الضربات الجوية الإسرائيلية والأضرار التي خلفتها
أسفرت الغارات الإسرائيلية عن مقتل أكثر من 400 شخص في قطاع غزة، بحسب ما أفادت حركة حماس، مما جعل هذه الضربات هي الأعنف منذ أن دخل اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 19 كانون الأول/ يناير الماضي. وفي حين أكدت إسرائيل على ضرورة مواصلة الضغط العسكري حتى عودة الرهائن، فإن حركة حماس أبدت استياءها من التصعيد، متهمة إسرائيل بمحاولة فرض اتفاق استسلام على الحركة. من جانبها، حملت حماس الولايات المتحدة جزءًا من المسؤولية، معتبرة أن واشنطن شريكة في التصعيد.
وفي بيان صادر عن حماس مساء أمس، دعت الحركة الدول "الصديقة والداعمة للعدالة الفلسطينية" إلى الضغط على الإدارة الأميركية لوقف "العدوان" و"حرب الإبادة الجماعية" ضد المدنيين الفلسطينيين.
تصريحات نتانياهو: "الضربات مجرد بداية"
في مداخلة متلفزة مساء أمس، أشار نتانياهو إلى أن حركة حماس "شعرت بقوة إسرائيل في الساعات الـ24 الأخيرة"، مؤكدًا أن ما تم هو "مجرد بداية" للعمليات العسكرية. وأضاف أن المفاوضات الخاصة بالإفراج عن الرهائن لن تتم إلا "تحت النار"، مؤكدًا أن الضغط العسكري هو الخيار الوحيد لضمان عودة المحتجزين. وقد أسفر هجوم حماس غير المسبوق في السابع من أكتوبر عن خطف 251 شخصًا، منهم 58 لا يزالون في غزة.
تزايد الضغوط العسكرية والتحذيرات الدولية
على الرغم من الانتقادات الدولية العارمة جراء الضربات الجوية الإسرائيلية، أكد وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر أن إسرائيل لن تتوقف عن العمليات العسكرية، مشيرًا إلى أن الهجمات التي استهدفت أهدافًا لحركة حماس هي جزء من عملية عسكرية مستمرة. وأضاف أن هذه العمليات ستستمر في الأيام المقبلة في ظل دعم كامل من الولايات المتحدة.
وبينما كانت الضربات قد أسفرت عن مقتل 413 شخصاً حسب وزارة الصحة التابعة لحكومة حماس، استمرت التحذيرات الدولية من التدهور الإنساني في القطاع. وقد وصف شهود العيان القصف الجوي بكونه "نار جهنم"، مع تعذر حصول المدنيين على الرعاية الطبية في ظل الفوضى العارمة.
الردود الدولية: إدانة واسعة
فيما يتعلق بالردود الدولية، أدانت دول عدة الضربات الإسرائيلية على غزة. فقد وصف الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إسرائيل بأنها "دولة إرهابية"، في حين اعتبرت روسيا وإيران الهجمات بمثابة "إبادة جماعية" و"تطهير عرقي" ضد الفلسطينيين. من جانبها، قالت وزارة الخارجية الإيرانية إن هذه الغارات "تستمر في سياسة التطهير العرقي ضد الفلسطينيين".
أما في مصر، فقد وصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الغارات بأنها "عدائية"، معتبرا أنها تأتي في إطار مساعٍ "لجعل قطاع غزة غير قابل للحياة"، وهو ما يهدف، وفقًا لتلك الرؤية، إلى دفع الفلسطينيين إلى مغادرة القطاع.
LISTEN TO

إفطار رمضاني من غرفة التجارة والصناعة الأسترالية العربية: احتفاء بالتناغم والوحدة
SBS Arabic
18/03/202512:25
الوضع الإنساني في غزة والمفاوضات المتعثرة
وتواصل المفاوضات غير المباشرة حول الهدنة في غزة عبر وساطات قطرية وأميركية ومصرية، لكن تلك المفاوضات تعثرت مؤخرًا في ظل تباين المواقف بين الأطراف المعنية. فقد رفضت حماس مقترحات أميركية لتمديد وقف إطلاق النار، بينما أصرّت إسرائيل على ضرورة عودة جميع الرهائن أولاً قبل التفاوض على أي هدنة جديدة.
الاستهدافات العسكرية وتطورات الوضع الميداني
فيما يتعلق بالتطورات الميدانية، أعلن الجيش الإسرائيلي عن استهدافه لأهداف حيوية لحركة حماس في غزة، مؤكدًا أن العمليات العسكرية لن تتوقف حتى "تحقيق الأهداف المرسومة". كما أكدت المصادر الإسرائيلية أنه تم إخلاء عدد من المناطق الحدودية في إسرائيل مع قطاع غزة في ظل التهديدات المتواصلة.
من جهة أخرى، أفادت التقارير بتفعيل صفارات الإنذار في العديد من المدن الإسرائيلية بعد إطلاق صاروخ باليستي من قبل الحوثيين في اليمن، والذي استهدف قاعدة نيفاتيم في صحراء النقب.