قُتل ثمانية أشخاص على الأقل مساء الثلاثاء في غارة إسرائيلية على بلدة الصرفند القريبة من صيدا في جنوب لبنان على ما أفادت وزارة الصحة اللبنانية.
وقال مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة إن "غارة العدو الإسرائيلي على الصرفند هذا المساء أدت في حصيلة أولية إلى استشهاد ثمانية أشخاص وإصابة واحد وعشرين آخرين بجروح" مشيرة إلى أن "أعمال رفع الانقاض لا تزال مستمرة.
وفي سياق متصل، أفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية اللبنانية الثلاثاء بدخول "عدد كبير" من الدبابات الإسرائيلية الى تلة عند الأطراف الشرقية لبلدة الخيام، في أعمق نقطة يصلها الجيش الإسرائيلي منذ بدء عمليات توغله في جنوب لبنان نهاية أيلول/سبتمبر.
وأشارت الوكالة إلى "دخول عدد كبير من دبابات جيش الاحتلال الاسرائيلي" من جهة المطلة الإسرائيلية الى "تلة الحمامص والأطراف الشرقية لبلدة الخيام" منذ الاثنين.
وكان حزب الله أعلن ليلا استهدافه برشقة صاروخية تجمعا لجنود اسرائيليين عند أطراف البلدة الواقعة على بعد قرابة ستة كيلومترات عن أقرب نقطة حدودية مع اسرائيل.
وفي وقت لاحق الثلاثاء، أعلن حزب الله في بيانات متلاحقة استهداف تجمّعات جنود اسرائيليين عند أطراف البلدة من جهة الجنوب والشرق برشقات صاروخية وقذائف مدفعية. وقال إن مقاتليه استهدفوا بـ"صاروخ موجه" دبابة ميركافا جنوب البلدة ما "أدى إلى احتراقها ووقوع طاقمها بين قتيل وجريح".
ومساء الثلاثاء أفادت الوكالة الوطنية للإعلام بأن "الطيران الحربي الاسرائيلي أغار عدة مرات على مدينة الخيام وقام بعملية تمشيط واسعة بالأسلحة الرشاشة الثقيلة والمتوسطة".
في 23 أيلول/سبتمبر، كثّفت اسرائيل غاراتها الجوية على معاقل الحزب في ضاحية بيروت الجنوبية وفي جنوب البلاد وشرقها. وأطلقت عمليات توغل بري "محدودة" في المناطق الحدودية في 30 منه.
ومنذ ذلك الحين، يعلن حزب الله التصدّي لمحاولات تسلّل إسرائيلية عند قرى حدودية، والاشتباك معها داخل بعض البلدات الحدودية "من مسافة صفر".
وأكد حزب الله في بيان الأسبوع الماضي أنّ الجيش الإسرائيلي "لم يتمكّن من إحكام سيطرته بشكل كامل" على أي قرية في جنوب البلاد.
وقال النائب في الحزب حسن فضل الله الشهر الحالي إن الجيش الإسرائيلي "يعتمد سياسة دمّر، صوّر واهرب".
LISTEN TO
"حاضنة المقاومة وحضن المطار": ما لا تعرفونه عن "الضاحية الجنوبية" لبيروت
SBS Arabic
06/08/202408:16
ومنذ بدء تبادل القصف عبر الحدود بين إسرائيل وحزب الله قبل عام، تتعرّض بلدة الخيام التي تعد من كبرى البلدات في منطقة مرجعيون، لغارات إسرائيلية مركزة أدّت إلى نزوح سكانها وأحدثت دمارا واسعا فيها.
وللبلدة خصوصية، كونها تضم معتقل الخيام، وهو سجن تولى "جيش لبنان الجنوبي"، قوة محلية تابعة لإسرائيل، إدارته خلال احتلال الأخيرة لجنوب لبنان. ونددت منظمات غير حكومية مرارا بحصول عمليات تعذيب وسوء معاملة في السجن.
ومنذ بدء جولة التصعيد الإسرائيلية الأخيرة، قُتل ما لا يقل عن 1750 شخصا في لبنان بنيران إسرائيلية، بحسب تعداد أجرته فرانس برس استنادا إلى بيانات رسمية، بينما أرغم التصعيد أكثر من 1.2شخص على ترك بيوتهم، وفق السلطات.
