انطلق المخرج السينمائي الكردي السويدي هوغير هيروري في مهمة شخصية لطرح موضوع معقد ومتعدد الزويا، في فيلمه الجديد "صبايا".
وقال في حديثٍ له مع SBS Kurdish إنه أراد أن يفضح "الأفعال الشنيعة" التي ارتكبها مقاتلو داعش بحق النساء اليزيديات.
"أردت أن أظهر معاناة السيدات والفتيات اليزيديات تحت سلطة داعش ولا يسعني أن أبدأ بشرح وتفصيل ما مررن به"
عقلي لا يستوعب كيف استطاع الدواعش فعل ما قاموا به باليزيديات. إنه أمر لا يصدق
Yazidi women in Syria’s Al-Hol camp, the most dangerous camp in the Middle East Source: Lolav Media/Ginestra Film
وبينما يضم المخيم داعمين ومنتمين لتنظيم داعش المتطرف، إلا أن ضحايا داعش من بين المحتجزين أيضاً. ومنهم نساء وفتيات يزيديات تم احتجازهن كعبيد.
عندما انهزم التنظيم في آذار/مارس 2019، تم أسر عائلات داعش في هذا المخيم، ولكن من بين أفرادها، يزيديات هددن بالقتل إذا ما أعلنوا للسلطات عن هوياتهن الحقيقية
"أسرت الفتيات اليزيديات في سنٍ صغيرةٍ جداً وتم غسل أدمغتهن عن طريق ترهيبهن بالقول 'إذا عرف أحدهم بحقيقة هويتكن، سيقتلوكن لأنكن أصبحتن تستخدمن في العبودية الجنسية وخسرتن بذلك شرفكن'"وأضاف هيروري أن بسبب حجم المخيم المهول، يستحيل السيطرة على كل ما يحصل بداخله، مما يسمح بمساحة لتعذيب وترهيب اليزيديات سراً.
Photos of Yazidi women and girls held by ISIS as Sabaya (sex slaves) in Syria’s Al-Hol camp. Source: Lolav Media/Ginestra Film
"يسهل الهروب ودخول المخيم والدواعش يملكن أسلحة بيضاء ونارية ويصنعون المتفجرات أيضاً ولذلك يعرف المخيم بأنه الأكثر خطورةً في الشرق الأوسط"
وشرح هيروري كيف استعبد الدواعش اليزيديات بعد استحواذهم على المدن والقرى اليزيدية. حيث أسموا الفتيات الصغار بالـ"صبايا" وهو لقب بات معروفاً بين أبناء المنطقة ليعني "أسرى الحرب من النساء" أو "جواري" أو "النساء في العبودية الجنسية".
يؤمنون أن من حقهم أن يفعلوا ما يحلوا لهم باليزيديات، من الزواج بهن وإنجاب الأولاد منهن وحتى بيعهن كعبيد في الأسواق
"إذا طلب "أمير الدواعش" من إمرأة يزيدية أن تفعل شيئاَ ورفضته، عذبها الأمير عذاباً شديداً"
وقال هيروري إن المرة الوحيدة التي تستطيع فيها إكرأة يزيدية أن تشعر بحريتها، هي بعد إنجابها لولد، ولكن حتى آن ذاك يؤخذ الولد للمدارس الدينية ليتعلم كيف يحارب مع داعش.
""وإذا قتل الأب، ورث الابن منصبه ويمكنه التحكم في النساء ليفعل بهم ما يشاء"
ويعتبر الفيلم الجزء الثالثة من سلسلة وثائقية، أولها "The Girl Who Saved My Life" و"The Deminer" و"Sabaya". حيث تتابع عدسات الكاميرا مجموعة من المركز الوطني اليزيدي في شمال شرق سوريا أثناء تسللهم إلى داخل المخيم.
Hogir Hirori, director of Sabaya Source: Elias Berglund
هدفي من هذا الفيلم أن أظهر للعالم ما يحدث لليزيدين والأكراد والمسلمين في من إقليم كردستان بسبب الحرب وداعش
"كل ما يطالبون به حقوقهم، ولكنهم يعانون ودائماً يعاني الأبرياء"وقال هيروري إن العمل على الفيلم أثر سلباً على صحته النفسية.
A woman with her child in Syria’s Al-Hol camp, the most dangerous camp in the Middle East. As seen in Sabaya Source: Lolav Media/Ginestra Film
"عادةً ما يتم الاستعانة بمتخصصي مونتاج لتعديل وقص مقاطع الفيلم ولكن هذه المرة اضطررت للقيام بهذه المهمة بنفسي بسبب جائحة كورونا والإغلاق في السويد"
ولم يتم تحديد موعد نشر الفيلم حتى الآن، إلا أن الشركة الموزعة في لندن تتفاوض للحصول على حقوق النشر العالمية بحسب ما نشرت مجلة فاريتي.