النقاط الرئيسية:
- يقول الدكتور محمد أوزالب إن الحوار حول الأديان يحدث بين الخبراء طوال الوقت ولكن يجب أن يتسع ليشمل غير المتخصصين أيضا
- أظهر الإحصاء السكاني الأخير الذي أجري هذا العام أن حوالي 38 في المائة من سكان أستراليا لا ينتمون لأي دين
- يرى بعض الباحثين في مجال الأديان أنه على الرغم من اختلافاتهم فإن المسلمين والمسيحيين يعبدون نفس الإله
لا يلبث الحديث عن علاقة الإسلام بالمسيحية يبدأ حتى يتجه الحوار نحو موضوع كيف يرى كل جانب الكتاب المقدس للآخر.
فما الذي يحدث عندما يجتمع عالم مسلم وآخر مسيحي للحديث عن القرآن والإنجيل؟
"نحن نعمل على تقديم وجهة نظر للناس مختلفة عما كانوا يتوقعونه. نحن نمنح الناس منظورا جديدا للتفكير في الدين وفي معتقدات الآخرين"، هكذا يشرح الدكتور أرون جيلوني رئيس St James’ Institute الفكرة وراء إقامة محاضرة بعنوان "رؤية مسيحي للقرآن ورؤية مسلم للإنجيل" شارك فيها يوم السبت 27 آب/أغسطس مع الدكتور محمد أوزالب الرئيس المؤسس لـ Centre for Islamic Studies and Civilisation (CISAC).
وقد قال أرون لأس بي أس عربي 24: "المحاضرة جزء من سلسلة محاضرات بدأناها بواحدة عن نظرة مسيحي للنبي محمد ونظرة مسلم للسيد المسيح".
يؤكد أرون الذي تعود صداقته هو ومحمد أوزالب لعشرة سنوات مضت أن حوار الأديان لا يمكن أن يتم إلا في جو من الثقة والتفاهم المتبادل.
وهذا ما يؤكده محمد الذي يرأس ايضا جمعية ISRA التي شهد مقرها في سيدني إقامة المحاضرة.
يقول محمد: "يصبح الحوار فاعلا فقط عندما تكون هناك علاقة ثقة مشتركة ويقين أن الطرف الآخر لديه سعة أفق ورحابة صدر".
محمد أوزالب يتحدث للحضور. Credit: Supplied by Aaron Ghiloni
أريد أن يحدث ذلك النقاش في وجود جمهور
يرى أرون أيضا أهمية كبيرة لوجود حضور من غير الأكاديميين والمتخصصين.
يقول أرون لأس بي أس عربي 24: "أحد أهداف الحوار هو أن يلتقي الحاضرون مع بعضهم البعض وأن يبنوا علاقات ويتخلصوا من الأفكار السائدة".
"الحوار يسمح لنا بأن نرى إنسانية الآخر".
بحسب الدعوة إلى المحاضرة الموجودة على موقع ISRA فإن "القرآن والإنجيل يرويان قصصًا متشابهة يتم تفسيرها بطرق مختلفة من قبل المسلمين والمسيحيين".
ولكن كيف يتعامل الجانبان مع ذلك الاختلاف؟
أرون ومحمد يشرحان كيف أنهما يقدمان طرقًا جديدة للمسيحيين للتعامل مع القرآن وللمسلمين لفهم الإنجيل.
يقول أرون: "نحن لا نتجنب الاختلافات ولا نقول إن الديانتين متماثلتان ولكن لدينا أساس جيد للحديث عن الاختلافات. نحن نأتي باختلافاتنا ونتحدث عنها بروح فهم مشترك وتقبل للآخر."
حوار الأديان يمنحنا فرصة لفهم بعضنا البعض والحديث عن معتقداتنا وحتى عن اختلافاتنا."
يؤكد محمد أيضا أن الاختلافات قائمة ولكنها لا تفسد للود قضية.
"ليس الهدف من حوار الأديان أن نقنع بعضنا بعضا".
