تعهّد الرئيس اللبناني جوزاف عون بأن ينال منفذو الهجوم "عقابهم"، وسط تنديد من الأمم المتحدة والسلطات اللبنانية بهجوم الجمعة على اليونيفيل الذي جاء بينما كان عشرات من مناصري حزب الله يقطعون الطريق المؤدي إلى مطار بيروت الدولي لليلة الثانية على التوالي احتجاجا على إبلاغ السلطات خطوط ماهان الإيرانية بتعذر استقبال رحلتين مجدولتين من طهران.
وبعد ظهر السبت كذلك، تظاهر المئات من مناصري الحزب على الطريق المؤدي إلى المطار بدعوة منه "استنكارا للتدخل الاسرائيلي وإملاء الشروط واستباحة السيادة الوطنية".

epa11898763 Lebanese army fire tear gas during a protest by supporters of Hezbollah in front of the entrance to Rafic Hariri International Airport in Beirut, Lebanon, 15 February 2025. Hezbollah supporters attempted to block the main road to Beirut's Rafic Hariri International Airport for the third consecutive day in protest of the decision to deny an Iranian plane permission to land at the airport. EPA/WAEL HAMZEH Source: EPA / WAEL HAMZEH/EPA
وألقت الأجهزة الأمنية قنابل غاز مسيل للدموع لتفريق المتظاهرين الذين قطعوا الطريق المؤدي إلى المطار، قبل أن يتراجع المتظاهرون، كما شاهد مصور فرانس برس.
وأظهرت مقاطع فيديو انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، لم تتمكن فرانس برس من التحقق من صحتها بشكل منفصل، المتظاهرين السبت وهم يحيطون بسيارة تحمل علامة الأمم المتحدة كانت تمر خلال التظاهرة، قبل أن تواصل طريقها.
وتعليقا على هجوم الجمعة على اليونيفيل، قال مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا في تصريح لقناة الميادين إن "ما حصل مع قوات اليونيفيل أمر غير مقبول"، مضيفا أن "حزب الله ليس له علاقة في هذا الأمر ولا يقبل به".
وأتى ذلك في وقت أعلن وزير الداخلية اللبناني أحمد الحجار في مؤتمر صحافي أن "حتى الآن، لدينا أكثر من 25 موقوفا في مخابرات الجيش اللبناني ... وهناك موقوف عند شعبة المعلومات بقوى الأمن الداخلي".

epa11898885 Arriving passengers exit the airport as supporters of Hezbollah protest in front of the entrance to Rafic Hariri International Airport in Beirut, Lebanon, 15 February 2025. Hezbollah supporters attempted to block the main road to Beirut's Rafic Hariri International Airport for the third consecutive day in protest of the decision to deny an Iranian plane permission to land at the airport. EPA/WAEL HAMZEH Source: EPA / WAEL HAMZEH/EPA
من جهته، دان رئيس الجمهورية جوزاف عون "الاعتداء ... وأكد أن المعتدين سينالون عقابهم".
"طعنة للسلم الأهلي"
وطالبت اليونيفيل الجمعة في بيان "السلطات اللبنانية بإجراء تحقيق شامل وفوري، والعمل على تقديم جميع المسؤولين عن هذا الهجوم إلى العدالة" الذي أدّى إلى إصابة نائب قائد قوات اليونيفيل المنتهية ولايته شوك ياهادور داكال النيبالي الجنسية.
وأكّدت نائبة المتحدث باسم اليونفيل كانديس أرديال لفرانس برس أن نيباليا آخر من قوات حفظ السلام أصيب في الهجوم وأدخل أيضا إلى المستشفى.
وندّدت عدّة دول بالهجوم على اليونيفيل، من بينها قطر وفرنسا، بالإضافة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.
وقال المتحدّث باسمه ستيفان دوجاريك في بيان إن "هذه الهجمات غير مقبولة إطلاقا". وأضاف أن "الهجمات على قوات حفظ السلام تشكّل خرقا للقانون الدولي...وقد تشكّل جرائم حرب".
