يوم أستراليا الوطني يحمل عدة معانٍ ورموز بالنسبة للأستراليين وتختلط مشاعرهم في هذا اليوم؛ منهم من يحتفل ويعتز بهويته ومنهم من يتألم ويتذكر المعاناة التي عاشها السكان الأصليون يوم وصول اول أسطول بحري الى أستراليا.
ومثل كل سنة وفي هذا اليوم بالتحديد ، يقيم السكان الأصليون وسكان جزر مضيق تورس مراسم شروق الشمس في محمية Barangaroo في سيدني. ويشارك في هذه المراسيم القادة الأبريجييون ويقدمون عروضا باللغة الانكليزية وبلغاتهم الام ويعبرون عن رمزية هذا اليوم بالنسبة لهم.
وخلال المراسيم، تحدثت رئيسة مجلس أرض السكان الأصليين ايفون ويلدن عن رمزية هذا اليوم بالنسبة لها ولشعبها وقالت إنهم الشعوب الأولى في أستراليا وهذا اليوم هو يوم حزن بالنسبة لهم ولا يحتفلون به، بل يتذكرون الصدمة والمآسي التي عاشها أجدادهم منذ 230 عاماً.
وخلال العروض الموسيقية، تحدث بعض الزعماء السياسيين على رأسهم رئيسة حكومة ولاية نيو ساوث ويلز غلاديس بيريجيكليان التي قالت في خطابها إنها تعي بأن هذا اليوم هو يوم ألم وعذاب بالنسبة للكثيرين، ولا بد من العمل معاً لتحقيق المصالحة الفعلية مع السكان الأصليين.
وبينما يشارك الأستراليون بالحفلات الموسيقية ويجتمعون مع بعض لإحياء هذا اليوم والتعبير عن امتنانهم لأستراليا، تجمع الآلاف من الأشخاص في منطقة Redfern في سيدني وفي ملبورن وشاركوا في مسيرات كبيرة تعبيرا عن دعمهم لحقوق السكان الأصليين.
والهدف من هذه المسيرات حسب منظمها Ken Canning هو مناشدة السياسيين بعدم تجاهل مطالبات السكان الأصليين ونشر التوعية حول أعداد السكان الأصليين الذي يلقون حتفهم داخل السجون الأسترالية.
من جهة أخرى، ناشد رئيس الوزراء مالكولم ترنبول جميع الأستراليين للاحتفال بيوم أستراليا الوطني وبالدور الأساسي الذي يلعبه السكان الأصليون وسكان جزر مضيق تورس في بتحديد هوية أستراليا. وقال ترنبول إن الأستراليين يقدرون صمودهم ويكنون لهم كل الاحترام ويعتزون بمساهمتهم الكبيرة لأستراليا ، ويوم أستراليا الوطني هو يوم للاحتفال بهذا الارث الحضاري المميز.
وعن تغيير تاريخ العيد الوطني، قال رئيس الوزراء مالكولم ترنبول إن عدداً قليلاً من الأستراليين يطالبون بتغيير التاريخ؛ وهذا ما أكده استطلاع للرأي أجرته مؤسسة العلاقات العامة الذي أشار الى أن 70% من المشاركين بالاستطلاع قالوا إنهم يريدون الاحتفال بنفس التاريخ، أي 26 كانون الثاني/يناير، بينما طالب 11% منهم بتغييره.
والجدير بالذكر أن العديد من المهاجرين ينتظرون هذا اليوم بفارغ الصبر ليتلقوا الجنسية الأسترالية ويحتفلون بهذه المناسبة التي لطالما حلموا بها.
ما رأيكم أنتم؟