النقاط الرئيسية
- الأستراليون يدفعون ثمنا أكبر مقابل زجاجات مياه حول العالم
- يبدو أن السهولة في شراء المياه أثناء التنقل قد تفوقت على حمل زجاجة قابلة لإعادة الاستخدام.
- أعرب الخبراء عن قلقهم بشأن استمرار استهلاك البلاستيك، ونصح الناس بالتفكير في شرب مياه الصنبور.
معضلة غريبة تتبادر للذهن حول استهلاك المياه المعدنية في أستراليا، حيث إن أسعارها من بين الأغلى في العالم، ولكن ذلك لم يمنع ارتفاع معدلات الشراء على الرغم من توافر مياه الشرب الآمنة مجانا. فلماذا؟
أظهر تقرير جديد للأمم المتحدة أن الأستراليين أنفقوا في المتوسط حوالي 580 دولارًا لشراء 504 لترات من المياه المعبأة في عام 2021.
تأتي أستراليا كثاني أعلى معدل استهلاك في العالم للفرد، بعد سنغافورة.
هذا ويدفع الأستراليون أيضًا أكثر بكثير من أي مواطني دول أخرى لشراء المياه المعبأة.
يقول التقرير إن تكلفة المياه المعبأة تبلغ في المتوسط حوالي 5.40 دولارًا لكل وحدة في أستراليا - تقريبًا ضعف ما تكلفه في أمريكا الشمالية وأوروبا، وحوالي أربعة أضعاف التكلفة في آسيا وأفريقيا.
ومع ذلك، فإن السوق الأسترالية في مجال المياه المعبأة ما زالت منتعشة وتتوسع، حيث يقول معهد جامعة الأمم المتحدة للمياه والبيئة والصحة أن أستراليا هي السوق الوطنية العاشرة الأسرع نموًا في العالم.
فلماذا يرغب الأستراليون في دفع ثمن باهظ مقابل منتج يستطيعون الحصول عليه من مياه الصنبور مجانا؟ تقول شركة سيدني ووتر إنها تكلفة اللتر الواحد أقل من سنت للتر.
وفقًا لمجلس المشروبات الأسترالي، فإن إجابة هذا السؤال هو الاستسهال، بمعنى، سهولة شراء المنتج وتوافره في الكثير من المناطق.
وقالت متحدثة باسم المجلس "نشتري المياه المعبأة عندما نكون في طريقنا إلى مكان ما".
Water bottles are perceived to be more convenient for Australians while they are on the go. Source: AAP / James Ross
ولكن هناك كل المؤشرات على أن المبيعات انتعشت إلى مستويات ما قبل الوباء.
يقول المجلس إن الرغبة في القيام بما هو سهل والحصول على المياه أثناء التنقل خلقت سوقًا حققت في العام الماضي إيرادات بقيمة 650 مليون دولار بمعدل نمو طويل الأجل يبلغ حوالي 16% سنويًا.
وهذا يعني بصورة أخرى، زيادة بنسبة 16% في الزجاجات المعاد تدويرها كل عام، وزيادة الطاقة بنسبة 16% لصنع زجاجات جديدة أو إعادة تصنيع الزجاجات الموجودة و16% من لشحن تلك البضائع في جميع أنحاء البلاد.
لم يستطع المجلس تقديم أي تفسيرات قاطعة لارتفاع أسعار المياه التجارية في أستراليا ووصفها بأنها "مشكلة متاجر التجزئة"
لكن المتحدثة أشارت أيضًا إلى أن عدد سكان أستراليا الصغير نسبيًا يمكن أن يكون له علاقة بذلك الأمر، إلى جانب حافز "استرداد 10 سنتات" لكل زجاجة يتم تدويرها من قبل المستهلك والذي تم تضمينه في سعر المشروبات المعبأة.
وقالت المتحدثة "ربما القوة الشرائية.. عدد السكان الأكبر عادة ما يقترن بقوة شرائية أفضل".
"الشيء الآخر الذي يمكنني قوله هو أنه نظرًا لأن الأستراليين يميلون إلى شرب الماء أثناء التنقل، فإنهم غالبًا ما يشترون في المتاجر الصغيرة حيث قد لا تكون الأسعار منخفضة كما يمكن أن تحصل عليها في محلات البيع بالتجزئة الأكبر."
يرى البروفيسور ستيوارت خان الخبير في جودة المياه من جامعة نيو ساوث ويلز أن العالم سيغرق في النفايات البلاستيكية دون تغيير شامل في الاستهلاك العالمي للبلاستيك.
وأشار خان إلى أن معظم الأستراليين يمكنهم الحصول على مياه شرب جيدة للغاية وآمنة مباشرة من الصنبور و "لا توجد ميزة للصحة العامة أو جودة المياه في شرب المياه المعبأة".
كما يقول إن مخططات إعادة تدوير الزجاجات والحاويات لن تلغي أبدًا الضرر الناجم عن مجرى نفايات الصناعة.
لم تتمكن وكالة AAP الصحفية من الحصول على أي بيانات وطنية حول الفجوة بين عدد زجاجات المياه التي يتم بيعها في أستراليا وعدد زجاجات المياه التي يتم استردادها لإعادة التدوير.
ويوضح بيب كيرنان رئيس منظمة Clean Up Australia، إنه يجب على الأستراليين أن يتذكروا أن 90% من تكلفة زجاجة المياه تكمن في الوعاء والغطاء والملصق.
"يمكنك توفير كل هذه الأموال من خلال أخذ الزجاجة التي يعاد استخدامها معك في تنقلاتك وشرب مياه الصنبور أو استخدام ينابيع مياه الشرب العامة في المتنزهات."
