة.
LISTEN TO
"لم يدافع أحد عني": تعرفوا كيف اختبر مسلمان الإسلاموفوبيا في أستراليا في SBS Examines
SBS Arabic
13/08/202409:49
ومنذ ذلك الحين، اجتاحت أعمال شغب مناهضة للمهاجرين جميع أنحاء البلاد، حيث تم اعتقال أكثر من 370 شخصاً خلال عطلة نهاية الأسبوع.
بعد يومين، وفي محاولة لضبط الاحتجاجات، تم الكشف عن هوية المشتبه به، وتم تعريفه باسم أكسل روداكوبانا. وهو مراهق ولد في كارديف، لأبوين روانديين، وهو ليس مسلماً.
وفقاً للمديرة التنفيذية لهيئة الإسلاموفوبيا في أستراليا الدكتورة نورا أماث، فإن تحديد هويته بشكل خاطئ أدى إلى ترسيخ "الصور النمطية الضارة والتحيزات" وإثارة الإسلاموفوبيا، ما أدى إلى تعرض مسجد ساوث بورت، بالإضافة إلى مساجد أخرى، للتخريب وتعرض أعضاء المجتمع المسلم للاعتداء والإساءة، الأمر الذي أدى إلى حالة من الخوف في المجتمع المسلم وفي أوساط المهاجرين.
مرة أخرى، يتم استغلال المهاجرين واللاجئين، وفي هذه الحالة المسلمين، وتحويلهم إلى كبش فداء.الدكتورة نورا أماث
من ينشر المعلومات المضللة؟
لقد شجعت شخصيات بارزة الاضطرابات من خلال تداول معلومات مضللة عبر الإنترنت تربط بشكل غير صحيح بين المأساة والمهاجرين والإسلام.
وادعى الناشط اليميني المتطرف والمؤسس المشارك لرابطة الدفاع الإنجليزية (EDL) تومي روبنسون أن هجوم الطعن "دليل إضافي يشير إلى أن الإسلام مشكلة تتعلق بالصحة العقلية أكثر من كونه دين سلام".
كما شجع متابعيه البالغ عددهم حوالي 900,000 على الانضمام إلى أعمال الشغب. وأكدت شرطة ميرسي سايد أن أعضاء رابطة الدفاع الإنجليزية كانوا من بين الذين قاموا بأعمال شغب في ساوث بورت يوم الثلاثاء.
Riot police hold back protesters after disorder broke out on July 30, 2024 in Southport, England. Credit: Getty Images
كما نشر مستخدمون آخرون مناهضون للمهاجرين والإسلام على منصة إكس معلومات مضللة، بما في ذلك @iamyesyouareno، الذي زعم بغير حق أن هوية المشتبه به هي "علي الشكاتي" و"كان على قائمة مراقبة جهاز الاستخبارات البريطاني".
وكتبوا، "كانت الحكومة تعلم أنه يشكل خطرًا على المجتمع لكنها لم تفعل شيئًا. إنه مجنون".
من جهته، قال تيموثي جراهام، البروفسور المساعد في جامعة كوينزلاند للتكنولوجيا والخبير في المعلومات المضللة، لـ SBS Examines ، "إن هجوم الطعن والمعلومات المضللة أثارت استجابة عاطفية من جميع الناس من مختلف الإيديولوجيات. وتحدث هنا لعبة اللوم، ويحاول الناس وضعها أو تأطيرها بطريقة تخدم مصالحهم الخاصة".
وعلى الرغم من أن التضليل الإعلامي يشكل عاملاً رئيسياً في أعمال الشغب، إلا أن البروفسور جراهام قال إنه ليس العامل الوحيد المساهم في أعمال الشغب.
أضاف، " الناس مستاؤون مما يحدث في العالم، وهناك تفاوت بنيوي شديد حيث لا يمتلك سوى جزء صغير من الناس ثروات طائلة ويعاني الكثير من الناس من تكاليف المعيشة، وهناك الكثير من انعدام الثقة السياسية في المملكة المتحدة".
Riot police hold back protesters after disorder broke out on July 30, 2024 in Southport, England. Credit: Getty Images
التأثير على المجتمعات المسلمة
في حين أدان رئيس الوزراء كير ستارمر أعمال الشغب، إلا أنه لم يصفها بعد بأنها معادية للإسلام.
كما اجتمع زعماء دينيون من الديانات الإسلامية والمسيحية واليهودية خارج مسجد ساوث بورت لقراءة بيان مشترك
وجاء فيه أنه "لا ينبغي أن نسمح لمستويات الإسلاموفوبيا المتزايدة بالتفاقم في مجتمعنا".
Southport Islamic Centre Mosque chairman Imam Sheik Ibrahim Hussein addressed rioting in the community. Credit: James Speakman/PA
"نحن نقف هنا اليوم، متحدين في حزننا وحازمين في إدانتنا لهؤلاء الانتهازيين الذين حاولوا بلا خجل تقويض وتقسيم مجتمعاتنا".
Anti-racism protesters make heart signs during a demonstration at the Abdullah Quilliam Mosque in Liverpool. Source: EPA / Adam Vaughan/EPA
وأضافت إن العديد من النساء المسلمات يخشين التواجد في الأماكن العامة وهن على أهبة الاستعداد في حالة اضطرارهن إلى مواجهة الأمر".
وتأمل الدكتورة أماث أن يكون هذا بمثابة تذكير "بأهمية الخطاب السياسي والإعلامي الدقيق والمسؤول".
وقالت: "أعمال الشغب العنيفة التي نشهدها في المملكة المتحدة لم تحدث في فراغ. ولسوء الحظ، رأينا العواقب الهائلة العنيفة لمثل هذه المعلومات المضللة".
يمكنكم أيضاً الاستماع لبرامجنا عبر أو عبر تطبيق SBS Radio المتاح مجاناً على