أرون جيلوني يتحدث للحاضرين خلال المحاضرة التي أقيمت بمقر ISRA في سيدني. Credit: Supplied by Aaron Ghiloni
أظهر الإحصاء السكاني الأخير الذي أجري هذا العام أن حوالي 38 في المائة من سكان أستراليا لا ينتمون لأي دين.
ويمثل ذلك الرقم زيادة مقدارها حوالي تسعة في المائة عن الإحصاء السابق الذي أجري عام 2016.
بحسب الإحصاء أيضا فإن 20 في المائة من السكان يؤمنون بالمسيحية الكاثوليكية وحوالي 10 في المائة ينتمون للمسيحية الإنجيلية.
في نفس الوقت قال 3.2 في المائة من المشاركين إنهم يعتنقون الإسلام.
بحسب فإن هذه هي المرة الأولى التي يعرّف فيها أقل من نصف سكان البلاد فقط أنفسهم على أنهم مسيحيون.
ما الجدوى من حوار الأديان؟
تدفع تلك الأرقام التي تشير إلى زيادة في أعداد الذين ليس لديهم انتماء ديني إلى التساؤل عن جدوى حوار الأديان في أستراليا.
يقول أرون: "في بلد مثل أستراليا حيث يتراجع التدين من المهم أن ندرك أن الإيمان أمر مشترك بين العديد من الثقافات وأن يشعر المتدينون بأنهم ليسوا وحدهم لأن هذا يمنحهم الإلهام."
يرى أرون أيضا أن الدين لا زال لديه ما يمكن أن يقدمه للعالم اليوم.
"لقد ظل الدين موجودا لوقت طويل. ربما تكون اللحظة الحالية علمانية أكثر ولكن من المهم إدراك أنه هناك ما يمكن تعلمه من الماضي".
يشرح محمد كيف يمكن أن يستفيد المسلمون من قراءة الإنجيل ويرى أن المسلمين يمكنهم قراءة الإنجيل جنبا إلى جنب مع القرآن.
"يمكن للمسلمين إذا ما قرأوا الإنجيل بإخلاص وبنية التعلم أن يتعلموا من السيد المسيح. فالمسلمون ليس لديهم مصدر لمعرفة ما قاله وفعله المسيح".
يشير الدكتور محمد إلى فحوى التعليم المسيحي الذي يدعو الإنسان لأن يدير خده الأيسر لمن ضربه على خده الأيمن ونظرة المسلمين له.
"إنها سنة المسيح."
يضيف محمد: "أرى أن تلك التعاليم تتناغم مع روح القرآن الذي ينهانا عن الانتقام. فالقرآن يأمرنا بمقابلة الإساءة بالإحسان لأن العدو قد ينقلب صديقا."
ويرى بعض في مجال الأديان أنه على الرغم من اختلافاتهم فإن المسلمين والمسيحيين يعبدون نفس الإله الذي تتشابه كثيرا نظرتهم له.
ومع ذلك يعتقد كل طرف أن دينهم يحتوي على الوحي الكامل والنهائي لنفس الإله.
برغم الاختلافات يرى محمد أن على المتدينين بشكل عام التوحد.
يقول محمد: "الدين والإيمان بالله في المجمل تتعرض للهجوم وذلك الهجوم لا يفرق بين مسلم ومسيحي ولذلك يجب على المسلمين والمسيحيين أن يكونوا يدا واحدة."
"يمكن لأصحاب الديانات أن يفعلوا الخير في العالم مهتدين بتعاليم الدين."
ويشرح أرون أيضا كيف أن دور الدين يمكن أن يتعدى الاستعداد لما بعد الموت.
"الدين ليس فقط متعلقا بالآخرة ولكنه يمنح الناس قدرة على أن يعيشوا حياتهم بشكل أكثر حبا وأخلاقية".
"في عالم تسوده التنافسية والصراعات حول المادة يساعدنا الدين على العودة إلى روح الفضيلة والتعاطف والتواضع وأن نتعلم العيش مع الاختلاف".
يمكنكم أيضًا مشاهدة أخبار في أي وقت على SBS On Demand.