النقاط الرئيسية:
- يتم تحديد بقاء الفيروس في الجسم من خلال العديد من الدراسات التي تحلل تسلسل الجينات لفيروس SARS-CoV-2 والأحماض النووية RNA والبروتينات المرتبطة به
- لا يزال البحث جاريًا لفهم طبيعة وآليات كوفيد طويل الأمد بشكل أفضل، وذلك لتطوير استراتيجيات العلاج والدعم اللازم للأشخاص المصابين
- هناك اهتمام متزايد في الوقت الحالي بفهم تأثيرات الفيروس على جهاز المناعة وتطوير علاجات فعالة لكوفيد طويل الأمد
هناك العديد من الأعراض المختلفة المرتبطة بكوفيد، ولتحديد العلاجات المناسبة لهذه الأعراض، يتعين علينا فهم الأسباب، وأحد العوامل المحتملة المرتبطة بكوفيد طويل الأمد هو عدم تخلص الجسم تمامًا من الفيروس بعد الإصابة.
وهنالك العديد من الفيروسات الأخرى التي يمكن أن تبقى في أنسجة مختلفة لفترة تصل إلى عدة أشهر أو سنوات، ومن الممكن أن يحدث ذلك أيضًا مع فيروس SARS-CoV-2 الذي يسبب كوفيد.
فيروسات أخرى مثل فيروس نقص المناعة أو ما يعرف بالإيدز قد تستمر مع المصاب مدى الحياة.
ويعني هذا أن الفيروس يختبئ داخل الخلايا ويبقى في حالة سكون. ويمكن لفيروس نقص المناعة، على وجه الخصوص، أن يكون كامنًا في الخلايا المصابة في جميع أنحاء الجسم. وعلى الرغم من أنه غير نشط، إلا أنه قد يؤدي لحدوث التهابات.
ومن الممكن العثور على فيروسات أخرى مثل زيكا والحصبة وإيبولا في أنسجة الأشخاص المصابين بعد عدة أشهر أو سنوات من الإصابة، ومن الممكن أن يتسبب ذلك في استمرار المرض لفترة طويلة.
وأظهرت العديد من الدراسات أن كوفيد-19 يمكنه أن يعيد تنشيط فيروس Epstein-Barr، الذي يكون كامنًا في خلايا الجسم، وتشير الأبحاث إلى أن ذلك قد يكون مرتبطًا بالإرهاق والقلق لدى الأشخاص المصابين بكوفيد طويل الأمد.
ويتم تحديد بقاء الفيروس في الجسم من خلال العديد من الدراسات التي تحلل تسلسل الجينات لفيروس SARS-CoV-2 والأحماض النووية RNA والبروتينات المرتبطة به في عينات الأنسجة والبراز بعد مرور عدة أشهر على الإصابة.
تشمل هذه الدراسات تقارير تشريحية توضح وجود الحمض النووي RNA لفيروس SARS-CoV-2 وبروتيناته في مجموعة متنوعة من الأنسجة لدى الأشخاص الذين توفوا بعد فترة تصل إلى سبعة أشهر من الإصابة.
وتم بالفعل العثور على RNA لفيروس SARS-CoV-2 في القلب والغدد الليمفاوية والعين والأعصاب والدماغ والرئتين في نحو نصف العينات التي تم اختبارها.
وتم العثور على الحمض النووي RNA لفيروس SARS-CoV-2 في عند من الأشخاص الذين نجوا من كوفيد، بعد أربعة أشهر من الإصابة في أنسجة الأمعاء التي تم الحصول عليها من خلال تنظير القولون، وفي هذه الحالة، يتم استخدام أنبوب رفيع لأخذ عينات من جدران الأمعاء الغليظة.
ولوحظ أن هؤلاء المرضى كانت لديهم إصابة سابقة بكوفيد-19 بدون أعراض، وكانت نتائج اختبارات البوليميراز المتسلسل (PCR) سلبية في مسحات الأنف والحلق بعد أربعة أشهر.
وتشير دراسة أجريت في عام 2022 إلى أن فيروس SARS-CoV-2 يمكن العثور عليه في عينات البراز لنصف المشاركين في الأسبوع الأول بعد الإصابة، بينما لم يكن هناك وجود للفيروس في الجهاز التنفسي لمدة أربعة أشهر، إلا أن 12.7% من عينات البراز كانت إيجابية للحمض النووي الريبي للفيروس.
وفي الدراسات الأولية، لم تشر النتائج دائمًا إلى وجود علاقة قوية بين اكتشاف فيروس SARS-CoV-2 على المدى الطويل وظهور أعراض كوفيد طويل الأمد.
ومع ذلك تشير الأبحاث في الوقت الحاضر، إلى أن وجود RNA لفيروس SARS-CoV-2 أو البروتين من ال RNA في أنسجة الدم والأمعاء يزيد من احتمالية ظهور أعراض كوفيد طويل الأمد.
ولا يزال البحث جاريًا لفهم طبيعة وآليات كوفيد طويل الأمد بشكل أفضل، وذلك لتطوير استراتيجيات العلاج والدعم اللازم للأشخاص المصابين.
يمكنكم أيضاً الاستماع لبرامجنا عبر أو عبر تطبيق SBS Radio المتاح مجاناً على
