تشهد الأسواق المالية العالمية اضطرابات كبيرة، مما أثار مجددًا المخاوف من أن تتجه أستراليا نحو ركود اقتصادي. فقد سجلت المؤشرات العالمية – خاصة في الولايات المتحدة – تراجعات حادة هي الأكبر منذ جائحة كوفيد-19، ما أثّر بدوره على السوق الأسترالية التي شهدت انخفاضًا بنسبة 4.2% في مؤشر S&P/ASX 200 بداية هذا الأسبوع.
في ظل هذا المشهد، خرج زعيم المعارضة بيتر داتون ليحذر من أن "الركود قادم لا محالة" نتيجة لما وصفه بفشل الحكومة الحالية في التحضير لمثل هذه الأزمات. وفي المقابل، أكد رئيس الوزراء أنتوني ألبانيزي أن أستراليا في وضع أفضل من معظم الدول لمواجهة التداعيات العالمية.
LISTEN TO

"ستهز الاقتصاد العالمي"هل اطلق ترامب حربا تجارية ضد أستراليا والعالم بضرائبه الجديدة؟
SBS Arabic
11:00
ورغم هذا الجدل السياسي، يرى الاقتصاديون أن الأرقام الأساسية لا تشير إلى أزمة وشيكة. فمعدل البطالة لا يزال عند مستويات منخفضة نسبيًا (4.1% في شباط/فبراير)، مما يدل على استمرار قوة سوق العمل، وهو عامل مهم في مقاومة أي تباطؤ اقتصادي محتمل.
الدكتور لوك هارتيغان، المحاضر بجامعة سيدني وخبير سابق في بنك الاحتياطي الأسترالي، أوضح أن المخاوف مشروعة لكن "لا داعي للهلع". وأضاف أن تأثير الرسوم الجمركية الأمريكية على الاقتصاد الأسترالي سيكون محدودًا نسبيًا، لأن الولايات المتحدة ليست شريكًا تجاريًا رئيسيًا.

Stock markets around the globe have plummeted in reaction to Donald Trump's sweeping tariffs. Source: SBS
وفيما يتعلق بانهيارات البورصة الأخيرة، يشير الخبراء إلى أن الأسواق المالية تميل إلى المبالغة في رد الفعل. كما يذكّرون بأنّ أداء السوق لا يعكس بالضرورة حالة الاقتصاد الحقيقي، بل يعبر عن توقعات المستثمرين التي قد تكون غير دقيقة.
أدوات الاقتصاد الأسترالي لمواجهة العاصفة
يتمتع الاقتصاد الأسترالي ببعض المزايا التي تجعله قادرًا على امتصاص الصدمات. أبرزها:
- مرونة الدولار الأسترالي: انخفاض قيمته يعمل كـ"ممتص صدمات"، إذ يزيد من تنافسية الصادرات ويعوض جزئيًا عن آثار الرسوم الجمركية.
- سياسة نقدية مرنة: بنك الاحتياطي الأسترالي يمتلك مجالًا لخفض أسعار الفائدة لدعم الاقتصاد، مع توقعات باتخاذ هذه الخطوة قريبًا.
ويؤكد كبير الاقتصاديين في شركة AMP، شين أوليفر، أنّ الركود ليس السيناريو المرجح حاليًا، رغم أنه يتوقع تباطؤًا في وتيرة النمو وارتفاعًا طفيفًا في معدلات البطالة.