القادة العرب والمسلمون يطالبون ب"قرار ملزم" من مجلس الأمن لوقف الحرب في غزة

رفض قادة الدول العربية والإسلامية السبت توصيف حرب إسرائيل "الانتقامية" في غزة بأنها تأتي "دفاعا عن النفس"، مطالبين مجلس الأمن الدوليّ بقرار" حاسم ملزم يفرض وقف العدوان" الإسرائيلي في غزة، خلال قمة مشتركة لزعماء الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي في الرياض.

SAUDI ARABIA IOC SUMMIT

epa10969967 A handout photo made available by the Turkish Presidential press office shows (front row, L-R) Syrian President Bashar al-Assad, Egyptian President Abdel Fattah al-Sisi, King Abdullah II of Jordan, Saudi Arabia Crown Prince Mohammed Bin Salam, Palestinian President Mahmoud Abbas, Turkish President Recep Tayyip Erdogan, Iranian President Ebrahim Raisi, Emir of Qatar Sheikh Tamim bin Hamad Al-Thani and other leaders posing for a picture during the Organisation of Islamic Cooperation (OIC) leaders' summit on Palestine, in Riyadh, Saudi Arabia, 11 November 2023. EPA/TURKISH PRESIDENTIAL PRESS OFFICE / HANDOUT HANDOUT EDITORIAL USE ONLY/NO SALES HANDOUT EDITORIAL USE ONLY/NO SALES Credit: TURKISH PRESIDENTIAL PRESS OFFICE / HANDOUT/EPA

أكّدوا مطالبتهم بالتوصل إلى "حل شامل" يضمن وحدة غزة والضفة الغربية "أرضا لدولة فلسطينية"، على ما جاء في البيان الختامي المشترك.

وجاءت الاجتماعات الطارئة للجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي في ظل الحرب المستمرة منذ أكثر من شهر بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة إثر هجوم غير مسبوق نفذته الحركة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر داخل الدولة العبرية، أدى حسب إسرائيل إلى مقتل 1200 شخص حسب حصيلة جديدة وخطف 239 رهينة.

وأدت حملة القصف العنيف والهجوم البري الإسرائيلي منذ ذلك التاريخ، إلى مقتل أكثر من 11078 شخصا بينهم أكثر من 4506 أطفال، حسب آخر حصيلة أعلنتها وزارة الصحة التابعة لحكومة حماس الجمعة.

وجاء في البيان الختامي المشترك أنّ القمة "ترفض توصيف هذه الحرب الانتقامية دفاعا عن النفس أو تبريرها تحت أي ذريعة".

وطالب القادة المشاركون "مجلس الأمن باتخاذ قرار حاسم ملزم يفرض وقف العدوان ويكبح جماح سلطة الاحتلال الاستعماري التي تنتهك القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وقرارات الشرعية الدولية".

وأكدوا "رفض أي طروحات تكرس فصل غزة عن الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية والتأكيد على أن أي مقاربة مستقبلية لغزة يجب ان تكون في سياق العمل على حل شامل يضمن وحدة غزة والضفة الغربية أرضا للدولة الفلسطينية".

وجاء في الإعلان النهائي أيضا "مطالبة جميع الدول بوقف تصدير الأسلحة والذخائر إلى سلطات الاحتلال".

كما دعوا إلى "كسر الحصار على غزة وفرض ادخال قوافل مساعدات إنسانية عربية وإسلامية ودولية، تشمل الغذاء والدواء والوقود إلى القطاع بشكل فوري".

وخلال مؤتمر صحافي مقتضب، اشاد الأمين العام للجامعة العربية أحمد ابو الغيط بـ"قوة" الموقف المدعوم من 57 دولة عربية وإسلامية.

وقال "هذا قرار جيد جدا .. ربع عضوية الامم المتحدة تقول لسياسات إسرائيل واميركا لا".
SAUDI ARABIA OIC SUMMIT
epa10970143 A handout photo made available by Iran's Presidential Office shows a general view during the Organization of Islamic Cooperation (OIC) leaders summit on Palestine, in Riyadh, Saudi Arabia, 11 November 2023. Amid the Israel-Hamas conflict, the Organization of Islamic Cooperation is holding, at the invitation of the Kingdom of Saudi Arabia, an 'extraordinary Islamic summit' on the Palestinian people. EPA/IRAN'S PRESIDENTIAL OFFICE HANDOUT HANDOUT EDITORIAL USE ONLY/NO SALES HANDOUT EDITORIAL USE ONLY/NO SALES Credit: IRAN'S PRESIDENTIAL OFFICE HANDOUT/EPA
وقالت المحللة المصرية في مركز الاهرام للدراسات السياسية بالقاهرة رابحة سيف علام "هناك حالة من الاصطفاف المبدئي لكن هناك معسكرات مختلفة داخل العالم العربي وهي اختلافات لا يمكن محوها بين يوم وليلة".

