حذرت الولايات المتحدة من أن 16 شباط/فبراير سيكون اليوم الذي ستغزو فيه روسيا أوكرانيا.
النقاط الرئيسية
- تتواصل الجهود الدبلوماسية على كافة المستويات لتفادي وقوع حرب بين روسيا وأوكرانيا
- حذرالرئيس الأميركي جو بايدن من أن الغزو الروسي لأوكرانيا لا يزال مطروحاً لكنه قال إن بلاده ستمنح "الدبلوماسية كل الفرص للنجاح"
- قال بوتين إن بلاده لا تريد الحرب بشرط أن يكون هناك "اتفاق على توفير الأمن المتكافئ للجميع"
ورغم عدم وقوع أي هجوم حتى الآن، "لا توجد مؤشرات" على استدعاء القوات الروسية من الحدود، وتواصل الولايات المتحدة التحذير من أن خطر الغزو لا يزال "حقيقياً".
فهل ساعدت الجهود الدبلوماسية التي تجري وراء الكواليس خلال الأسابيع القليلة الماضية في تهدئة احتمالات الحرب؟ أس بي أس توجهت بهذا السؤال إلى ثلاثة خبراء.
ما هي الجهود الدبلوماسية التي بذلت لتجنب الحرب؟
تحدث رئيس الولايات المتحدة جو بايدن مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عبر الهاتف خلال عطلة نهاية الأسبوع.
وبعد المحادثة مع نظيره الروسي، حذر بايدن من أن الغزو الروسي لأوكرانيا لا يزال مطروحاً، لكنه قال إن الولايات المتحدة مستعدة لمنح "الدبلوماسية كل الفرص للنجاح".
وقال إن الولايات المتحدة منفتحة على اتخاذ "خطوات عملية لتعزيز أمننا المشترك".
وأضاف: "إننا نقترح إجراءات جديدة للحد من التسلح وإجراءات شفافية جديدة وإجراءات استقرار استراتيجي جديدة. وتنطبق هذه الإجراءات على جميع الأطراف، حلف شمال الأطلسي وروسيا على حد سواء".
وجاءت تصريحاته بعد ساعات من إعلان روسيا أن بعض الوحدات المشاركة في التدريبات العسكرية بالقرب من حدود أوكرانيا ستبدأ في العودة إلى قواعدها، على الرغم من أن الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي وأوكرانيا قالت إنه ليس هناك ما يشير إلى حدوث ذلك.

U.S. President Joe Biden delivers remarks on Russia and Ukraine in the East Room of the White House Source: AAP
كما انخرط العديد من القادة الأوروبيين، مثل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في حوار مع الرئيس بوتين بشأن الصراع حول أوكرانيا.
وقال بوتين يوم الثلاثاء إن بلاده لا تريد الحرب وستواصل المفاوضات.
وأضاف: "فيما يتعلق بما إذا كنا نريد الحرب أم لا - بالطبع، لا".
"لهذا السبب قدمنا مقترحات بشأن عملية التفاوض، وينبغي نتيجة لذلك أن يكون هناك اتفاق على توفير الأمن المتكافئ للجميع، بما في ذلك بلدنا".
مع ذلك، ادعى الرئيس بوتين أن روسيا لم تتلق حتى الآن "رداً بناءً جوهرياً على المقترحات التي قدمناها".
لماذا التصعيد المفاجئ؟
هناك ثلاثة دوافع مهمة للتصعيد المفاجئ للصراع في أوكرانيا وروسيا، والمستمر منذ ثماني سنوات، وفقاً للدكتورة أولغا بويشاك، الخبيرة بالشؤون الأوكرانية في جامعة سيدني.
وقالت إن العامل الأول المهم هو خط أنابيب الغاز نورد ستريم 2 الذي يربط بين روسيا وألمانيا والذي لم يتم اعتماده بعد من قبل الهيئة المنظمة للطاقة في ألمانيا.
وقالت الدكتور بويشاك: "بوتين مستعد لسحب القوات إذا بدأ خط نورد ستريم 2 بالعمل وإذا كان بدأ الغاز يتدفق عبر تلك الأنابيب".
بالمقابل، أصرت الولايات المتحدة على أن خط الأنابيب لن يمضي قدماً إذا غزت روسيا أوكرانيا.
وقالت الدكتور بويشاك إن العامل الآخر الذي أدى لزيادة حدة الصراع هو أن أوكرانيا رفعت الحظر المفروض على بيع الأراضي الزراعية.
وقالت: "إنه أمر مهم حقاً لأنه لمدة 20 عاماً لم يتمكن الأوكرانيون من بيع أراضيهم الزراعية".
"كان من الممكن أن يؤدي ذلك إلى تنمية اقتصادية سريعة، لا سيما بالنظر إلى أن أوكرانيا لديها 40 ألف هكتار من التربة المظلمة الفريدة جداً والخصبة للغاية".
وأعتقد أن هذا أيضاً سبب مهم وراء موقف بوتين الحالي.
وتيعتقد الدكتور بوشياك أن القضية الثالثة ذات الأهمية هي التحول الثقافي لأوكرانيا من روسيا.
وقالت: "ثقافياً، حققت أوكرانيا قفزة لتنأى بنفسها عن دائرة النفوذ الروسي ... أعتقد أن كل هذه الأشياء مقلقة للغاية لبوتين ... لأن روسيا ترى أوكرانيا كحديقة خلفية".
من جهته يعتقد الزميل الأول في مركز دراسات الولايات المتحدة، ستيفن لوسلي، أن هناك عوامل دولية تؤثر على سياسات روسيا فيما يتعلق بغزو أوكرانيا.

Russia has played down accusations of a military build-up near Ukraine's border. Source: BBC
وقال إن روسيا تسعى لتعزيز مكانتها على المسرح الدولي ومواجهة حلف الناتو.
ويعتقد لوسلي أن روسيا لم تتعافً قط من وصف الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما للبلاد بأنها "قوة إقليمية".
"الحقيقة هي أن الكرملين منذ ذلك الحين بذل جهوداً كبيرة لإثبات أن له امتداداً عالمياً من كاراكاس إلى القاهرة".
ورغم تقرب أوكرانيا من أوروبا وابتعادها عن روسيا، قال لوسلي إن نظام بوتين يعتبر البلاد "روسية في جوهرها".
وكان بوتين قد ذكر سابقاً أن أوكرانيا كدولة مستقلة هي كيان مصطنع، وأعرب عن أسفه لتفكك الاتحاد السوفيتي باعتباره "أكبر كارثة جيوسياسية في القرن العشرين".
الدبلوماسية كحل لتجنب الأزمة
تعتقد الدكتورة سارة ميجر، المحاضرة في العلاقات الدولية بجامعة ملبورن، أن الولايات المتحدة وروسيا تخدمان مصالحهما المحلية بدءاً من نهج "الرجل القوي" في الدبلوماسية.
وقالت لأس بي أس: "لا أعتقد أن إدارة بايدن تعتقد حقاً أن روسيا لديها نية للغزو".
"أعتقد أن كل هذا شكل من أشكال دبلوماسية الرجل القوي لجعل الطرف المقابل يرمش بعينه أولاً".
وقال ميجر إن الطرفين يتفهمان موقف الآخر جيداً ويتوقعان الوصول لحل دبلوماسي.
وقال الدكتور ميجر: "عليهم أن يستعيدوا ناخبيهم المحليين".
"بعدما يصبحون أبطالاً في عيون لجمهورهم المحلي، ينزع فتيل التوتر".