تعرّضت مدينة بعلبك وقرى في محيطها في شرق لبنان الأربعاء لسلسلة من الغارات بعد ساعات قليلة من إصدار الجيش الاسرائيلي إنذارا بالإخلاء لسكان المدينة وقريتين تابعتين للمحافظة، محذرا من ضرب أهداف تابعة لحزب الله في المنطقة.
وطالت الغارات الإسرائيلية، وفق الوكالة الوطنية للإعلام، أحياء سكنية في المدينة. كذلك، استهدفت "بلدات لم يشملها الإنذار التحذيري".
وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية مقتل 11 شخصا في غارات شنّتها إسرائيل على بلدات سحمر (شرق)، و19 آخرين، بينهم ثماني نساء، في ضربات إسرائيلية على منطقة بعلبك في شرق لبنان.
وأدت غارة على محافظة النبطية في جنوب لبنان إلى مقتل نائب قائد قوة الرضوان التابعة لحزب الله مصطفى أحمد شحادة، حسبما أعلن الجيش الإسرائيلي. وأفاد الجيش في بيان بأن شحادة كان يدير عمليات الرضوان في سوريا ويشرف على "هجمات إرهابية في جنوب لبنان".
وعلى إثر إصدار إنذار الجيش الإسرائيلي، هرع سكّان المدينة إلى الطرق للفرار وسط حالة هلع، ما أدى إلى اكتظاظ مداخلها بالسيارات، وفق ما شاهد مراسل فرانس برس. وشوهد السكان يحملون فرشا ووسادات، فيما خلت المدينة تدريجا من السكان.
وجالت سيارات الدفاع المدني على الطرق، حيث طلبت من السكان إخلاء المدينة عبر مكبرات الصوت.
وتُعدّ بعلبك من كبرى مدن البقاع. وبعدما بقيت طوال نحو عام بمنأى عن التصعيد بين حزب الله وإسرائيل، استهدفتها ومحيطها غارات خلال الأسابيع القليلة الماضية، دفعت أكثر من نصف سكانها البالغ عددهم 250 ألفا، وفق مسوؤلين محليين.
وتضمّ بعلبك مجموعة من المعابد الرومانية التي تعود لآلاف السنين والمدرجة على قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو).
نعيم قاسم يؤكد قدرة حزب الله على الاستمرار في المعركة ضد اسرائيل
أكّد الأمين العام الجديد لحزب الله نعيم قاسم الأربعاء أن الحزب قادر على الاستمرار في الحرب ضد إسرائيل رغم الضربات التي طالته وأنه مستعدّ لوقف إطلاق نار لكن بشروط يراها "مناسبة".
وكثفت إسرائيل التي تخوض حربا ضد حزب الله الشيعي منذ أيلول/سبتمبر في لبنان، القصف الأربعاء على معاقل حزب الله مستهدفة بالإضافة إلى جنوب البلاد مدينة بعلبك وقرى محيطة بها في الشرق.
وأكّد الأمين العام الجديد للحزب نعيم قاسم الأربعاء في كلمة مسجلة هي الأولى له بعد إعلان انتخابه الثلاثاء خلفا لنصرالله، الاستمرار في "تنفيذ خطة الحرب" التي وضعها سلفه.
Hezbollah's deputy leader, Sheikh Naim Kassem, listens to a speech by then-leader Hassan Nasrallah on a screen in southern Beirut, Wednesday, June 19, 2024. (AP Photo/Bilal Hussein) Source: AP / Bilal Hussein/AP
وأكد أنّ الحزب المدعوم من إيران يقاتل إسرائيل دفاعا عن الأراضي اللبنانية ولا يقاتل "نيابة عن أحد". ولفت إلى أنّ حزب الله قادر على الاستمرار في الحرب ضد إسرائيل "لأيام وأسابيع وأشهر".
لكنه أكّد أيضا أن حزب الله مستعدّ لوقف إطلاق نار مع اسرائيل لكن بشروط يراها "مناسبة".
وأضاف أنه "إلى الآن كل الحراك السياسي" لم يفض إلى "نتيجة لأنه لم يطرح إلى الآن مشروع توافق عليه اسرائيل ويمكن أن نناقشه".
هذا وتشترط إسرائيل انسحاب حزب الله إلى شمال نهر الليطاني ونشر الجيش اللبناني على طول الحدود مع إسرائيل وآلية تدخل دولية لفرض الهدنة وضمان احتفاظ إسرائيل بحرية التحرك في حال وجود تهديدات، وفقا للقناة 12 الإسرائيلية.
وفتح حزب الله في الثامن من تشرين الأول/أكتوبر جبهة "إسناد" لحركة حماس في حربها مع إسرائيل، متعهدا مواصلة الهجمات "حتى توقف العدوان على غزة".
في الأثناء أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن "المسؤولين في البيت الأبيض آموس هوكستين وبريت ماكغورك في طريقهما إلى إسرائيل للبحث في قضايا تشمل حلا دبلوماسيا في لبنان فضلا عن التوصل لإنهاء النزاع في غزة".
وقال رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي الأربعاء إنّه التمس من هوكستين إمكان التوصل إلى وقف لإطلاق النار قبل الخامس من الشهر المقبل، موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية.
وقال ميقاتي في مقابلة مع قناة "الجديد" التلفزيونية اللبنانية، إنّ "الاتصال اليوم (الأربعاء) مع هوكستين أوحى لي أنه ربما يمكن أن نصل خلال الأيام المقبلة، قبل الخامس من الشهر المقبل إلى وقف لإطلاق النار"، معتبرا أن حزب الله "تأخر" في فصل جبهة لبنان عن غزة.
وتجدر الإشارة إلى أن إسرائيل أطلقت في 23 أيلول/سبتمبر عملية عسكرية في لبنان بعد نحو عام على تبادلها القصف عبر الحدود مع حزب الله عقب اندلاع حرب غزة، وكثّفت القصف على معاقل حزب الله في جنوب لبنان وشرقه وفي الضاحية الجنوبية لبيروت.
وقتل مذاك 1754 شخصا على الأقل جراء الضربات الإسرائيلية على لبنان، وفق حصيلة أعدتها فرانس برس بناء على بيانات وزارة الصحة، رغم أنه يرجّح بأن يكون العدد الفعلي أعلى من ذلك بكثير.