النقاط الرئيسية:
- أعلنت إسرائيل الجمعة خفض حصيلة ضحايا الهجوم الذي شنته حركة حماس على أراضيها في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، من 1400 قتيل الى 1200
- علنت حكومة حماس مقتل 13 شخصا على الأقل وإصابة عشرات في قصف على مجمع الشفاء، الأكبر في القطاع
- اعتبر مدير مجمع مستشفى الشفاء الدكتور محمد أبو سلمية أن الجمعة كان "يوم استهداف المستشفيات"
وتوعّد الجيش الإسرائيلي بقتل عناصر حماس إذا شوهدوا وهم يطلقون النار من المستشفيات، مكررا اتهام الحركة بأنها "تنشط" من داخل هذه المراكز الطبية، وهو ما سبق للحركة أن نفته.
الى ذلك، أعلنت إسرائيل الجمعة خفض حصيلة ضحايا الهجوم الذي شنته حركة حماس على أراضيها في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، من 1400 قتيل الى 1200. وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية ليور هايات لوكالة فرانس برس أن ذلك مرده الى أن "الكثير من الجثث التي لم يتم التعرف إليها" سابقا تعود الى عناصر "شاركوا في هجوم حماس الإرهابي وليست لضحايا إسرائيليين".
وكانت السلطات أكدت أن غالبية القتلى من المدنيين ومعظمهم سقطوا في اليوم الأول للهجوم غير المسبوق. كما تعرّض ما يقارب 240 شخصًا من إسرائيليين وأجانب للخطف ونقلوا الى غزة.
ومن الجانب الفلسطيني، قتل أكثر من 11078 شخص بينهم أكثر من 4506 أطفال، بحسب آخر حصيلة أعلنتها وزارة الصحة التابعة لحكومة حماس الجمعة.
وتعرضت المناطق المحيطة بعدد من المستشفيات في شمال القطاع للقصف ليل الخميس الجمعة، حسب وزارة الصحة التابعة لحماس، بما في ذلك مجمع الشفاء حيث لجأ 60 ألف شخص، ومستشفى الرنتيسي والمستشفى الإندونيسي.
والجمعة، أعلنت حكومة حماس مقتل 13 شخصا على الأقل وإصابة عشرات في قصف على مجمع الشفاء، الأكبر في القطاع.
الى ذلك، أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني أن "قناصة الاحتلال يستهدفون مستشفى القدس واطلاق النار بشكل مباشر على المتواجدين في المبنى مما أسفر عن استشهاد شخص واحد وإصابة 28 شخصا بينهم إصابتان بحالة حرجة".
وأكد عبر منصات التواصل "أن قوات الاحتلال تطلق النار على غرفة العناية المكثفة في مستشفى القدس"، مرفقا ذلك بوسم "#انقذوا_مستشفى_القدس".
من جانبه، حذّر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي ريتشارد هيخت الجمعة من أنه "إذا رأينا إرهابيي حماس يطلقون النار من المستشفيات فسنفعل ما يتعين علينا القيام به... إذا رأينا إرهابيي حماس فسنقتلهم"، مضيفا أن "حماس تنشط من داخل المستشفى".
وكان ناطق عسكري إسرائيلي قد أكد مساء الخميس تنفيذ عمليات كبيرة في منطقة "قريبة جدا من مستشفى الشفاء".
"يوم استهداف المستشفيات"
واعتبر مدير مجمع مستشفى الشفاء الدكتور محمد أبو سلمية أن الجمعة كان "يوم استهداف المستشفيات".
وقال لوكالة فرانس برس وأصوات الرصاص تُسمع قربه "الاحتلال استهدف جميع المستشفيات، نقول للاحتلال والعالم جميعا اننا ما زلنا في المستشفى مع المرضى ومع آلاف من النازحين ومع الجرحى والطواقم الطبية".
وأضاف "سنخدم في هذا المستشفى ولن نبرحه وسنبقى مع الجرحى والمرضى حتى لو عالجناهم على ضوء الشمع".
وأظهر فيديو لفرانس برس قصفا على مقربة من مستشفى العودة في جباليا بشمال القطاع، ما أدى الى تضرر عدد من سيارات الإسعاف في باحته.
