أغلقت البورصة الصينية أول جلسة تداول لها بعد إجازة رأس السنة الصينية على هبوط حاد بمقدار 8% بسبب المخاوف من فيروس كورونا. الأسهم الصينية تلقت ضربة كبيرة في جلسة الافتتاح لهذا العام والأولى منذ ظهور الفيروس الذي نشر الذعر في العالم.
الجلسة سيطرت عليها المخاوف من الفيروس فانخفضت أسهم قطاعات الصناعة والمواد الخام وشركات البيع بالتجزئة بينما حلقت أسهم شركات الرعاية الصحية بنحو 10%. هذا الانخفاض في الأسهم هو الأسوأ الذي تشهده الصين في يوم واحد منذ أربع سنوات.التأثير الهائل للفيروس على البورصة يعود إلى أن أغلب الاستثمارات في الأسهم تأتي من قبل أفراد أثرياء وغير محترفين على الأرجح في المعاملات المالية، بدلا من المؤسسات الاستثمارية. وبالتالي هؤلاء الأفراد الذين يشكلون نحو 80% من حملة الأسهم لديهم تأثير كبير على حركة أسواق المال في البلاد.
A monitor shows the Nikkei stock average rate and Shanghai Stock Exchange, SSE, falling in Tokyo on February 3, 2020 afternoon. Source: Yomiuri Shimbun
ورغم ان الانخفاض في مؤشر البورصة أحد الدلائل على الهزة التي تعرض لها الاقتصاد الصيني، إلا أن حجم تلك الهزة ما زال غير معروف بالضبط. الصين كانت قد سجلت أسوأ معدل نمو لها منذ ثلاثة عقود العام الماضي، وبالتالي فإن ثاني أكبر اقتصاد في العالم لا يعيش أفضل أوقاته.
ورغم ذلك فإن البيانات التي تصدرها الحكومة الصينية عن حالة الاقتصاد، شحيحة وغير مفصلة ولا يمكن الاعتماد عليها تماما، وبالتالي فمن الصعب تكوين فكرة واضحة عن مدى تضرر الاقتصاد الصيني.
ما نعرفه أن قطاع السفر والسياحة تلقى ضربة موجعة وسريعة بسبب الفيروس، حيث ظهر الفيروس في الموسم الرئيسي لهذا القطاع وهو رأس السنة الصينية والذي يشهد سفر الملايين من وإلى الصين.
التداول خلال جلسة التداول تم تعليقه بعد أن وصل إلى أعلى حد للتغير مسموح به وهو 10%. المؤشر الرئيسي المعروف باسم the Shanghai Composite عاش أسوأ أيامه منذ أغسطس آب عام 2015 حيث انخفض بمعدل 7.72% بمعدل بيع للأسهم وصل إلى 393 مليار دولار.
هذا الانخفاض جاء رغم الجهود الحثيثة للبنك المركزي الصيني لتخفيف تأثير الفيروس على الاقتصاد حيث أعلن يوم الأحد عن حزمة سيولة نقدية بما يعادل 173 مليار دولار لدعم القطاع البنكي وسوق العملة.
في نفس السياق، تجاوزت أعداد الوفيات جراء الفيروس 360 حالة ما يعني أنه تجاوز ضحايا وباء السارس في بداية الألفية. وسجلت الصين 57 حالة وفاة في يوم واحد، في أعلى معدل للوفيات منذ تفشي الفيروس.
وانتشر الفيروس في نحو 24 دولة بما فيها أستراليا، حيث تم تأكيد إصابة 12 شخصا في أربع ولايات.