نعيم قاسم يقود حزب الله
أعلن حزب الله اللبناني الثلاثاء انتخاب نعيم قاسم أمينا عاما خلفا لحسن نصرالله الذي اغتيل في غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت في 27 أيلول/سبتمبر.
وأورد الحزب في بيان "عملاً بالآلية المعتمدة لانتخاب الأمين العام، توافقت شورى حزب الله على انتخاب سماحة الشيخ نعيم قاسم أمينا عامّا لحزب الله".
ونعيم قاسم (71 عاما) الذي يشغل منذ العام 1991 منصب نائب الأمين العام لحزب الله، كان أحد مؤسسيه في العام 1982.
وقال مصدر مقرّب من حزب الله لوكالة فرانس برس، إنّ انتخابه جرى قبل يومين وتمّ الإعلان عنه الثلاثاء.
وبحسب المصدر، سيشغل قاسم منصب الأمين العام للحزب حتى انتهاء الحرب، على أن يتم انتخاب مجلس شورى جديد يتولى انتخاب الأمين العام.
ويأتي انتخاب قاسم بعد اغتيال رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله هاشم صفي الدين الذي كان يعتبر المرشح الأبرز لخلافة نصرالله.
ويضم مجلس الشورى في الوقت الحالي خمسة أعضاء، بعدما كانوا سبعة، اغتيل منهم نصر الله وصفي الدين.
وظهر قاسم في ثلاثة خطابات متلفزة منذ مقتل حسن نصر الله، آخرها في 15 تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
وأكد حينها أنّ "الحلّ هو بوقف إطلاق النار"، لكنه شدد على أن الحزب ماض في معركته، وأن إسرائيل "ستهزم".
بعيدا عن الملفات العسكرية، تولّى قاسم مهام إدارة الملف الحكومي في لبنان من خلال متابعة عمل الوزراء والنواب، إضافة الى ملفي البلديات والنقابات اللذين يشكلان عصب حزب الله في المؤسسات الرسمية.
ورحّبت حركة حماس الفلسطينية الثلاثاء بانتخاب قاسم.
ومن جانبه، حذّر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الثلاثاء الأمين العام الجديد لحزب الله نعيم قاسم من أن تعيينه "موقت ولن يدوم طويلا".
ونشر غالانت عبر حسابه على منصة إكس صورة لقاسم أرفقها بعبارة "تعيين موقت، لن يدوم طويلا". وفي منشور منفصل كتب غالانت باللغة العبرية "العد التنازلي بدأ".
وقال غالانت الذي زار القيادة الشمالية للجيش الإسرائيلي الثلاثاء في بيان لاحقا إنه يقدر أن معظم ترسانة حزب الله الصاروخية دمرت بسبب الهجمات الإسرائيلية.
وأضاف "أقدر أن القدرة المتبقية من القذائف والصواريخ لدى حزب الله تبلغ نحو 20 بالمئة، ولم يعد منظما بطريقة تمكنه من إطلاق الصواريخ".
FILE - Israeli Defense Minister Yoav Gallant speaks during a news conference in the Kirya military base in Tel Aviv, Israel, on Oct. 28, 2023. Credit: Abir Sultan/AP/AAP Image
في الأسابيع الأخيرة، أطلق حزب الله 180 إلى 200 صاروخ في بعض الأيام، بحسب أرقام قدمها الجيش الإسرائيلي.
كذلك، أعلن الجيش تنفيذ غارات جوية مكثفة على منشآت إنتاج وتخزين أسلحة تابعة لحزب الله.
وقال يوآف غالانت إن عشرات الآلاف من الجنود نجحوا في دفع حزب الله "خارج كل القرى على طول الحدود ودمروا بنى تحتية من جميع الأنواع".
واعتبر أن "هذه الأمور تحدث واقعا مختلفا في لبنان وفي المنطقة أيضا".
قدّر محللون في وقت سابق أن حزب الله كان يمتلك ترسانة تضم نحو 150 ألف صاروخ قبل أن يفتح جبهة مع إسرائيل على حدودها الشمالية غداة هجوم حماس على جنوب أراضيها في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.
ويملك الحزب عددا غير محدد من الصواريخ المضادة للطائرات والمضادة للدروع والمضادة للسفن، فضلا عن صواريخ بالستية القادرة على استهداف عمق الأراضي الإسرائيلية بدقة.