الوفد الماروني الذي جاء إلى كانبرا متوقعاً المشاركة في طاولة مستديرة مع النائب أندرو تشارلتون بحضور السفير اللبناني في أستراليا ميلاد رعد، فوجئ دون شك بالحفاوة التي تجلت بحجم الحضور السياسي الأسترالي الذي تجاوز خلافات الحكومة والمعارضة ليؤكد وبصوت واحد الدعم للبنان وشعبه في كلمات ركزت بمعظمها على عمق العلاقات بين لبنان وأستراليا والشعور القوي لدى مختلف القيادات السياسية الأسترالية بمدى المخاطر المحدقة بلبنان.
LISTEN TO
جوقة الأمل في سيدني تمد يد العون لعائلات غزة ولكن متى وكيف؟
SBS Arabic
23/08/202408:54
الطاولة المستديرة التي حضرت جانباً منها وزيرة الخارجية بيني وونغ قبل أن تضطر للعودة مسرعة إلى جلسة برلمانية "ساخنة"، جمعت وجوهاً سياسية "موالية" و"معارضة"، منها مايكل سكر، النائب الأحراري من فيكتوريا، ووزير الظل للشؤون الخارجية السيناتور سايمون برمنغهام، والنائب الأحراري من نيو ساوث أليكس هوك، ومساعد وزيرة الخارجية، التائب العمالي تيم واتس.
راعي الأبرشية المارونية في أسترليا المطران أنطوان شربل طربيه طرح خطة من خمس نقاط لمعالجة الأزمة الوجودية التي يواجهها لبنان وحذر في كلمته من خطورة الوضع مشدداً على أن الشعب اللبناني يدفع غالياً ثمن تعاطفه مع النازحين فيما يواجه لبنان أزمة مصيرية في ظل وجود قرابة مليون ونصف لاجئ سوري على أراضيه.
لبنان يدفع ثمن تعاطفه مع النازحين السوريين
هذه الصرخة وجدت صداها في كلمات السياسيين الأستراليين التي بدأها صاحب الدعوة النائب أندرو تشارلتون بالتركيز على دعم لبنان في تصديه للأزمات الإقليمية على عدة أصعدة ومنها بشكل خاص الاقتصادية والتعليمية. وشدّد على تركيز السلطات الأسترالية على أمن الحدود في جنوب لبنان ومعالجة أزمة النازحين.
السفير اللبناني في أستراليا ميلاد رعد سلّط الضوء في مداخلته على التحديات التي يواجهها لبنان في ظل حكومة تصريف أعمال واستمرار الفراغ الرئاسي، مشدداً على التزام لبنان بالقرار 1701 وتركيز الحكومة على حل النزاعات بالطرق السلمية، كما جرى خلال ترسيم الحدود البحرية.
وعرض السفير رعد أرقاماً تعكس خطورة أزمة النزوح السوري على لبنان، مؤكداً أن بلاده تستضيف أكبر عدد من اللاجئين في العالم مقارنة بعدد السكان. وشدّد في كلمته على أن لبنان بمقوماته الحالية وناتجه المحلي الذي لا يتعدى 20 مليار دولار لا يمكن أن يكون "بلد نزوح".
بدا جلياً أن هذه "الهموم اللبنانية" تلقى آذاناً صاغية في العاصمة الفدرالية.
النائب مايكل سكر، الذي بدأ كلامه بالإشادة بإنجازات الموارنة في أستراليا بدعم من المطران طربيه، شدّد على دور أستراليا في استضافة اللبنانيين ومنحهم فرصة بناء حياة كريمة.
السيناتور المعارض برمينغهام كان أكثر تركيزاً على الوضع الراهن في لبنان، حيث أكد على حرص أستراليا على أمن واستقرار الحدود الجنوبية للبنان، داعياً لنزع سلاح المنظمات المسلحة التي قال إنها تزعزع استقرار البلاد، وهاجم إيران وأذرعها التي وصفها بالـ "إرهابية".
جهود أستراليا لإعداد خطط طوارئ في حال اندلاع مواجهة عسكرية على نطاق واسع كانت محور كلام مساعد وزير الخارجية تيم واتس الذي أكد أن أستراليا لا ترغب بتوسع النزاع، وبأن حكومته أبلغت هذا الموقف إلى المعنيين في إسرائيل ولبنان وإيران.
اللافت في موقف واتس كان دعوته الأستراليين في لبنان للمغادرة على الفور، محذراً من أن المواجهة إن حصلت ستكون طويلة وتحمل الكثير من التحديات.
الآن هو وقت الخروج والحرب إن وقعت ستكون طويلة وقاسية
وتوقع مساعد وزيرة الخارجية أن يكون الوضع أسوأ بكثير من عام 2006 في حال اندلاع حرب شاملة.
اليوم "الماروني" في البرلمان اختتم بحفل استقبال شارك فيه رئيس مجلس النواب ميلتون ديك وزعيم المعارضة بيتر داتون، في دلالة شديدة الأهمية على تقدير الطبقة السياسية لتاريخ وإنجازات المهاجرين الموارنة في أستراليا.