وقالت إنّ القمة خرجت بـ"بيان جيد جدا وواقعي بالنظر لمعادلات القوة الراهنة"، من حيث التأكيد على الحل من خلال "إحياء السلام الشامل واعلان الدولة الفلسطينية وملاحقة قادة إسرائيل في المحكمة الجنائية الدولية".

لكن القمة عجزت عن اتخاذ قرارات مباشرة ضد إسرائيل مثل طرد السفراء او قطع النفط لتعكس الغضب الشعبي الكبير في العالمين العربي والإسلامي تجاه استمرار الحرب الدامية.

وقالت سيف علام "لا احد كان يتوقع فعلياً المساومة بورقة الغاز والنفط المصدر للغرب، هذه الورقة تم استخدامها مرة في 1973 كمفاجأة ومن ثم تم التأكد من إبطال استخدامها مرة اخرى".

"حرب إبادة"

وفي كلمته الافتتاحية، أكّد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أن بلاده "تؤكد تحميل سلطات الاحتلال مسؤولية الجرائم المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني".

وتابع "نحن على يقين بأن السبيل الوحيد لتأمين الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة هو إنهاء الاحتلال والحصار والاستيطان".

أما الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الذي يقوم بأول زيارة إلى السعودية منذ توصل البلدين إلى اتفاق تقارب في آذار/مارس، فقد دعا الدول الإسلامية إلى تصنيف الجيش الإسرائيلي "منظمة إرهابية".

بدوره، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن ما يتعرض له الفلسطينيون هو "حرب إبادة".

وأضاف أن "شعبنا يتعرض إلى حرب إبادة على يد آلة الحرب الإسرائيلية التي انتهكت الحرمات وتخطت الخطوط الحمراء في غزة".

واستنكر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي معاناة سكان غزة من "ممارسات لاإنسانية تعود بنا إلى العصور الوسطى".

وحذّر من توسع نطاق الحرب "مهما كانت محاولات ضبط النفس فإن طول أمد الاعتداءات، وقسوتها غير المسبوقة كفيلان بتغيير المعادلة وحساباتها.. بين ليلة وضحاها".

وقال أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني "لا يجوز الاكتفاء ببيانات الشجب والاستنكار بل علينا اتخاذ خطوات رادعة لوقف جريمة الحرب المتواصلة بحيث تظهر أيضا ثقل ووزن الدول الإسلامية".
SAUDI ARABIA IRAN DIPLOMACY
epa10969923 A handout picture made available by the Iranian presidential office shows, Iranian President Ebrahim Raisi (C-R) is welcomed by Saudi Arabia crown prince Mohammen Bin Salam (C-L) as Syrian president Bashar al Asad (L) and other leader look on, during the OIC leaders summit on Palestine, in Riyadh, Saudi Arabia, 11 November 2023. Raisi is in Saudi Arabia to attend the OIC leaders summit on Palestine and will likely meet high-ranking Saudi Arabia officials for the first time since the restoration of Tehran, Riyadh bilateral ties. EPA/IRANIAN PRESIDENCY / HANDOUT HANDOUT EDITORIAL USE ONLY/NO SALES HANDOUT EDITORIAL USE ONLY/NO SALES Credit: IRANIAN PRESIDENCY / HANDOUT/EPA
وطالبت حماس، في بيان صادر في غزة، الدول المشاركة في القمة بـ"طرد كل سفراء الاحتلال" وتشكيل "هيئة قانونية عربية إسلامية" من أجل ملاحقة "مجرمي الحرب الإسرائيليين قتلة الأطفال والنساء والمدنيين". كما طالبت بإنشاء "صندوق من أجل إعادة إعمار قطاع غزة" بأسرع وقت ممكن.