وأكد رئيس الحكومة نواف سلام في تصريح السبت بعد لقائه رئيس الجمهورية أن "حرية التعبير مسألة مصانة بالدستور...لكن إذا حصلت محاولة لقطع طرقات واعتداء على الأملاك العامة والخاصة، للأسف على القوى الأمنية أن تتصدى لأعمال الشغب هذه".
وكان سلام دان الجمعة بشدة "الاعتداء الإجرامي على آليات وعناصر اليونيفيل".
من جهته، اعتبر الرئيس اللبناني أن ما حدث "تصرفات مرفوضة ومدانة، ولا يمكن السماح بتكرارها"، مضيفا أن القضاء باشر "تحقيقاته الميدانية"، بحسب بيان عن مكتبه.
أما الجيش فتعهّد الجمعة العمل "بكل حزم على منع أي مساس بالسلم الأهلي وتوقيف المخلّين بالأمن".
ولم تعرف على الفور هويات الأشخاص الذين أحرقوا السيارة. وليل الجمعة، أظهرت مشاهد تم تداولها على شبكات التواصل الاجتماعي متظاهرين، بعضهم ملثّمون يرفعون أعلام حزب الله يتعرّضون لرجل بالزي العسكري ولآخر بالزي المدني قرب سيارة اليونيفيل المحترقة.
"غير مقبولة"
وأتى هذا التوتر الأخير على خلفية عدم استقبال لبنان لرحلتين من خطوط ماهان الايرانية كانتا مقررتين مساء الخميس والجمعة.
وقالت المديرية العامة للطيران المدني في بيان الخميس إنه "حرصا... على تأمين سلامة وأمن مطار رفيق الحريري الدولي"، فقد "اقتضت إعادة جدولة توقيت بعض الرحلات الآتية إلى لبنان موقتا"، ومنها الرحلات الآتية من إيران حتى 18 شباط/فبراير.
وأعلنت إيران السبت أنها مستعدة لإجراء "محادثات بناءة" مع لبنان بهدف استئناف الرحلات الجوية بين طهران وبيروت.
وأفاد وزير النقل فايز رسامني بأن لبنان لم يحصل بعد على "الأذونات" من السلطات الايرانية لإرسال طائرات من طيران الشرق الأوسط لإعادة المسافرين اللبنانيين، بحسب ما نقل عنه بيان للحكومة اللبنانية.
وقد منع لبنان الطائرة الإيرانية التي كان مقررا أن تقلع الخميس من طهران، من التوجه إلى مطار بيروت، بعد تبلّغ السلطات تحذيرا من الجانب الأميركي بأن اسرائيل "سوف تستهدف" المطار في حال هبوط الطائرة، على ما أفاد مصدر أمني لبناني السبت.
وقال المصدر الأمني الذي فضل عدم كشف هويته لوكالة فرانس برس "نُقِل للدولة اللبنانية عبر الأميركيين أن إسرائيل سوف تستهدف المطار في حال جاءت الطائرة الإيرانية إلى لبنان".
وأضاف "أبلغ الجانب الأميركي الجانب اللبناني أنّ الإسرائيلي جادّ في تهديده، وبناء على هذا التهديد طلب وزير الأشغال بعد التنسيق مع رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية حجب الإذن ومنع مجيئها إلى مطار بيروت وإبلاغها بذلك قبل أن تأتي".
وتابع المصدر أن السلطات اللبنانية اعتبرت أنّ "الحل الأمثل هو ألا تهبط هذه الطائرة لكي لا يتعرّض المطار للخطر مع أنّ الأمن اللبناني يفرض تفتيشا مشددا على الطيران الإيراني".
وقال المصدر إن رحلة أخرى كانت مقررة الجمعة من طهران ألغيت للأسباب نفسها أيضا.
