كانت الطائرة في طريقها من أمستردام إلى كوالالمبور عندما أُسقطت في تموز/يوليو بصاروخ أطلقه متمردون موالون لروسيا أثناء تحليقها فوق شرق أوكرانيا.
وقتل في الهجوم جميع من كانوا على متنها وعددهم 298 شخصا، ومن بينهم 38 أستراليًا.
بدأت أستراليا وهولندا يوم الإثنين إجراءات قانونية ضد روسيا من خلال وكالة متخصصة تابعة للأمم المتحدة تعرف باسم منظمة الطيران المدني الدولي (إيكاو).
وقال رئيس الوزراء سكوت موريسون إن الإجراء القانوني كان خطوة كبيرة إلى الأمام في الحقيقة والمساءلة عن عمل "مروّع" من أعمال العنف.
وقال موريسون في بيان: "رفض الاتحاد الروسي تحمل المسؤولية عن دوره في إسقاط الطائرة MH17 غير مقبول والحكومة الأسترالية قالت دائمًا إنها لن تستبعد أي خيارات قانونية في سعينا لتحقيق العدالة".
Prime Minister Scott Morrison speaks to the media during a visit to FMC Australia in Wyong, on the Central Coast of New South Wales. Source: AAP Image/Bianca De Marchi
وتأتي الإجراءات القانونية التي اتخذتها الدولتان على رأس الملاحقة الهولندية لأربعة مشتبه بهم بتورطهم الفردي في الحادث.
تسعى أستراليا وهولندا من خلال منظمة الطيران المدني الدولي إلى الكشف عما قامت به روسيا من خرق لاتفاقيات الطيران المدني، والمعروفة أيضًا باسم اتفاقية شيكاغو.
ويسعى البلدان أيضًا إلى الضغط على موسكو للدخول في مفاوضات بشأن الحادث من أجل التعويضات.
وقالت وزيرة الخارجية ماريز باين للصحفيين في سيدني إن أستراليا ستتبع جميع السبل القانونية.
وقالت إن "روسيا رفضت حتى الآن الاعتراف بدورها الواضح في هذا الحادث المروع وتحمل المسؤولية عنه".
ستعتمد أستراليا وهولندا على أدلة "قاطعة" على أن الرحلة الجوية أُسقطت بصاروخ روسي في شرق أوكرانيا، وهي منطقة كانت تحت سيطرة الانفصاليين المدعومين من روسيا.
Foreign Affairs Minister Marise Payne Source: AAP Image/James Ross
ويتبع الصاروخ إلى اللواء العسكري الروسي رقم 53 المضاد للطائرات، وكان برفقته طاقم عسكري روسي مدرب.
وقال البلدان إن الأدلة تظهر أن الصاروخ كان من الممكن أن يطلقه فقط الطاقم الروسي المدرب، مع عودة النظام الصاروخي في وقت لاحق إلى روسيا بعد وقت قصير من الحادث.
وقالت المدعية العامة ميكايليا كاش إن السعي وراء المساءلة يمثل أولوية ليس فقط لأستراليا ولكن لهولندا أيضًا.
وقالت كاش "إسقاط الطائرة تسبّب في حزن ومعاناة هائلين لأقارب الضحايا، وتفاقم الألم بسبب عدم وجود أي اعتراف من روسيا حتى الآن".
"يجب التمسك بهذه القواعد حتى يتمكن الناس من الطيران بأمان مدركين أن حياتهم لن تتعرض لأعمال عنف متعمدة، لقد انتهكت روسيا هذه القواعد وأدى ذلك إلى عواقب مأساوية".
يأتي الإجراء القانوني بشأن MH17 في الوقت الذي فرضت فيه العديد من الدول الغربية عقوبات صارمة ضد روسيا بسبب غزوها لأوكرانيا.
وكانت روسيا قد انسحبت من المفاوضات مع أستراليا وهولندا بشأن الرحلة MH17 في تشرين الأول/أكتوبر 2020.
ولم تعد روسيا إلى طاولة المفاوضات رغم الطلبات المتكررة من أستراليا وهولندا.
وأشارت باين إلى أن أستراليا لم تشهد بوادر حسن نية من روسيا منذ انهيار المفاوضات.
وأكد موريسون أن الجهود القانونية ستساعد على توفير العدالة لعائلات الضحايا.
وقال موريسون في هذا الشأن "بينما لا يمكننا تخفيف حزن أولئك الذين مات أحباؤهم نتيجة أفعال روسيا، فإن الحكومة الأسترالية ستتبع كل السبل المتاحة لضمان محاسبة روسيا حتى لا يتكرر هذا العمل المروع مرة أخرى".
People walk amongst the debris at the crash site of MH17 passenger plane near the village of Grabovo, Ukraine, that left 298 people killed. Source: AP
وقالت الحكومة الهولندية في بيان يوم الاثنين إن "أستراليا وهولندا تحمّلان روسيا مسؤولية مشتركة بموجب القانون الدولي عن دورها في إسقاط الرحلة MH17".
وتابع البيان "المفاوضات بشأن هذه المسألة بين روسيا من جهة، وأستراليا وهولندا من جهة أخرى، أوقفتها روسيا من جانب واحد، وعقب تعليق المحادثات، أجرت أستراليا وهولندا مشاورات بشأن الخطوات التي ينبغي اتخاذها بعد ذلك".
وتابع البيان "أدى ذلك إلى الشروع في اتخاذ إجراءات قانونية ضد روسيا أمام منظمة الطيران المدني الدولي، وقد تم إعداد هذه الخطوة بعناية وبشكل مستقل ولم يتم الانتهاء منها إلا الآن".
وأضاف البيان أن "هذه الخطوة لا علاقة لها بالتطورات الحالية في أوكرانيا".