وندد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بما اعتبره "ازدواجية المعايير" في كيفية تعامل المجتمع الدولي مع الحرب بين اسرائيل وحركة حماس في غزة.

وقال بن فرحان في مؤتمر صحافي أعقب القمة العربية والإسلامية "إننا نشاهد ونراقب إزدواجية المعايير، وإننا نقيم بناءً على ذلك مصداقية منظومات العمل الدولي، فإن لم يكن هناك إلتزام يلزم الجميع بهذه الأسس فمن الصعب أن نتحدث بهذه الأسس كأسس جامعة".

وفي مداخلة عبر التلفزيون مساء السبت، اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن على القادة العرب أن "يتخذوا موقفا ضد حماس"، واصفا الحركة بأنها "جزء لا يتجزأ من محور الإرهاب الذي تقوده إيران".

قمة بدلا من قمتين

وترفض إسرائيل وحليفتها الرئيسية الولايات المتحدة حتى الآن المطالبات بوقف إطلاق النار، وهو موقف كان موضع انتقادات شديدة خلال قمة السبت.

وأطلقت منظمات إغاثة دولية مناشدات عاجلة للتوصل لوقف إطلاق نار في غزة مع نفاد إمدادات الماء والغذاء والدواء وتعرض أقسام في المستشفيات التي ما زالت تعمل للقصف، وفق الهلال الأحمر الفلسطيني وأطباء.

وكان من المفترض أن تعقد الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي قمتين منفصلتين، غير أن وزارة الخارجية السعودية أعلنت باكرا السبت عقد "قمة عربية إسلامية مشتركة غير عادية" بشكل استثنائي السبت.

وأبلغ دبلوماسيان عربيان وكالة فرانس برس أن قرار الدمج جاء بعد عجز مندوبي دول الجامعة العربية عن التوصل لاتفاق حول بيان ختامي.

واقترحت بعض الدول، من بينها الجزائر ولبنان، مشروع قرار يتضمن تهديدا بقطع امدادات النفط عن اسرائيل وحلفائها الغربيين وقطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية التي تقيمها بعض الدول العربية مع اسرائيل، بحسب الدبلوماسيين.

لكن ثلاث دول عربية، من بينها الامارات والبحرين اللتان طبعتا علاقاتهما مع اسرائيل في 2020، رفضت المقترح.

رئيسي في الرياض

دعا رئيسي كذلك في كلمته أمام القادة العرب والمسلمين إلى "تسليح الفلسطينيين" في حال "استمرت الهجمات" في القطاع الفلسطيني المحاصر.

وهي الزيارة الأولى لرئيس إيراني للسعودية منذ زيارة الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد لحضور قمة لمنظمة التعاون الإسلامي أيضا في آب/أغسطس 2012.

وذكرت وسائل إعلام رسمية سعودية على منصة اكس أنه بالإضافة إلى الكلمة التي ألقاها أمام القمة، عقد رئيسي اجتماعا مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
SAUDI ARABIA IRAN DIPLOMACY
epa10970056 A handout photo made available by Iran's Presidential Office shows Iranian President Ebrahim Raisi (L) and Saudi Crown Prince Mohammed bin Salman (R) during a meeting in Riyadh, Saudi Arabia, 11 November 2023. Raisi is in Saudi Arabia to attend the OIC summit and is expected to meet with high ranking Saudi officials for the first time since the restoration of bilateral relations between Tehran and Riyadh. EPA/IRAN'S PRESIDENTIAL OFFICE HANDOUT HANDOUT EDITORIAL USE ONLY/NO SALES HANDOUT EDITORIAL USE ONLY/NO SALES Credit: IRAN'S PRESIDENTIAL OFFICE HANDOUT/EPA
وتدعم إيران حماس وحزب الله اللبناني والمتمردين الحوثيين في اليمن، ما يضعها في صلب المخاوف من احتمال توسع الحرب لتشمل دولا أخرى.

وأدى الصراع إلى اشتعال مواجهات يومية عبر الحدود بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله، كما أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن إطلاق "صواريخ بالستية" على جنوب إسرائيل.

أكملوا الحوار عبر حساباتنا على و

اشتركوا في لتشاهدوا أحدث القصص والأخبار من أستراليا والعالم.

شارك
نشر في: 12/11/2023 11:59am
آخر تحديث: 12/11/2023 12:11pm
تقديم: Rayan Barhoum
المصدر: SBS