"السلام عليكم"، بهذه العبارة استقبلني الطالب هاري دونغ وهو مسلم من شمال الصين عندما التقيت به في حرم جامعة نيو ساوث ويلز في سيدني.
حاولت التحدث معه باللغة العربية، ولكن استعصى عليه فهم ما قلته فرغم أنه يقرأ القرآن الكريم بسلاسة وحتى أنه يجوّد في بعض الأحيان، إلا أنه يستعين بالترجمة الصينية في هوامش المصحف ليتمكن من استيعاب المعاني.ينحدر دونغ من مدينة تشنغتشو في مقاطعة خنان شمال الصين، وهو من أقلية هوي العرقية، وهي إحدى المجموعات العرقية العشرة المسلمة في الصين.
Source: SBS
اعتنق دونغ الإسلام في سن مبكرة بعد أن تأثر بالتعاليم الإسلامية من جدته، ومع أن أفراد عائلته المقربة ليسوا مسلمين إلا أنهم لم يقفوا في طريق ابنهم.
وبعيدًا عن وطنه في الصين، يحتفل الطالب الدولي بشهر رمضان مع "إخوته وأخواته الأستراليين" في مجتمعه الجامعي المتعدد الثقافات في سيدني.يتوجه دونغ كل يوم بعد غروب الشمس للصلاة وتناول وجبة الإفطار مع الطلاب والموظفين المسلمين الآخرين في المركز الديني لجامعة نيو ساوث ويلز.
Chinese Muslim Harry Dong pray at Religious Centre at UNSW. Source: SBS Chinese
وتقدم الجمعية الإسلامية لجامعة نيو ساوث ويلز وجبات إفطار مجانية خلال شهر رمضان ويتم التبرع بجميع الوجبات من قبل مسلمين في الجامعة من خلفيات متنوعة.وقال دونغ إن هناك قول مأثور بين المسلمين الصينيين مفاده أن "كل المسلمين إخوة وأخوات وهو ما يعني أن جميع المسلمين هم أسرة واحدة."
Muslim students prepare Iftar meals at ISOC UNSW. Source: ISOC UNSW
وأضاف "لذلك لا نشعر بالغربة. نحن جميعا مثل عائلة واحدة. يمكننا الجلوس والتعرف على ثقافات بعضنا البعض وتعلم لغات مختلفة."
ويحب الطالب الصيني هذه الإفطارات لأنها فرصة "لتذوق الطعام من بلدان مختلفة، وهي إحدى الأشياء المفضلة لدي".
رمضان في الصين
كان دونغ يمضي شهر رمضان في الصين مع مسلمين آخرين في منطقته، وقال إنه لم يتعرض يوما لأي نوع من المضايقات.
وشرح أنه عادة يتناول وجبة السحور مع عائلته: "في نهاية اليوم، أذهب إلى المسجد القريب لتناول وجبة الإفطار مع مسلمين آخرين، ثم نصلي معًا."ومما لفت انتباهي لدى لقائي به، حرصه على حمل المصحف الشريف، حيث قال لي أنه لطالما حرص على الاحتفاظ بالقرآن الكريم أينما حل وارتحل.
Harry Dong is one of around 600,000 Muslims living in Australia. Source: SBS Chinese
ومنذ انتقاله إلى أستراليا قبل أربع سنوات، يواظب دونغ على الصلاة وقراءة القرآن بشكل يومي فالدين الإسلامي "جعله شخصاً أفضل" حسب ما قال لنا.
ولا يقتصر دور الدين في حياة الطالب الصيني على الشعائر الدينية بل يشكل أيضاً ركيزة فلسفته الحياتية: "كمسلمين، لدينا دائمًا موقف إيجابي من الحياة. كل يوم هو يوم جديد تمامًا. لذلك نحن بحاجة إلى استقبال اليوم بعقلية إيجابية. بغض النظر عن مدى صعوبة الحياة، ومدى إجهاد دراستنا، علينا أن نواجه الحياة بابتسامة."
وفي النهاية تمنى دونغ لجميع إخوته وأخواته المسلمين من جميع الخلفيات الثقافية أن يحلب هذا الشهر الفضيل الخير والبركة لهم.