Smoke rises during combat between the Israeli army and militants of the Ezz Al-Din Al Qassam militia, the military wing of the Hamas movement, western Tel al-Hawa neighborhood in the northern Gaza Strip, 09 November 2023. Source: EPA / MOHAMMED SABER/EPA/AAP Image
ودقّ الصليب الأحمر جرس الإنذار بشأن قدرة نظام الرعاية الصحية في قطاع غزة على مواصلة تقديم الخدمات.
وقال في بيان "إن نظام الرعاية الصحية في غزة الذي يعمل فوق طاقته وبإمدادات ضئيلة ويفتقد للأمان على نحو متزايد، وصل إلى نقطة اللاعودة ما يعرض حياة آلاف الجرحى والمرضى والنازحين للخطر".
من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الصحة في حكومة حماس أشرف القدرة إن "الانتهاكات الاسرائيلية بحق المنظومة الصحية أدت الى استشهاد 198 كادرًا صحيًا وتدمير 53 سيارة إسعاف، واستهداف 135 مؤسسة صحية وإخراج 21 مستشفى و47 مركزًا صحيًا للرعاية الاولية عن الخدمة".
واعتبرت وزيرة الصحة في حكومة السلطة الفلسطينية مي الكيلة أن "ما يجري الآن بحق المستشفيات هو قرار بقتل من فيها".
قتلى في قصف مدرسة
إلى ذلك، أعلن مدير مستشفى الشفاء انتشال حوالي 50 قتيلا من داخل مدرسة البراق بعد قصف إسرائيلي الجمعة.
وأظهر فيديو لوكالة فرانس برس في مستشفى الشفاء عددا من الجثث المكدسة والمغطاة في باحة خارجية، بينما قام شبان بوضع أخرى الى جانبها.
وصاح أحد الشبان الذين يقومون بنقل الجثث، إن هؤلاء كانوا "في مدرسة آمنة كلها نساء وأطفال سالمين".
وكان مكتب الإعلام الحكومي التابع لحماس أكد أن عددًا من الدبابات تتمركز على بعد مئتي متر من مدرسة البراق في حي النصر حيث تحاصر الدبابات مستشفيات النصر للأطفال والرنتيسي للسرطان والأطفال والعيون ومستشفى الأمراض العقلية والنفسية.
ويأتي تشديد الطوق على المراكز الصحية التي لجأ إليها عشرات الآلاف من النازحين، في وقت تواصل إسرائيل عملياتها البرية في شمال غزة.
اقرأ المزيد
إسرائيل تقول إن جيشها بلغ "قلب مدينة غزة"
واعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في تصريح لشبكة فوكس نيوز الخميس "أن أداء الجيش الإسرائيلي جيد بشكل استثنائي".
"لم يعد هناك أي مكان آمن"
وأكد "نحن لا نسعى إلى حكم غزة. ولا نسعى إلى احتلالها، لكننا نسعى إلى منحها ومنح أنفسنا مستقبلا أفضل".
وكانت إسرائيل سيطرت على قطاع غزة خلال حرب العام 1967، قبل أن تسحب قواتها وتفكك المستوطنات في العام 2005. ومنذ 2007، بات القطاع تحت سيطرة حماس التي طردت منه حركة فتح، ويخضع لحصار إسرائيلي منذ ذلك الحين تمّ تشديده بعد اندلاع الحرب الراهنة.
وروى أبو محمد (32 عامًا) لفرانس برس كيف لجأ إلى مجمع الشفاء بغرب مدينة غزّة مع 15 من أقاربه بعد قصف على الحيّ الذي يقيمون فيه في شرق المدينة.
وقال "لم يعد هناك أي مكان آمن، ضرب الجيش الإسرائيلي (مستشفى) الشفاء، لا أعلم ماذا سأفعل".
ورفضت إسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة الدعوات لوقف إطلاق النار.
وجدد نتانياهو مساء الخميس التأكيد أن "وقف إطلاق النار مع حماس يعني الاستسلام"، مكررا أن هدفه هو "القضاء" على الحركة.
وأكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الجمعة "الحاجة إلى بذل المزيد" لحماية المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، مرحبا في الوقت نفسه بموافقة إسرائيل على "هدن" يومية.
