إسرائيل تعلن تعليق دخول المساعدات الإنسانية لقطاع غزة

أعلنت إسرائيل الأحد تعليق دخول السلع والإمدادات إلى قطاع غزة محذرة من "عواقب أخرى" على حماس إذا لم تقبل بمقترح تمديد موقت للهدنة في قطاع غزة.

Two children carry a bucket of water with people around a truck delivering aid in the background.

Israel has blocked the entry of trucks carrying humanitarian aid into Gaza. Source: Getty / Ashraf Amra

دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الأحد إلى الاستئناف "الفوري" لدخول المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، بعدما أعلنت إسرائيل تعليق دخول السلع والإمدادات، في خطوة نددت بها حركة حماس مؤكدة أنّها انتهاك لاتفاق وقف إطلاق النار.

ميدانيا، أعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس مقتل أربعة أشخاص بنيران إسرائيلية في مناطق مختلفة في القطاع، بينما أعلن الجيش الإسرائيلي استهداف "مشتبهين" بغارات جوية.
وفيما انتهت السبت المرحلة الأولى من اتفاق وقف النار الذي بدأ سريانه في 19 كانون الثاني/يناير، أعلنت إسرائيل دعمها لمقترح أميركي لتمديد هذه المرحلة حتى منتصف نيسان/أبريل. في المقابل، تتمسك حماس ببدء مباحثات المرحلة الثانية التي يفترض بها أن تضع حدا نهائيا للحرب.

وتهدّد التطوّرات الأخيرة بعرقلة الهدنة التي تمّ التوصل إليها بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة، بعد حرب مدمّرة استمرّت 15 شهرا، اندلعت عقب هجوم شنّته حماس على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.

وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم غوتيريش، إنّ الأمين العام "يدعو إلى الاستئناف الفوري لـ(دخول) المساعدات الإنسانية إلى غزة وإلى إطلاق سراح جميع الرهائن"، مضيفا أنّه "يحث جميع الأطراف على بذل الجهود اللازمة لتجنّب العودة إلى الأعمال العدائية في غزة".

بموازاة ذلك، قال منسّق المنظمة الدولية للشؤون الإنسانية توم فليتشر إنّ "قرار إسرائيل تعليق المساعدات لغزة مقلق. القانون الدولي واضح: يجب أن يسمح لنا بالوصول لتقديم مساعدات حيوية منقذة للحياة".
وأتى موقف الأمم المتحدة بعد ساعات من إعلان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أنّه تمّ "اعتبارا من صباح اليوم (الأحد)، تعليق دخول السلع والإمدادات إلى قطاع غزة".

وأضاف في بيان "إسرائيل لن تقبل بوقف إطلاق النار من دون إطلاق سراح رهائننا، إذا استمرت حماس في رفضها، ستكون هناك عواقب أخرى".

وأكد المتحدث باسم مكتب نتانياهو عومر دوستري "لم تدخل أي شاحنات إلى غزة هذا الصباح، ولن تدخل في هذه المرحلة".

ووصفت حماس القرار الإسرائيلي بـ "الابتزاز الرخيص، وجريمة حرب وانقلاب سافر" على اتفاق وقف إطلاق النار.
تمديد مؤقت

وكان مكتب نتانياهو أكد في وقت سابق أن "إسرائيل تعتمد خطة المبعوث الرئاسي الأميركي ستيف ويتكوف لوقف إطلاق نار موقت خلال شهر رمضان" الذي ينتهي بنهاية آذار/مارس، وخلال عيد الفصح اليهودي الذي يحتفل به منتصف نيسان/أبريل.

وبموجب الخطة، يتم إطلاق سراح "نصف الرهائن، الأحياء والأموات" في اليوم الأول من دخولها حيز التنفيذ، ويتم إطلاق سراح بقية الرهائن (الأحياء أو الأموات) "في نهاية المطاف، إذا تم التوصل إلى اتفاق بشأن وقف دائم لإطلاق النار"، بحسب البيان.

وبحسب مكتب نتانياهو، طرح ويتكوف هذا المقترح بعدما خلُص إلى أن مواقف حماس وإسرائيل يستحيل التوفيق بينها على الفور، وأن هناك حاجة إلى مزيد من الوقت لإتمام المحادثات بشأن وقف دائم لإطلاق النار.
PM Netanyahu
epa08014909 (FILE) - Israeli Prime Minister and leader of Likud Party Benjamin Netanyahu Source: EPA
في المقابل، سبق لحماس أن أعلنت استعدادها للإفراج عن الرهائن "دفعة واحدة" خلال المرحلة الثانية.

