النقاط الرئيسية
- الجندي الأسترالي السابق بن روبرتس سميث المتهم بارتكاب جرائم حرب في أفغانستان يخسر قضية التشهير التي رفعها ضد ثلاث صحف أسترالية
- كان روبرتس سميث قد خدم في صفوف الجيش الأسترالي في أفغانستان ست مرات بين عامي 2006 و2012
- اعترفت المحكمة بصدقية تقارير تفيد بأن روبرتس سميث قتل رجلاً أفغانياً أعزل من خلال ركله من أعلى جرف وأمر جنوده بإطلاق النار عليه
خسر الجندي الأسترالي السابق بن روبرتس سميث، قضية التشهير التي رفعها ضد ثلاث صحف وثلاثة صحفيين في المحكمة الفيدرالية في سيدني.
أصدر القاضي أنتوني بيسانكو الحكم بعد ظهر أمس الخميس، والذي قضى فيه بأن ثلاث صحف هي سيدني مورنينغ هيرالد وإيدج وكانبرا تايمز بالإضافة إلى الصحفيين نيك ماكنزي وكريس ماسترز وديفيد ورو لم يشوهوا سمعة روبرتس سميث في سلسلة من المقالات التي نشرت في عام 2018.
وقرأ القاضي بيسانكو ملخصاً لمزاعم التشهير التي تقدم بها روبرتس سميث، والحجج التي قدمها الدفاع والتي استندت إلى حقيقة المزاعم التي أطلقها المتهمون. ووجد القاضي أن المتهمين أثبتوا في مقالاتهم صحة المزاعم بحدوث جرائم حرب.
وقال القاضي بيسانكو: "في ضوء استنتاجاتي، يجب رفض أي ملاحقة قضائية".
وكان روبرتس سميث قد خدم في صفوف الجيش الأسترالي في أفغانستان ست مرات بين عامي 2006 و2012.
وانسحبت القوات الأسترالية من أفغانستان بحلول منتصف عام 2021 مع استيلاء طالبان على السلطة في آب/أغسطس 2021.
لماذا رفع بن روبرتس سميث دعوى قضائية بتهمة التشهير؟
روبرتس سميث عريف سابق في فوج النخبة. وهو من المحاربين المخضرمين في الحرب الأفغانية وجندي حائز على أعلى وسام عسكري في أستراليا، وهو وسام فيكتوريا كروس، بالإضافة إلى وسام غالانتري.
رفع روبرتس سميث دعوى قضائية ضد الصحف الثلاث والصحفيين العاملين فيها أمام محكمة فيدرالية، زاعماً أن المقالات تضمنت سلسلة من الاتهامات التشهيرية عنه، بما في ذلك إشارات لارتكابه جرائم حرب في أفغانستان بين عامي 2009 و2012.
A press pack awaits the verdict outside the federal court in Sydney. Source: SBS / Lucy Murray
واستغرقت القضية، التي وصلت إلى نهايتها في تموز/يوليو 2022، 110 أيام وأطلق عليها اسم "محاكمة القرن".
هل بن روبرتس سميث مذنب بارتكاب جرائم حرب؟
لم يُتهم روبرتس سميث بارتكاب أي جرائم جنائية وهو يشدد على براءته من التهم المنسوبة إليه.
وكانت القضية التي رفعها روبرتس سميث عبارة عن محاكمة مدنية بتهمة التشهير وليست محاكمة جنائية، لذلك لا يمكن أن يؤدي القرار لأي نتائج أو أحكام جنائية.
ولم يكن قرار القاضي أنتوني بيسانكو لصالح الصحف في جميع المزاعم التي قدمها روبرتس سميث.
لكنه وجد أن الصحف قدمت "الحقيقة الجوهرية" أو "الحقيقة السياقية" للعديد من الافتراضات.
وحكم القاضي بيسانكو بضرورة رفض جميع التهم المتعلقة بالتشهير، ووجد أن وسائل الإعلام أظهرت أن المزاعم الأكثر خطورة كانت مدعومة بالأدلة.
