تم الإعلان مؤخرًا عن توقع قيام الحكومة الفيدرالية بشراء شركة "ركس للطيران" بعد تعثرها ماليًا، فيما أخفقت كل المحاولات الحثيثة للعثور على مشترٍ من القطاع الخاص. وقال رئيس الوزراء أنتوني ألبانيزي اليوم الأربعاء إن الحكومة ستعمل مع مديري شركة "ركس" لإيجاد مشترٍ يلتزم بتوفير خدمة مستمرة للمناطق، مع ضمان القيمة المالية، وفي حال لم يتحقق هذا الأمر، فستبدأ الحكومة بطرح خطط بديلة، منها التأهب للاستحواذ عليها.
وقال ألبانيزي للصحفيين في حديث له من منطقة "ميريمبولا" على الساحل الجنوبي لولاية نيو ساوث ويلز: "إن انهيار شركة ركس للطيران... يعرقل وصول سكان المجتمعات الريفية إلى عواصم الولايات والمدن الأسترالية الكبرى الأخرى، وهو ما يعد شريانًا حيوياً لجودة حياتهم وللاقتصاد المحلي لهذه المناطق."
يذكر أن هذه هي المحاولة الثانية لبيع شركة"ركس" للطيران بعد أن دخلت تحت المراقبة الإدارية منتصف عام 2024.
وفي حديثه، ذكر رئيس الوزراء أنتوني ألبانيزي أحداثًا مشابهة جرت دوليًا بتدخل الحكومات في عمليات شراء لإنقاذ شركات طيران متعثرة كما حدث عند إنقاذ شركات طيران في سنغافورة أو شركة الخطوط الجوية البريطانية(BA) ، أو شركة الطيران الإيطالية أليطاليا أو لوفتهانزا الألمانية، إضافة إلى شركات الطيران في الشرق الأوسط."
وقالت وزيرة النقل الفيدرالية كاثرين كينغ، إنه بعد عملية البيع الأولى فقد اتضح عدم احتمالية أن ينجح البيع الخاص بدون دعم حكومي، وأضافت: "سنتعاون مع مقدمي العروض الناجحين على حزمة حوافز من الحكومة الفيدرالية. ومن الضروري أن تواصل شركة 'ركس للطيران' عملها وتواصل تقديم هذه الخدمات للمجتمعات الريفية."
A Rex Airlines plane at Sydney Airport. The federal government could throw the airline a lifeline if a potential buyer isn't found. Source: AAP / Mick Tsikas
"حالة خاصة"
وصف البروفيسور آلان فيلس، رئيس لجنة المنافسة والمستهلك الأسترالية سابقاً، هذه الخطوة بالمتوقعة وتعتبر "الملاذ الأخير"،مؤكدًا أن تدخل الحكومات في مثل هذه الحالات، هو أمر متوقع كملاذ أخير لضمان تأمين الخدمات للمناطق الريفية والنائية في أستراليا ودول أخرى."
وأضاف: "عادةً ما تفعل الحكومات - وبالأخص الحكومات الأسترالية – ما بوسعها للحفاظ على بقاء هذه الخدمات في مثل هذه المناطق، خصوصاً قبل الانتخابات، حتى وإن كانت غير مجدية كصفقة اقتصادية مربحة."
وفي السابق شهدت أستراليا مواقف عدة عبر خصخصة الحكومة لشركات من القطاع العام، لكن هذه الحالة تعتبر استثناء، إذ أكد البروفيسور آلان فيلس، رئيس لجنة المنافسة والمستهلك الأسترالية سابقاًأن السبب يعود إلى أن شركة الطيران هذه ستخدم أستراليا الريفية تحديدًا.
LISTEN TO
أستراليا تخفف القوانين المفروضة على قروض البناء والمنازل للطلبة
SBS Arabic
12/02/202510:39
الخصخصة في أستراليا
في التسعينات، ووفق مصرف الاحتياط الأسترالي قامت الحكومة - سواء الفيدرالية أو في الولايات - بخصخصة شركات عدة من القطاع العام،. وتعتبر أستراليا واحدة من أكبر الدول التي تمتلك برامج خصخصة في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)، تليها المملكة المتحدة.
وقد جرت الخصخصة في قطاعات رئيسة هي: الخدمات المالية، والكهرباء والغاز، والاتصالات، إذ قامت الحكومات ببيع الأصول عبر طرح أسهم للاكتتاب العام أو من خلال عمليات البيع التجارية.
وقال فيلس، إن الحجة الأصلية للخصخصة كانت زيادة المنافسة. ومع ذلك، قد تلعب عوامل أخرى دوراً، مثل قدرة القطاع الخاص على إدارة الأعمال بشكل أكثر كفاءة، واستخدام عائدات المبيعات لتقليل الدين الحكومي.
وأضاف: "بشكل عام، الخصخصة تعد أمرًا مقبولًا إذا كان العمل الحكومي يواجه منافسة."
Credit: SBS News
أمثلة بارزة على الخصخصة في أستراليا
شركة الطيران كوانتاس
في حالة تأميم شركة الطيران "ركس"، فستعتبر هذه هي المرة الأولى التي تمتلك فيها الحكومة الفيدرالية شركة طيران منذ ثلاثة عقود بعد أن تم خصخصة "كوانتاس" بين عامي 1992-1993 و1995-1996.
واندمجت "كوانتاس" مع "الخطوط الجوية الأسترالية" عام 1992، وهي شركة طيران محلية مملوكة للحكومة، قبل أن تشتري "الخطوط الجوية البريطانية" 25% العام التالي. وتم طرح الحصة المتبقية للاكتتاب العام في 1995-1996.
بنك الكومنولث
بدأت الخصخصة في أستراليا بشكل جاد مع بيع أول حصة من بنك الكومنولث الأسترالي عام 1991. وتمت خصخصته بالكامل بين عامي 1997-1998.
تلسترا
كانت عملية خصخصة شركة "تلسترا" عملية ضخمة تمت بين عامي 1997-1998، إذ بلغت عائدات الطرح العام 14.3 مليار دولار أسترالي.
وعندما تم طرح "تلسترا" و"كوانتاس" في السوق، لم تواجهان منافسة قوية، حيث كانت كل منهما مهيمنة على السوق.
وكان من بين الشركات التي تم خصخصتها شركة "سي إس إل المحدودة" (مختبرات مصل الحكومة) التي تمت ي عام 1993-1994، حيث تم طرحها في السوق مقابل 299 مليون دولار أسترالي.
