تفوق ألبانيزي رغم الضغوط
على مدار ثلاثة أسابيع، تنافس ألبانيزي وداتون في مناظرات متتالية، وسط تركيز متزايد على قضايا ملحة أبرزها أزمة غلاء المعيشة والطاقة والعلاقات الدولية. ورغم الآمال المعلقة على داتن لاستقطاب الناخبين المترددين خلال المناظرة الأخيرة التي بثتها قناة "السابعة"، إلا أن غالبية الجمهور منحت أفضلية الأداء لرئيس الوزراء.
مناظرات ساخنة: من الاقتصاد إلى القيم الشخصية
المناظرة الأولى، التي أقيمت عبر منتدى "سكاي نيوز" في الثامن من نيسان/ أبريل، سلطت الضوء على الهموم الاقتصادية، إذ أظهرت استجابة قوية من الجمهور عندما سُئلوا عن معاناتهم مع تكاليف المعيشة.
خلالها، تعهد حزب العمال بتقديم دعم إضافي لفواتير الكهرباء وتخفيضات ضريبية، بينما وعد الائتلاف بقيادة داتن بخفض أسعار الوقود عبر تقليص ضريبة البنزين بمقدار خمس وعشرين سنتاً للتر.
الجدل احتدم أيضاً حول مشروع بناء سبعة مفاعلات نووية، وهو ما اعتبره ألبانيزي تهديداً مكلفاً، فيما دافع داتن عن الخطة بوصفها استثماراً طويل الأجل.
المناظرة الثانية شهدت استمرار الضغط على ألبانيزي، خاصة مع مطالبته بتحديد موعد لانخفاض أسعار الطاقة تحت سياسات حكومته، وهو ما لم يتمكن من تقديم إجابة قاطعة بشأنه. في المقابل، اضطر داتون للاعتراف بخطأ ارتكبه حول تصريحات نسبها بشكل خاطئ للرئيس الإندونيسي.
المناظرة الثالثة تميزت بحدة التصريحات الشخصية. تبادل الزعيمان الاتهامات بالكذب، حيث وصف داتون خصمه بأنه "لا يمكنه قول الحقيقة حتى أثناء النوم"، بينما رد ألبانيزي بالتأكيد على أن القيم الإنسانية ليست دليلاً على الضعف، بل قوة في زمن تتعاظم فيه التحديات العالمية.
البيض "يفضح" قلة تواصل الزعماء مع واقع الناس
لكن لحظة طريفة تحولت إلى رمز لابتعاد الزعماء عن نبض الشارع، عندما طُلب منهما تقدير سعر دزينة من البيض: أجاب داتون بأنها تبلغ أربعة دولارات وعشرين سنتاً، بينما قدّرها ألبانيزي بسبعة دولارات، قائلاً إن البيض "نادر" هذه الأيام.
في الواقع، يبلغ السعر الحقيقي للبيض في متاجر "وولوورثس" و"كولز" حوالي ثمانية دولارات.
تسببت هذه الإجابات في موجة من السخرية بين المشاهدين، وعززت إحساس بعض الناخبين بأن الزعماء بعيدون عن معاناة المواطنين اليومية.
رغم ذلك، واصل ألبانيزي تفوقه، حيث منحه خمسة وستون في المئة من الحضور الأفضلية في التعامل مع قضايا غلاء المعيشة، مقابل خمسة عشر في المئة لداتن.
LISTEN TO
"مرحبا": لماذا اختارت مهاجرة لبنانية تعليم اللهجة اللبنانية المحكية في استراليا والعالم عبر منصّة رقمية؟
SBS Arabic
12:55
حسم أم استمرار للغموض؟
في النهاية، حصد ألبانيزي دعم نحو خمسين في المئة من الناخبين المترددين بعد المناظرة الأخيرة، فيما نال داتن خمسة وعشرين في المئة فقط، بينما بقي ربع الحضور في موقف الحيرة.
ومع اقتراب موعد التصويت، تظل الأسئلة قائمة: هل رسّخت هذه المناظرات مواقع المرشحين، أم أن الصناديق تحمل مفاجآت غير متوقعة؟