رأت إسرائيل الإثنين أنّ حماس تعرف "تماما" مكان وجود الرهائن في قطاع غزة، وذلك بعدما قالت إن الحركة لم تقدم أي معلومات بشأن وضع 34 منهم أبدت استعدادها للإفراج عنهم في حال تمّ التوصل إلى صفقة تبادل.
وجاء عرض حماس في وقت واصلت فيه إسرائيل قصف قطاع غزة حيث قُتل 31 شخصا وفق الدفاع المدني الإثنين.
حاولت كل من قطر ومصر والولايات المتحدة على مدار أشهر التوصل إلى صفقة لإنهاء الحرب التي اندلعت منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023 بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة. وعقد كلا الجانبين مؤخرا محادثات غير مباشرة في الدوحة.
وقال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية ديفيد مينسر للصحافيين الإثنين "هم يعرفون تماما من منهم حي ومن ميت، يعرفون تماما أين هم الرهائن". أضاف "غزة بقعة صغيرة جدا، حماس تعرف بالضبط أين هم".
وفي بيان سابق، قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في بيان "حتى الآن، لم تتلق إسرائيل أي تأكيد أو تعليق من حماس بشأن وضع الرهائن الواردة أسماؤهم في القائمة"، في إشارة إلى قائمة قدمها مسؤول من حماس عبر الوسطاء وتحتوي على أسماء 34 رهينة أبدت استعدادها للإفراج عنهم في المرحلة الأولى من صفقة لتبادل الأسرى في إطار اتفاق لوقف النار.
وفي وقت متأخر الأحد، قال مسؤول في حماس إن الحركة مستعدة لإطلاق سراح هؤلاء في مرحلة أولى من اتفاق محتمل.
وأضاف المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول بالحديث عن المفاوضات الجارية لوسائل الإعلام، إن عملية التبادل الأولى ستشمل كل النساء وكل المرضى وكل الاطفال وكبار السن.
ولكنه قال إن حماس تحتاج إلى التحقق من حالتهم وإن الموافقة تشمل 34 أسيرا "سواء كانوا أحياء أو موتى".
وشدد على أن "حماس وفصائل المقاومة تحتاج لأسبوع تقريبا من الهدوء وعدم تحليق الطائرات، للتواصل مع المجموعات الآسرة وتحديد الأحياء والأموات".
PALESTINIAN TERRITORIES, GAZA CITY - JANUARY 5, 2025: People clear the debris in a building destroyed in an Israeli air strike on the Sheikh Radwan neighborhood. Khasan Alzaanin/TASS/Sipa USA Source: SIPA USA / Khasan Alzaanin/Khasan Alzaanin/TASS/Sipa USA
خلال الهجوم الذي شنته حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، خُطف 251 شخصا لا يزال 96 منهم رهائن في غزة، بينهم 34 أعلن الجيش الإسرائيلي أنهم لقوا حتفهم.
ودعا منتدى عائلات الرهائن والمفقودين الإسرائيليين إلى "اتفاق شامل" لضمان إطلاق سراح الرهائن.
وقال في بيان "نعلم أن أكثر من نصفهم ما زالوا على قيد الحياة ويحتاجون إلى إعادة تأهيل فورية، بينما يجب إعادة اولئك الذين قتلوا لترتيب مراسم دفن لائقة" لهم.
وأضاف البيان "ليس لدينا المزيد من الوقت لنضيعه، يجب إبرام اتفاق وقف إطلاق نار من أجل الرهائن، الآن".
من جانبه، قال يوتام كوهين شقيق الرهينة نيمرود كوهين "إذا كانت حماس تطالب بإنهاء الحرب، كما تفعل منذ البداية، إذا يجب إنهاء الحرب لإعادة الرهائن".
في تشرين الثاني/نوفمبر 2023، أتاحت هدنة استمرت لأسبوع الإفراج عن 105 رهائن، بينهم 80 إسرائيليا، مقابل 240 معتقلا فلسطينيا في سجون إسرائيل.
ولم تقدم كل من إسرائيل وحركة حماس تفاصيل دقيقة حول الجولة الأخيرة من المحادثات. لكن وزير الدفاع يسرائيل كاتس أكد تلك المعلومات السبت لقريب أحد الرهائن المحتجزين.
Israelis protest against Prime Minister Benjamin Netanyahu's government and call for the release of hostages held in the Gaza Strip by the Hamas militant group, in Tel Aviv, Israel, Monday, Jan. 6, 2025. (AP Photo/Ohad Zwigenberg) Source: AP / Ohad Zwigenberg/AP
وقال "إن لم نعبر خط النهاية خلال الأسبوعين المقبلين، فأنا واثق من أنه سيتم إنجاز الأمر في نهاية المطاف، وآمل أن يتم ذلك عاجلا وليس آجلا".
وكان الرئيس المنتخب ترامب، تعهد بتقديم دعم أقوى لإسرائيل وحذر حماس من فتح أبواب "الجحيم" عليها إذا لم تطلق سراح الرهائن قبل توليه منصبه.
وقالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية اليسارية الإثنين إن المفاوضات "تقترب من مفترق طرق، صناع القرار الإسرائيليون متفائلون من إمكانية التوصل إلى اتفاق في غضون الأيام القليلة المقبلة".
وبحسب مواقع إخبارية إسرائيلية فإن رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية "موساد"، سينضم إلى الوفد المفاوض في الدوحة الإثنين.