وأشارت الحركة الفلسطينية الأحد إلى أن "الاحتلال يتنصل بشكل متكرر من الاتفاقات التي وقع عليها".

من جهتها، اتهمت السعودية إسرائيل باستخدام المساعدات كأداة "ابتزاز وعقاب جماعي".

ودانت الخارجية السعودية في بيان "قرار حكومة الاحتلال الإسرائيلي وقف دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، واستخدامها كأداة للابتزاز والعقاب الجماعي، الذي يعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي ومساسًا مباشرًا بقواعد القانون الدولي الإنساني".

ودعا وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي إلى التطبيق "الكامل" للاتفاق.

وتستضيف مصر اجتماعا لوزراء الخارجية العرب الاثنين، عشية القمة العربية المقرّرة في الرابع من آذار/مارس، والمخصصة لمناقشة خطة لإعادة إعمار غزة، عقب طرح الرئيس الأميركي دونالد ترامب "سيطرة" بلاده على القطاع ونقل سكانه الى دول أخرى مثل مصر والأردن.


ارتفاع الأسعار

ويخشى سكان القطاع بأن يؤدي وقف دخول المساعدات الى تفاقم الأزمة في غزة.

وقال يوسف شحيبر وهو سائق شاحنة اضطرّ للعودة بعد إقفال معبر كرم أبو سالم بين القطاع وإسرائيل "حوالى الساعة السابعة والنصف، فوجئنا بأنّ الجيش (الإسرائيلي) أعطى أوامر للمعابر بالإقفال".
gaza_conflict_getty.jpg
وقالت أم محمد أبو ليّا وهي من سكان رفح بجنوب قطاع غزة "عندما يسمع التجار بإقفال المعبر، يرفعون الأسعار".

وبدأ تنفيذ الهدنة في 19 كانون الثاني/يناير، وامتدت مرحلتها الأولى 42 يوما وانتهت السبت.

وخلال هذه المرحلة، أفرجت حماس وفصائل أخرى عن 33 من الرهائن الإسرائيليين في قطاع غزة، بينهم ثمانية متوفين. في المقابل، أطلقت إسرائيل سراح نحو 1800 فلسطيني من سجونها من بين 1900 معتقل كان من المفترض الإفراج عنهم.

وشارك مئات الإسرائيليين الأحد في وداع شلومو منصور الذي خطف أثناء الهجوم وأعيدت رفاته هذا الأسبوع.

وبينما كان من المقرر أن يبدأ التفاوض بشأن المرحلة الثانية خلال المرحلة الأولى، تعرقلت المباحثات جراء اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق.

ويتألف الاتفاق من ثلاث مراحل، ولم تنشر الأطراف المعنية بنوده رسميا.

أربعة قتلى

والأحد، قال الجيش الإسرائيلي إنه رصد "عددا من المشتبه فيهم يعملون" قرب قواته "في شمال قطاع غزة ويزرعون عبوة ناسفة في المنطقة"، مؤكدا أنه استهدفهم بغارة.
من جهتها، أعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس مقتل أربعة أشخاص وإصابة ستة آخرين الأحد بنيران إسرائيلية.

وقالت في بيان مقتضب "وصل مستشفيات قطاع غزة منذ صباح اليوم 4 شهداء و6 إصابات نتيجة استهداف الاحتلال في مناطق متعددة بالقطاع".

ودعت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إلى "عدم ادخار أي جهد" للحفاظ على وقف إطلاق النار وتجنّب "دفع الناس مجددا إلى اليأس".

وتشترط إسرائيل أن تكون غزة منزوعة السلاح كليا والقضاء على حماس التي تدير القطاع منذ العام 2007.

وأسفر هجوم حماس في جنوب إسرائيل عن مقتل 1218 شخصا على الجانب الإسرائيلي، معظمهم مدنيون، وفق حصيلة لفرانس برس تستند إلى أرقام إسرائيلية رسمية، تشمل الرهائن الذين قُتلوا في الأسر.

وأدّت الحرب على قطاع غزة إلى مقتل 48388 شخصا على الأقل، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، وفقا لبيانات وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.

للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغطوا على

أكملوا الحوار عبر حساباتنا على و

اشتركوا في لتشاهدوا أحدث القصص والأخبار الأسترالية.

شارك
نشر في: 3/03/2025 10:56am
المصدر: Reuters, AFP