لكن مدير المكتب الاعلامي لحكومة حماس سلامة معروف قال لفرانس برس "تقول إسرائيل إن هناك هدنة إنسانية لكنها استهدفت مدنيين كانوا يخرجون من مستشفى الشفاء".
وأضاف "المحتلّ يقصف كل شيء، حتى الممرات التي يُقال إنها آمنة ونجد فيها قتلى. ماتت عائلات كاملة في طريقها" إلى جنوب قطاع غزة.
وكان الجيش الإسرائيلي أقام "ممر إجلاء" الأحد لكن فلسطينيين أفادوا عن معارك مستمرة على طول هذا الطريق الذي سلكه مئة ألف شخص منذ الأربعاء، بحسب أرقام الجيش ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا).
"لا ماء ولا مخابز"
ويتكدس مئات آلاف النازحين في جنوب القطاع الصغير المحاصر في ظروف كارثية، وتنضم إليهم يوميا حشود من الرجال والنساء الذين يفرون سيرا، على ما أفاد صحافي في فرانس برس.
Citizens inspect the Khaled bin Al-Walid Mosque, which was destroyed by Israeli raids on November 08, 2023 in Khan Yunis, Gaza Strip. The president of the International Rescue Committee called for a humanitarian ceasefire for at least five days, emphasizing that it was the "absolute minimum" needed to allow aid agencies to relieve some of the suffering. Other world leaders have also called for a ceasefire or a "humanitarian pause" in recent days. Blinken, however, reiterated his opposition, saying, "Those calling for an immediate ceasefire have an obligation to explain how to address the unacceptable result that would likely bring." Photo by Ramez Habboub/ABACAPRESS.COM. Source: ABACA / Habboub Ramez/ABACA/PA/Alamy
وبلغ عدد النازحين في قطاع غزة 1,6 مليون شخص من إجمالي 2,4 مليون ساكن، بحسب الأمم المتحدة.
وفي الشمال حيث لا يزال مئات آلاف الأشخاص عالقين وسط المعارك، حذرت المنظمة الدولية من أن "نقص الطعام يثير قلقا متزايدا" مشيرة إلى أنه لم يكن بإمكان أي منظمة تقديم مساعدة للسكان هناك منذ ثمانية أيام.
وتعاني المستشفيات التي لم تغلق أبوابها، نقصا في الأدوية والوقود لتشغيل مولدات الكهرباء.
وأكد مفوّض وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني الجمعة أن أكثر من 100 من موظفي الوكالة قتلوا في قطاع غزة.
- "انتهاكات للقانون الدولي" -وتتزايد حدة الأزمة الانسانية في القطاع مع شحّ المساعدات التي تدخل عبر معبر رفح الحدودي مع مصر.
وأعلنت روسيا الجمعة إرسال 25 طنًّا من المساعدات الإنسانية عبر مصر إلى المدنيين في قطاع غزة.
وفي القاهرة، استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني واتفقا على "استمرار التشاور من أجل وقف التصعيد الراهن" في غزة من الجانب الاسرائيلي.
وانتقل الأمير تميم الى السعودية التي ندّد ولي عهدها الأمير محمد بن سلمان الجمعة بانتهاكات الجيش الإسرائيلي، عشية قمتين عربية وإسلامية تستضيفهما المملكة وستركزان على الحرب.
وقال "ندين ما يشهده قطاع غزة من اعتداء عسكري واستهداف المدنيين واستمرار انتهاكات سلطة الاحتلال الاسرائيلية للقانون الدولي الإنساني".
وحذّر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان من أن توسع نطاق الحرب "لا مفر منه" في ظل التصعيد.
وكانت الولايات المتحدة وإسرائيل حذّرتا إيران وحلفاءها من فتح جبهات إضافية ضد الدولة العبرية.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه قصف فجر الجمعة سوريا ردا على تحطم مُسيّرة الخميس على مدرسة في إيلات (جنوب).
وأشار إلى أنه "يواصل عملياته لتدمير البنى التحتية" لحزب الله اللبناني المدعوم من طهران.
ونعى الحزب الجمعة سبعة من عناصره قتلوا بنيران إسرائيلية، من دون أن يحدد مكان أو تاريخ مقتلهم، ليرتفع بذلك عدد قتلاه منذ بدء التصعيد على وقع الحرب في غزة، إلى 68 مقاتلا.