اقرأ المزيد
قطاع غزة: التاريخ والجغرافيا والبشر
عنف في الضفة الغربية
ورغم استئناف المحادثات، واصلت القوات الإسرائيلية قصف غزة الإثنين.
وأعلن الدفاع المدني في غزة "استشهاد 16 مواطنا بينهم عدد من الأطفال" في أنحاء متفرقة من القطاع.
واتهم برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، إسرائيل بإطلاق النار على إحدى قوافله في غزة الأحد، مشيرا إلى أنّ هذه القافلة "محدّدة بوضوح". ووصف ذلك بأنّه "حدث غير مقبول".
وردا على طلب تعليق لوكالة فرانس برس، قال الجيش الإسرائيلي إنه تلقى تقارير عن تعرض القافلة لإطلاق نار، لكن من دون تحديد مصدره.
وأضاف "تمّت مراجعة الحادث، وتم توضيح إجراءات التشغيل، وسيتم تحليل نتائج التحقيق"، مؤكدا أنّه يواصل "العمل ضد المنظمات الإرهابية في قطاع غزة، ويفعل كل ما في وسعه لتخفيف الأذى عن المدنيين غير المتورطين".
من جانبه، أفاد الجيش الإسرائيلي عن إطلاق ثلاثة "مقذوفات" باتجاه إسرائيل من شمال غزة، من دون وقوع إصابات، مشيرا من جهة ثانية إلى مقتل اثنين من جنوده في معارك بالقطاع.
واندلعت الحرب في قطاع غزة إثر هجوم غير مسبوق شنّته حماس على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، أسفر عن مقتل 1208 أشخاص معظمهم من المدنيين، بحسب تعداد لفرانس برس استنادا الى أرقام إسرائيلية رسمية. وتشمل هذه الحصيلة رهائن قتلوا أو ماتوا في الأسر.
PALESTINIAN TERRITORIES, GAZA CITY - JANUARY 5, 2025: A building destroyed in an Israeli air strike on the Sheikh Radwan neighborhood. Khasan Alzaanin/TASS/Sipa USA Source: SIPA USA / Khasan Alzaanin/Khasan Alzaanin/TASS/Sipa USA
وفي الضفة الغربية، قتل ثلاثة إسرائيليين وأصيب ثمانية في هجوم بإطلاق النار نفذه مسلحون ضد مركبات بينها حافلة ركاب بالقرب من قرية الفندق الفلسطينية في شمال الضفة الغربية المحتلة، وفق ما أكد الجيش الإسرائيلي ومسعفون.
وأكدت خدمة إسعاف نجمة داوود الحمراء مقتل ثلاثة إسرائيليين "هم امرأتان ورجل"، مشيرة إلى أن المرأتين القتيلتين هما في الستينيات من العمر في حين أن الرجل القتيل عمره حوالى أربعين عاما.
انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان
أعلن المبعوث الأميركي الخاص آموس هوكستين من بيروت الإثنين أن القوات الإسرائيلية بدأت الانسحاب من بلدة ثانية أساسية في جنوب لبنان، مبديا ثقته بأن "كل الأطراف" ستلتزم باتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله والدولة العبرية، والذي بدأ سريانه قبل أكثر من شهر وسط اتهامات بخروق متبادلة.
وأوضح هوكستين أن الجيش الإسرائيلي بدأ الانسحاب من بلدة الناقورة الساحلية في أقصى جنوب لبنان، والمحاذية للحدود مع إسرائيل. وهذه ثاني بلدة كبيرة تنسحب منها إسرائيل بعد الخيام الواقعة الى الشرق.
وكانت قوة الأمم المتحدة الموقتة (يونيفيل) ورئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي طالبا في نهاية الشهر الماضي، بتسريع الانسحاب الإسرائيلي بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 27 تشرين الثاني/نوفمبر بعد مواجهة مدمّرة بين إسرائيل وحزب الله المدعوم من إيران.
epa11810150 US special envoy Amos Hochstein speaks during a press conference following his meeting with Lebanese caretaker Prime Minister Najib Mikati (not pictured) at the government palace in Beirut, Lebanon, 06 January 2025. Hochstein arrived in Beirut for talks with Lebanese officials to bolster a ceasefire before the Israeli army (IDF) withdrawal from South Lebanon and address several other issues, including the country's presidential election. A 60-day ceasefire agreement between Israel and Hezbollah came into force on 27 November 2024. EPA/WAEL HAMZEH Source: EPA / WAEL HAMZEH/EPA
وأضاف بعد لقائه رئيس البرلمان نبيه بري، وهو حليف وثيق لحزب الله، "ستستمر هذه الانسحابات إلى أن تخرج كل القوات الإسرائيلية من لبنان بشكل كامل، مع استمرار انتشار الجيش اللبناني في الجنوب وصولا إلى الخط الأزرق".
وتوقع هوكستين أن تلتزم "كل الأطراف" بالاتفاق الذي تمّ التوصل إليه بوساطة أميركية قادها هو شخصيا، رغم تواصل الاتهامات بخرقه منذ بدء تطبيقه.
وقال بعد لقائه ميقاتي "ليس لدي أي سبب يمنعني من توقع أن تبقى كل الأطراف، كل الأطراف، ملتزمة بتنفيذ الاتفاق الذي وافقت عليه".