طلب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون المساعدة في تحقيق مولر خلال مكالمة هاتفية مؤخرا. الحكومة الأسترالية أكدت أن ترامب طلب من موريسون مساعدة المدعي العام الأميركي ويليام بار والذي كلفه الرئيس الأمريكي بفتح تحقيق مضاد للتحقيق الذي يجريه مولر بشأن حملة الرئيس.
وقال متحدث باسم الحكومة "الحكومة الأسترالية لطالما كانت مستعدة لمساعدة والتعاون مع الجهود التي تؤدي إلى إلقاء المزيد من الضوء على الأشياء الخاضعة للتحقيق."
وأضاف البيان "رئيس الوزراء أكد على هذا الاستعداد مرة أخرى خلال حديثه مع الرئيس."ووقعت المحادثة الهاتفية بين الزعيمين في أول أسبوع من سبتمبر أيلول الماضي قبل أن يسافر موريسون في زيارته الرسمية للولايات المتحدة.
Scott Morrison told Mr Trump Australia was ready to assist in any investigation. Source: AAP
ودعا زعيم المعارضة أنتوني ألبانيزي رئيس الوزراء إلى الإجابة عن مزيد من الأسئلة بشأن تلك المكالمة الهاتفية. وقال للصحفيين صباح اليوم "هذا أمر خطير للغاية، أمر جذب أنظار العالم بأسره."
وقال ألبانيزي إن على موريسون طمأنة الأستراليين أنه لم يتورط في مسألة داخلية "خلافية للغاية" في الولايات المتحدة. وأضاف "على سكوت موريسون أن يكون واضحا للغاية بشأن الظروف التي أحاطت تلك المكالمة الهاتفية، ما الذي قاله وهي توصل إلى أي اتفاق بخصوص توفير المساعدة."
وكانت النيويورك تايمز قد كشفت عن هذه المكالمة بعد أن نقلت عن مصدرين مجهولين في الإدارة الأميركية. وقالت الصحيفة إن ترامب هو من أجرى المكالمة بهدف واحد وهو طلب مساعدة أستراليا في التحقيق الذي تجريه وزارة العدل الأميركية بشأن تحقيق التدخل الروسي.
ما علاقة أستراليا بالتحقيق في التدخل الروسي؟
ظهرت أستراليا على خريطة المحقق الخاص روبرت مولر الذي يتولى التحقيق في علاقة حملة الرئيس ترامب بروسيا قبل انتخابات عام 2016. السبب في ذلك هو لقاء جمع بين مسؤول حملة ترامب آنذاك جورج بابادوبلوس والمفوض الأسترالي السامي إلى المملكة المتحدة ألكسندر داونر في أحد حانات لندن.اللقاء وقع في مايو أيار عام 2016 وخلاله تحدث بابادوبلوس مع داونر عن معلومات تملكها روسيا تضر هيلاري كلينتون غريمة ترامب في السباق الرئاسي. داونر نقل تلك المعلومات بدوره إلى الحكومة الأسترالية والتي بدورها نقلتها إلى الحكومة الأميركية بعد أن أطلق الـFBI تحقيقا في التدخل الروسي في الانتخابات.
US Special Counsel Robert Mueller. Source: AP
أدين بابادوبلوس لاحقا بالكذب أثناء التحقيق ودخل السجن لمدة 14 يوما العام الماضي.
لكن ألكسندر داونر قال إنه لا يعلم أي شئ عن هذه المحادثة بين ترامب وموريسون. وقال داونر "أجريت محادثة مع هذا الرجل، ونقلت تفاصيلها، أو هذا الجانب من المحادثة إلى الأمريكيين." وأضاف "ليس لدي أي شئ إضافي لأقوله بهذا الشأن."
وفي خطاب يعود تاريخه للثامن والعشرين من مايو أيار الماضي، كتب السفير الأسترالي إلى الولايات المتحدة جو هوكي إلى النائب العام المقرب من ترامب ويليام بار قائلا إن أستراليا ملتزمة بمساعدة التحقيق في "أصل" تحقيق مولر بشأن التدخل الروسي في الانتخابات عام 2016.
جاء هذا التعهد بعد أن انتقد ترامب أستراليا علنا بسبب الدور الذي لعبته في إطلاق تحقيق مولر. وقال هوكي في الخطاب "الحكومة الأسترالية ستسخر أفضل جهودها لدعم جهودكم في هذا الأمر."
يأتي هذا في الوقت الذي يخضع فيه الرئيس ترامب لحملة عنيفة تهدف إلى الإطاحة به من منصبه. وفتح الديموقراطيون الذين يسيطرون على مجلس النواب تحقيقا رسميا في الاتهامات التي تواجه ترامب بمحاولة الحصول على خدمات سياسية شخصية من الرئيس الأوكراني فولوديمر زلينسكي أثناء مكالمة هاتفية رسمية.
وتعد تلك المكالمة مع الرئيس الأوكراني هي أساس التحقيق بهدف عزل ترامب، ويُنظر إلى مكالمة موريسون باعتبارها دليلا إضافيا على استخدام ترامب اللقاءات الدبلوماسية الرفيعة من أجل مصلحته الشخصية.