واعترفت المحكمة بصدقية تقارير تفيد بأن روبرتس سميث قتل رجلاً أفغانياً أعزل من خلال ركله من أعلى جرف ودفع الجنود الذين يخدمون تحت إمرته لإطلاق النار عليه.
كما أن المزاعم بقيام روبرتس سميث ببتر أعضاء عن طريق إطلاق النار على رجل بساق اصطناعية تم اعتبارها ذات صدقية عالية من قبل القاضي.
وكانت تقارير قد أشارت إلى أنه ضغط على جندي حديث العهد في الخدمة العسكرية لإعدام رجل أفغاني مسن وشارك في حملة تنمر ضد زملائه.
وبعد صدور الحكم، نشر الصحفي نيك ماكنزي الذي يعمل في The Age و Sydney Morning Herald، وهو أحد المتهمين البارزين في القضية، على موقع تويتر كلمة واحدة فقط: "العدالة".
وقال ماكنزي، الذي كتب العديد من المقالات التي كانت موضع نزاع، إن الحكم يعد بمثابة "قسط صغير من العدالة" لضحايا روبرتس سميث الأفغان.
Journalists (left-to-right) Chris Masters, Nick McKenzie and Nine Newspapers managing director of publishing James Chessell, speak to media after the Ben Roberts-Smith trial at the Federal Court of Australia in Sydney on 1 June 2023. Source: AAP / Jane Dempster
"لديه أطفال لم يعد لهم أب. لديه زوجة لم يعد لها زوج".
وشوهد روبرتس سميث بجانب حوض سباحة في بالي يوم الأربعاء في لقطات بثتها القناة التاسعة.
وقال ماكنزي: "إنه في بالي، يفعل ما يفعله. نحن هنا لنحتفل بالعدالة والحقيقة".
وقال محب إقبال، رئيس المجلس الوطني الأفغاني الأسترالي لأس بي أس إن القضية "تمت متابعتها باهتمام كبير بين الأفغان هنا في أستراليا وفي كل مكان في العالم".
Ben Roberts-Smith was not in court for the verdict. Credit: Damon Cleary/PR IMAGE
"لذلك الحكم موضع ترحيب من وجهة نظر المساءلة والعدالة".
"الأفغان يراقبون ذلك بشدة ويأملون أن يؤدي ذلك إلى مساءلة القوات الدولية على مستوى العالم".
وقال إقبال إن القضية سلطت الضوء على أهمية متابعة الحكومة الأسترالية لمسألة التعويضات لأسر الضحايا المدنيين.
في عام 2020، تم إصدار تحقيق بشأن مزاعم بارتكابات قامت بها القوات الخاصة الأسترالية في أفغانستان أجراه الميجور جنرال بول بريريتون.
وقدم تقرير بريتون بالتفصيل أدلة "موثوقة" على 39 عملية قتل غير قانونية لمدنيين أو سجناء أفغان، وأوصى بدفع تعويضات على وجه السرعة لاستعادة "مكانة أستراليا".
وقال عضو مجلس الشيوخ عن ولاية نيو ساوث ويلز، ديفيد شوبريدج إن "الحقيقة المأساوية هي أن وسائل الإعلام الخاصة، وليس أي قسم من الحكومة الفيدرالية، قد أخذت على عاتقها مهمة نشر الحقيقة بشأن سجل الحرب الأسترالي في أفغانستان".
وكتب على تويتر: "هذه ليست عدالة للعائلات التي فقدت أحباءها أو للمجتمعات التي تعرضت بوحشية لجرائم الحرب، لكنها تقربنا خطوة إلى الأمام".
من جهته رفض وزير الدفاع ريتشارد مارلس التعليق عندما سئل عما إذا كان سيفكر في تجريد روبرتس سميث من أوسمته.
يمكنكم أيضاً الاستماع لبرامجنا عبر أو عبر تطبيق SBS Radio المتاح مجاناً على