اتّهمت إسرائيل مرارا حزب الله باستخدام المطار الوحيد في لبنان لنقل أسلحة من إيران، وهو ما ينفيه الحزب ومسؤولوه.
ويسري منذ 27 تشرين الثاني/نوفمبر اتفاق لوقف النار بين إسرائيل وحزب الله، أعقب مواجهة مفتوحة بينهما، وتم التوصل إليه بوساطة أميركية ورعاية فرنسية. وكان يفترض تطبيق بنوده ضمن مهلة 60 يوما، قبل أن يتم تمديدها حتى 18 شباط/فبراير.
وقتل شخصان السبت في غارة من مسيّرة اسرائيلية على سيارة في جنوب لبنان، الثانية خلال ساعات، على ما أفادت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام الرسمية، بينما قال الجيش الإسرائيلي إنه شن غارة جوية على جنوب لبنان استهدفت قياديا "بارزا" في الوحدة الجوية لحزب الله.
عودة الحريري
وعد رئيس الحكومة اللبناني السابق سعد الحريري في الذكرى العشرين لاغتيال والده رفيق الحريري، بأن يكون تياره السياسي الغائب منذ ثلاث سنوات، حاضرا في كل الاستحقاقات المقبلة في لبنان، على وقع التغيرات الداخلية والإقليمية التي أضعفت حزب الله وداعميه.
وقتل رفيق الحريري الذي تولى رئاسة الوزراء لفترات طويلة اعتبارا من العام 1992 وحتى استقالته في تشرين الأول/أكتوبر 2004، في 14 شباط/فبراير 2005 بتفجير استهدف موكبه في بيروت، ما خلّف 22 قتيلا و226 جريحا.
وحكمت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في العام 2022 على اثنين من أعضاء حزب الله غيابيا بالسجن مدى الحياة بجرم "التآمر لارتكاب عمل إرهابي والتواطؤ في القتل المتعمد".
وأتى إحياء ذكرى اغتيال الحريري، قبل أيام من انتهاء مهلة لتطبيق وقف إطلاق نار بين حزب الله واسرائيل، أعقب مواجهة مدمرة بينهما، أضعفت حزب الله.
LISTEN TO

من مراسلينا: أخبار لبنان في أسبوع 11/2/2025
SBS Arabic
11/02/202508:40
وأعقب تبلّغ لبنان من الأميركيين الخميس عزم إسرائيل إبقاء قواتها في خمس نقاط في جنوب البلاد، بعد انتهاء مهلة انسحابها في 18 شباط/فبراير، وهو ما يرفضه المسؤولون اللبنانيون بالمطلق.
في كلمة ألقاها أمام الآلاف من مناصريه، قال سعد الحريري الذي نادرا ما عبّر عن مواقف سياسية منذ تعليقه نشاطه السياسي وعمل تياره منذ العام 2022، "هذا التيار، تيار المستقبل.. باق هنا وباق معكم، وسيكون صوتكم في كل الاستحقاقات الوطنية وفي كل المحطات المقبلة"، من دون أن يذكر تفاصيل إضافية.

epa11895692 Former Lebanese Prime Minister Saad Hariri greets supporters during his visit to the grave of his father, late Lebanese Prime Minister Rafik Hariri, on the 20th anniversary of his assassination, in downtown Beirut, Lebanon, 14 February 2025. Rafik Hariri was assassinated, along with 21 other people, when a massive explosion hit his motorcade in Beirut, Lebanon, on 14 February 2005. EPA/WAEL HAMZEH Source: EPA / WAEL HAMZEH/EPA
وسط الحشود، قال معين الدسوقي (25 عاما) الذي جاء من البقاع (شرق) "جئنا لنقف الى جانب الرئيس سعد الحريري في ذكرى استشهاد والده"، مضيفا "سنبقى معه الى آخر نفس ونريد عودته الى الساحة السياسية لأنه رمز وطني".