حذر خبراء اقتصاديون من أن وباء فيروس كورونا المستجد قد يكبد الجامعات الأسترالية خسائر بمليارات الدولارات، وذلك لأن عددا كبيرا من الطلاب الصينيين لن يستطيعوا العودة إلى أستراليا لمتابعة الدراسة.
وبالتالي يمكن لجامعات عريقة أن تخسر حوالى ثلاثة مليارات دولار أسترالي من الأقساط الدراسية، وفق تقديرات أولية لمحللين في "ستاندرد آند بورز".
ولم يعد بإمكان الأجانب أو المقيمين الدائمين الآتين من الصين القارية العودة إلى أستراليا منذ الأول من شباط/فبراير، وذلك بسبب الإجراءات الاحترازية لمنع انتشار الالتهاب الرئوي الفيروسي.
وظهر الوباء قبل أسابيع قليلة من بدء السنة الدراسية الجامعية في أستراليا التي تنطلق عادةً في شباط/فبراير.هذا وانتقدت الصين لأول مرة الحظر الذي فرضه أستراليا على الطلاب الصينيين المحاصرين في بلادهم بسبب فيروس كورونا. ودعت السفارة الصينية في كانبرا الحكومة الفدرالية إلى تعويض المتضررين من هذا الإجراء أي الطلاب الذين لن يتمكنوا من الالتحاق بالعام الدراسي في الوقت المحدد بسبب الحظر.
Chinese residents wear masks. Source: AAP
ومن جانبه، قال نائب سفير الصين لدى أستراليا وانغ شينينغ إن بيجين "غير سعيدة" باحتجاز 74 من الطلاب الصينيين على أيدي أفراد من قوة الحدود في المطارات الأسترالية وفق ما كشفت صحيفة الأستراليان.
وأضاف وانج: "نأمل أن يتم التوصل إلى طريقة تحمي حقوق هؤلاء الطلاب ومصالحهم بما في ذلك التمديد المناسب لمدة تأشيراتهم في حال انتهت صلاحيتها. وربما أيضاً تقديم التعويض المادي المناسب بسبب الخسائر التي تكبدوها خلال هذه الفترة."
كما دعا وانغ إلى إيجاد "حل مناسب" للطلاب الصينيين المسجلين للدراسة في أستراليا والذين لم يتمكنوا من الوصول إلى البلاد بسبب حظر حكومة موريسون على الأشخاص القادمين من الصين.
وأضاف: "إننا قلقون للغاية بشأن مصير الطلاب الصينيين الذين لن يتمكنوا من القدوم إلى أستراليا خلال الأيام الـ 12 المقبلة".
وقد استفاد الكثير من الطلاب الصينيين البالغ عددهم حوالى 165000 من عطلة رأس السنة الصينية في أواخر كانون الثاني/يناير لزيارة عائلاتهم.
وقالت وكالة ستاندرد آند بورز في تقريرها "حساباتنا هذه لا تغطي سوى التكاليف المتعلقة بالتعليم العالي ولا تشمل التكاليف الاقتصادية للطلاب كالسكن والسياحة واستهلاك السلع والخدمات".
ويُعد الطلاب الأجانب مصدرا حيويا للدخل في الجامعات الأسترالية، وقد نمت مساهماتهم المالية بشكل كبير في السنوات الأخيرة.
وأستراليا هي واحدة من الوجهات الأكثر شعبية في العالم للطلاب الأجانب.
وعرضت جامعات أسترالية تأجيل سنتهم الدراسية إلى عام 2021 وتعويض تكاليف الأقساط الدراسية.
كما أخرت جامعة سيدني التاريخ المحدد لحضور الطلاب إلى الحرم الجامعي حتى 30 آذار/مارس، أي بعد أكثر من شهر من التاريخ المحدد لبدء الدروس، وهي تطبق حاليا برنامجا للتعليم من بعد.
ومن المتوقع أن تتأثر الجامعات الأسترالية بمستويات مختلفة، ولكنها ستكون قادرة على استيعاب الصدمة، على الأقل مؤقتا.
وجاء في تقرير وكالة ستاندرد آند بورز "نعتقد أن لهذه الجامعات هامش مناورة من حيث السيولة المتاحة والرافعة المالية وهوامش التشغيل لاستيعاب خسارة مؤقتة في الإيرادات."