قرار ميتا وتأثيره المحدود على الولايات المتحدة
القرار الذي اتخذته ميتا في إلغاء المراجعين المستقلين للحقائق على منصاتها في الولايات المتحدة قد يكون محصورًا في هذا البلد في الوقت الراهن، لكن الخبراء يشيرون إلى أن الأستراليين لديهم أسباب للقلق.
مارك زوكربيرغ، رئيس شركة ميتا المالكة لفيسبوك وإنستغرام، أعلن عن القرار هذا الأسبوع، مشيرًا إلى أنه جاء نتيجة لما وصفه بـ "نقطة التحول الثقافية" في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، والتي شهدت فوز الجمهوري دونالد ترامب على الديمقراطية كامالا هاريس في سعيه لفترة رئاسية ثانية.
وقال زوكربيرغ إن هذه الخطوة تأتي ضمن مجموعة من الإجراءات التي تهدف إلى تعزيز المحتوى السياسي وحماية حرية التعبير. وأضاف أنه سيتعاون مع الرئيس ترامب لمقاومة الحكومات التي تسعى إلى تقييد حرية التعبير على منصات ميتا، مؤكدًا أن الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة التي توفر أقوى الحمايات الدستورية لحرية التعبير في العالم.
LISTEN TO
عيادة من كل خمس تقدم معاينة مجانية :هل يواجه نظام مديكير أزمة منتصف العمر؟
SBS Arabic
14/01/202518:32
ردود فعل الخبراء والسياسيين في أستراليا
القرار لاقى انتقادات حادة من بعض الخبراء والسياسيين الأستراليين، حيث وصف أحد المدراء التنفيذيين السابقين لفيسبوك القرار بأنه "خطوة إلى الوراء لوسائل التواصل الاجتماعي بشكل عام". كما اعتبر العديد من المحللين أن زوكربيرغ يسعى من خلال هذا القرار إلى إعادة بناء علاقته مع ترامب، خاصة بعد أن قام بتمويل حفل تنصيبه بمليون دولار.
قال نيد وات، الباحث في الاتصالات الرقمية في جامعة كوينزلاند للتكنولوجيا والمتخصص في التحقق من الحقائق المستقل، إن هذه الخطوة تشكل تحولاً استراتيجياً كبيراً، مع احتمال تأثيراتها على المجتمعات الأسترالية. وأضاف أن هناك خطراً حقيقياً في تعزيز خطاب الكراهية والجدل عبر الإنترنت نتيجة لتخفيف إجراءات المراجعة والمحتوى السياسي.
Meta boss Mark Zuckerberg announced this week that the company's US platforms would scrap the use of third-party fact-checkers. Source: Getty / NurPhoto / Jaap Arriens
هل تؤثر التغييرات على الانتخابات الفيدرالية الأسترالية؟
تأتي هذه التطورات في وقت حساس بالنسبة لأستراليا، حيث يشهد العام الحالي انتخابات فيدرالية يُتوقع إجراؤها قبل 17 أيار / مايو. في ظل تزايد المعلومات المضللة والتضليل، وصف وزير الخزانة الأسترالي جيم تشالمرز التغييرات في ميتا بأنها "مقلقة جدًا"، مشيرًا إلى أن التضليل الإعلامي قد ألحق أضرارًا كبيرة بالديمقراطية.
لكن بعض الخبراء مثل ستيفن شيلر، المدير التنفيذي السابق لفيسبوك في أستراليا ونيوزيلندا، يعتقدون أن التأثير سيكون محدودًا في الانتخابات الأسترالية نظرًا للدورة الانتخابية القصيرة في البلاد. وأضاف شيلر أن الوقت القصير الذي قد يكون متاحًا للتضليل الإعلامي سيحد من تأثيره المحتمل.
مخاوف بشأن دور منصات التواصل الاجتماعي في الانتخابات
أعرب الدكتور فيليب بوند، أستاذ البحث في وسائل الإعلام الرقمية بجامعة ملبورن، عن قلقه من أن تعزيز المحتوى السياسي قد يؤدي إلى تضخيم نوعية معينة من الخطاب المحافظ المرتبط بترامب وحملته "لجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى". ويعتقد بوند أن ميتا قد تسعى إلى جذب صانعي المحتوى الذين يسيطرون على منصات مثل "إكس" المملوكة لإيلون ماسك و"تروث سوشيال" المملوكة لترامب.
هل يمكن للخطوات الجديدة أن تعزز التضليل الإعلامي؟
أشار بوند إلى أن دور المراجعين المستقلين للحقائق لم يكن بالفعالية التي يروج لها البعض. وأكد أن المراجعة المستقلة كانت لها تأثيرات محدودة في توجيه النقاش نحو مسار الحقائق.
من جانبه، أبدى تيري فلو، أستاذ الاتصالات الرقمية في جامعة سيدني، رأيًا مفاده أن تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الانتخابات لا يجب أن يُبالغ فيه. وأكد أن هناك العديد من العوامل التي تؤثر في توجهات التصويت، وأن الناس ليسوا مجرد "ألواح فارغة" يتأثرون فقط بما يرونه على الإنترنت.
الموقف الأسترالي حيال التغييرات المحتملة
فيما يتعلق بالوضع في أستراليا، أشارت الهيئة الأسترالية للاتصالات والإعلام (ACMA) إلى أن التغييرات التي أعلنت عنها ميتا تقتصر حاليًا على الولايات المتحدة، ولا توجد خطط فورية لتطبيقها في أستراليا. ومع ذلك، أكدت الهيئة أنها ستتابع أي تغييرات قد تؤثر على المستخدمين الأستراليين على منصات ميتا.