تحتوي هذه المقالة على إشارات إلى الوزن، وصورة الجسد، واضطرابات الأكل.
إيفي جاردينر كانت طفلة صغيرة عندما أدركت لأول مرة أنها تُعامل بشكل مختلف بسبب مظهر جسدها. طوال سنوات دراستها، سمعت تعليقات متكررة عن مظهرها. حيث تعرضت للإقصاء الاجتماعي من حفلات أعياد الميلاد والفرق الرياضية والأنشطة المختلفة.
والآن، في عامها التاسع والعشرين، لا تزال تلك التجارب المبكرة تلقي بظلالها على حياتها.

Evie Gardiner struggled with disordered eating and body image after experiencing weight discrimination. Source: Supplied / Evie Gardiner
وتضيف: "كل تلك التجارب ساهمت في شعوري بعدم الرضا عن جسدي، لأنها جعلتني أشعر وكأنني مُستبعدة بسبب عدم توافق جسدي مع المعايير الجمالية السائدة."
خلال سنوات مراهقتها وشبابها، عانت جاردينر من اضطرابات الأكل، وممارسة التمارين القهرية، وتقييد الطعام، وعدم الرضا عن شكلها. ورغم تحسن حالتها اليوم، فإنها لا تزال تواجه هذه المشاعر والسلوكيات من وقت لآخر.
أشعر بثقة أكبر في مظهري الآن، وقد عملت كثيراً على تحسين نظرتي لنفسي والتعامل مع عدم الرضا عن الجسد. لكنني لا أعتقد أنني سأتخلص تماماً من هذه المشاعر، فهي ستظل تؤثر علي طالما استمرت المعايير الجمالية في فرض نفسها
ما هو التمييز القائم على الوزن؟
التمييز القائم على الوزن، كما في تجربة جاردينر، هو عندما يُعامل شخص ما بشكل غير عادل بسبب وزنه أو حجمه. يمكن أن يظهر بأشكال مختلفة، مثل النظرات المطولة، الأسئلة المتطفلة، السخرية، والتجاهل أو الإقصاء. يحدث هذا التمييز في المواقف الاجتماعية وأماكن العمل، وكذلك في المؤسسات التعليمية والمتاجر وحتى في الرعاية الصحية.
LISTEN TO

خبيرة تغذية تنصح ببدائل للسكريات ووجبات صحية غير مكلفة للعائلات
SBS Arabic
17/01/202513:29
وفقاً لتقرير The Butterfly Foundation، تعرض ما يقدر بـ 3.1 مليون أسترالي، ممن تبلغ أعمارهم 15 عاماً أو أكثر، لشكل من أشكال التمييز القائم على المظهر خلال الـ 12 شهراً الماضية، وكان نصفهم تقريباً (49.3٪) يعانون من التمييز بسبب وزنهم.

Females aged 15 to 17 had the highest rates of experiencing appearance-based discrimination. Source: SBS
ويضيف: "هذا التمييز لا يمنع فقط الأشخاص من حضور المناسبات الاجتماعية، بل يمنعهم أيضاً من التعبير عن أنفسهم في المدرسة أو في بيئة العمل، مما يحدّ من قدرتهم على تحقيق إمكاناتهم."
كشف التقرير أيضاً أن حوالي 4.1 مليون أسترالي (18.9٪) ممن تبلغ أعمارهم 15 عاماً أو أكثر، عانوا من عدم الرضا عن جسدهم خلال العام الماضي، وكانت النسب الأعلى بين الفتيات في الفئة العمرية 15-17 عامًا وأفراد مجتمع LGBTIQ+.

Females aged 15 to 17 have higher levels of body dissatisfaction compared to other demographics, according to The Butterfly Foundation. Source: SBS
تقول: "عندما تكون في المدرسة، يبدو لك أن الاندماج ضرورة للبقاء، وإذا لم تتأقلم، فسيكون الأمر كما لو أنك لن تنجو."
أما هنجرفورد، فيشير إلى أن أفراد مجتمع LGBTIQ+ يعانون من معدلات أعلى من عدم الرضا عن الجسد مقارنة بغيرهم.
يقول:"للأسف، الأشخاص الأكثر تأثرًا هم عادةً من الفئات التي تعاني بالفعل من تحديات أخرى."
ويضيف: "هذا الموضوع له تأثير هائل على الشابات، لكنه يمتد أيضًا إلى مجموعات أخرى تحت ضغط اجتماعي متزايد، مثل أفراد مجتمع LGBTIQ+، الذين يواجهون معدلات مرتفعة من عدم الرضا عن الجسد بسبب الضغط المجتمعي المستمر."

People from the LGBTIQ+ community experience high rates of body dissatisfaction. Source: SBS
LISTEN TO

لماذا لم تتكمن استراليا من "سد الفجوة" مع السكان الاصليين حتى الان؟ العمالي خضر صالح يجيب
SBS Arabic
11/02/202514:15
كما أن هناك تكلفة أخرى تتمثل في تدهور جودة الحياة، وتراجع الأداء الوظيفي، وحتى الوفيات الناتجة عن المشكلات الصحية المرتبطة بعدم الرضا عن الجسد والتمييز القائم على الوزن.
يحذر هنجرفورد من أن التأثير الشخصي لهذه التجارب غالبًا ما يكون غير ملحوظ، لكنه يمكن أن يؤدي إلى مشكلات صحية خطيرة، مثل اضطرابات الأكل، والنظام الغذائي القاسي، والتقلبات الشديدة في الوزن.
يقول: "قد تبدو ممارسة الرياضة وتناول الطعام الصحي أمورًا إيجابية، ولكن عندما تؤخذ إلى أقصى الحدود، ويدفعك عدم الرضا عن جسدك إلى ذلك، فإنها تصبح خطيرة للغاية."
كما يشير إلى أن التمييز القائم على الوزن يؤدي إلى عزلة اجتماعية، حيث ينسحب العديد من الأشخاص من التفاعل مع الآخرين بسبب شعورهم بعدم الثقة بمظهرهم.