تحدّث نصرالله عن اغتيال رئيس المكتب السياسي في حركة حماس اسماعيل هنية في طهران المنسوب الى إسرائيل واغتيال شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت الذي وصفه بـ"العدوان". وخاطب الإسرائيليين بالقول "إفرحوا واضحكوا قليلاً وستبكون كثيراً"، مضيفا "لم تعرفوا أي خطوط حمر تجاوزتم وأي نوع من العداون مارستم والى أين مضيتم وذهبتم".
وكان نصرالله يلقي كلمة عبر شاشة عملاقة وأمام حشد ضخم تجمّع حول نعش شكر الذي لُفّ بعلم حزب الله الأصفر وجرى تشييعه في الضاحية الجنوبية. وقال "على العدو ومن خلف العدو أن ينتظر ردّنا الآتي حتماً"، مضيفاً "لا نقاش في هذا ولا جدل، وبيننا وبينكم الأيام والليالي والميدان".
وتابع "نحن من أجل أن يعرف العدو والصديق، نحن في كل جبهات الإسناد دخلنا في مرحلة جديدة مختلفة عن السابقة (...) يتوقف تصاعدها على سلوك العدو وردات فعل العدو"، متحدثاً عن "معركة مفتوحة في كل الجبهات".
LISTEN TO
"حرب الرسائل السياسية" ما هي خيارات الرد الايراني على اغتيال اسماعيل هنية في اراضيها؟
SBS Arabic
01/08/202410:57
وتزامنت تصريحات نصرالله مع إعلان ئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في بيان أن "اسرائيل في مستوى عال جدا من الاستعداد لأي سيناريو، سواء دفاعي أو هجومي"، محذراً من أنه "سيترتّب على أي اعتداء علينا ثمن باهظ جدا (...) أولئك الذين يهاجموننا، سنهاجمهم ردّا على ذلك".
واستهدف الجيش الإسرائيلي مساء الثلاثاء شقة في مبنى في منطقة حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت، أبرز معاقل حزب الله، ما أدى الى مقتل فؤاد شكر الذي وصفه حزب الله بـ"القائد الجهادي الكبير".
وقال نصرالله إن شكر كان من "الجيل المؤسس" لحزب الله، وأنهما كانا على تواصل يومي منذ بدء الحزب عملياته ضد إسرائيل من جنوب لبنان بعد اندلاع الحرب في قطاع غزة بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
ووصف نصرالله الضربة الاسرائيلية على الضاحية الجنوبية بأنها "عدوان وليست فقط عملية اغتيال"، استهدفت "مبنى مدنيا وليس قاعدة عسكرية" وأدت الى "قتل مدنيين".
وقال إن قرار الردّ "في يد الميدان، والميدان هو الذي يعرف ظروفه وفرصه ونحن نبحث عن ردّ حقيقي وليس عن ردّ شكلي".
وأسفرت الضربة الإسرائيلية أيضا عن مقتل خمسة مدنيين، هم ثلاث سيدات وطفلان، ومستشار عسكري إيراني كان برفقة شكر.
ومنذ الثلاثاء، لم يتبن حزب الله تنفيذ أي هجوم باتجاه اسرائيل على الجبهة الجنوبية. لكن نصرالله قال الخميس إنه سيتم "العودة الى العمل في جبهة الإسناد اللبنانية" اعتبارا من صباح الجمعة، موضحاً أن لا علاقة لذلك بالرد على اغتيال شكر.
وبعد ساعات من اغتيال شكر، اتُهمت إسرائيل باغتيال إسماعيل هنية بضربة استهدفت مقر إقامته في طهران، بعد مشاركته في مراسم تنصيب الرئيس الإيراني الجديد.
وقال نصرالله إن "الايرانيين يعتبرون أنه لم يتمّ فقط المسّ بسيادتهم، بل... المسّ بأمنهم القومي والمس بهيبتهم والمسّ بشرفهم"، مضيفا أن هنية كان في ضيافة إيران و"هذا في المشرق والعالم الإسلامي أمر مختلف وحساباته مختلفة"، مؤكدا أن إيران "لن تسكت".
وأثار مقتل هنية وشكر مخاوف من اتساع نطاق المواجهة مع إسرائيل في المنطقة.
وتوعّد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي إثر اغتيال هنية، بإنزال "أشدّ العقاب" بإسرائيل، معتبراً أن "من واجبنا الثأر لدمائه".
في سياق متصل، أكد الرئيس الأميركي جو بايدن لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو خلال مكالمة هاتفية الخميس "التزام" الولايات المتحدة أمن إسرائيل في مواجهة "أيّ تهديدات من إيران" أو وكلائها، بحسب ما أعلن البيت الأبيض.
وقال البيت الأبيض في بيان إنّه خلال المحادثة الهاتفية التي شاركت فيها أيضاً نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، أكّد بايدن "على أهمية الجهود المستمرة لتهدئة التوترات في المنطقة".
وأوضح البيان أنّ "الرئيس أكّد مجدّداً التزامه أمن إسرائيل في مواجهة أيّ تهديدات من إيران، بما في ذلك من جماعات إرهابية تعمل بالوكالة مثل حماس وحزب الله والحوثيين".
وناقش بايدن ونتانياهو خلال المحادثة أيضاً "الجهود الرامية لدعم الدفاع عن إسرائيل في مواجهة التهديدات، بما في ذلك تلك الناجمة عن صواريخ بالستية وطائرات مسيّرة".
وأوضح البيان أنّ دعم هذه الجهود يمكن أن تنطوي على "عمليات نشر جديدة لأسلحة دفاعية أميركية".
وكان مستشار الأمن القومي لجو بايدن، جايك ساليفان، أشار في وقت سابق إلى أنّ الولايات المتحدة "منخرطة في جهود مكثفة" لتجنّب توسّع رقعة النزاع في الشرق الأوسط.