تُشير تقارير إعلامية إلى أن قضايا مثل المخاوف الأمنية، وتراجع قيمة الدولار الأسترالي، وتشديد إجراءات الحدود، قد تكون من العوامل التي تُسهم في انخفاض عدد الأستراليين المسافرين إلى الولايات المتحدة.
وتكشف بيانات إدارة التجارة الدولية الأمريكية أن عدد الزوار الأستراليين إلى الولايات المتحدة بلغ 59,859 في آذار/مارس الماضي، بانخفاض نسبته 7.1% مقارنة بالشهر ذاته من العام الماضي، حين بلغ عددهم 64,418.
ويُعزى جزء من هذا التراجع إلى وقوع عطلة عيد الفصح في آذار/مارس 2024، بينما حلت في نيسان/أبريل هذا العام.
وبحسب البيانات، بلغ إجمالي عدد الزوار الأستراليين إلى الولايات المتحدة منذ بداية العام 201,867 شخصًا، أي أقل بنحو 1,500 زائر مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2024.
لكن الصورة تختلف في بيانات المكتب الأسترالي للإحصاء، التي تُظهر زيادة في عدد العائدين من الولايات المتحدة خلال آذار/مارس 2025، حيث بلغ عددهم 55,870 مقارنة بـ50,650 في آذار/مارس 2024.
وتُرجع البروفيسورة سارة غاردينر، مديرة معهد غريفيث للسياحة، هذا التباين إلى اختلاف منهجيات جمع البيانات بين البلدين، مشيرة إلى أن الإحصاءات الأمريكية قد تعتمد على مصادر غير مباشرة أو استطلاعات، بينما تعتمد البيانات الأسترالية على بطاقات الدخول عبر المطارات.
كما نبهت إلى أن البيانات تعكس حجوزات تمت قبل أشهر، في وقت ربما لم تكن الأوضاع السياسية أو الاقتصادية الراهنة واضحة للمسافرين عند اتخاذهم قرار السفر.
هل قلّ اهتمام الأستراليين بالولايات المتحدة؟
أظهر استطلاع رأي وطني شمل 1509 أستراليين أن عددًا أقل منهم يخطط للسفر إلى الولايات المتحدة في الفترة من منتصف آذار/مارس حتى منتصف أيار/مايو، مقارنة بالعام الماضي. وتراجعت الولايات المتحدة من المرتبة الخامسة إلى السابعة بين الوجهات الدولية المفضلة، وفقًا لمنتدى السياحة والنقل.
وتقول أستاذة السياحة في جامعة كوينزلاند، سارة دولنيكار، إن هذا الانخفاض قد يكون مؤقتًا، لافتة إلى أن السياح يتأثرون بسرعة بالأحداث العالمية، مثل تقلّب أسعار الصرف أو التوترات الأمنية.
وأوضحت: "السفر مغامرة، لكنه لا يخلو من حسابات. البعض قد يفضّل تأجيل خططه بدل المجازفة، خاصة مع العائلة أو في ظل أوضاع اقتصادية صعبة".
ما العوامل التي تؤثر على السفر؟
يرى دين لونغ، الرئيس التنفيذي لجمعية صناعة السفر الأسترالية، أن ارتفاع التكاليف في الولايات المتحدة مقارنة بوجهات مثل جنوب شرق آسيا وأوروبا، يجعل المسافرين يُعيدون التفكير في وجهاتهم.
كما لعب تراجع الدولار الأسترالي، الذي انخفض مؤخرًا إلى ما دون 60 سنتًا أمريكيًا – أدنى مستوى له منذ نيسان/أبريل 2020 دورًا إضافيًا في عزوف البعض عن السفر.
وأشار تقرير صادر عن "اقتصاديات السياحة" التابعة لـ"أكسفورد إيكونوميكس" إلى أن تصريحات وسياسات إدارة ترامب السابقة ساهمت في تعزيز مشاعر سلبية لدى بعض المسافرين تجاه الولايات المتحدة، خصوصًا في ظل التشديدات الأمنية وعدم وضوح سياسة الهجرة.
هل يتراجع الإقبال العالمي على الولايات المتحدة؟
لم يكن الانخفاض محصورًا بالأستراليين فقط، إذ أظهرت البيانات أن عدد الزوار من المملكة المتحدة، وهي أكبر مصدر للسياح إلى الولايات المتحدة، تراجع بنسبة 14.3%، بينما انخفض عدد القادمين من ألمانيا بنسبة 28.2%، ومن إسبانيا وأيرلندا بأكثر من 24%.
LISTEN TO

مشوار إلى وينتشلسي: هنا بدأت حكاية الأرانب في أستراليا
SBS Arabic
06:52
وتقول دولنيكار إن هذه الأرقام تُثير القلق، خاصة أن السياحة تُشكل ما يقارب 10% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي وتوفّر واحدة من كل عشر وظائف حول العالم.
وفي المقابل، شهدت بعض الدول زيادات طفيفة في عدد الزوار إلى الولايات المتحدة، مثل اليابان والبرازيل وإيطاليا.