Feature

من المنزل إلى الشقة.. كيف تغير "الحلم الأسترالي" عبر السنين

تشهد الحياة الأسرية في أستراليا تحوّلًا لافتًا، مع تزايد أعداد العائلات التي تربّي أطفالها في الشقق السكنية بدلاً من المنازل المستقلة ذات الفناء الخلفي الواسع. ويأتي هذا التغيير في ظل أزمة سكن خانقة وارتفاع كبير في أسعار العقارات، ما يدفع الكثيرين إلى خيارات سكنية أصغر وأكثر كثافة، رغم التحديات التي قد تفرضها على نمط الحياة العائلي.

A man with sunglasses and a woman with a jumper are holding a baby, smiling, with a beach in the background

Alisia Garcia had to move out after struggling to raise her child in an apartment. Source: Supplied

للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغطوا على 

أليزيا غارسيا (31 عامًا) وشريكها كانا يعتقدان أنهما استقرا عندما اشتريا شقة في جولد كوست، خاصة بعد إنجابهما طفلهما الأول. لكن تجربة الحياة في الشقة مع طفل صغير غيّرت كل شيء.
تقول أليزيا: "كنا نظن أننا سنكون سعداء في شقتنا إلى الأبد، لكن إنجاب طفل غيّر تلك المعادلة. لقد كان السبب الرئيسي وراء انتقالنا إلى منزل مستقل".
وبالرغم من أن الزوجين تمكنا من شراء منزل، فإن ذلك تطلّب تضحيات كبيرة، منها الاستغناء عن خدمات الحضانة لتوفير المال، ما زاد من الأعباء اليومية على أليزيا، خاصة خلال أيام المرض أو الإرهاق.
LISTEN TO
Joseph Mourtada image

800 مليون دولار للمساعدة على الشراء: ماذا حملت ميزانية الأمر الواقع لمشتري المنزل الأول؟

SBS Arabic

25/03/202513:47
تُظهر بيانات مكتب الإحصاء الأسترالي أن متوسط مساحة الشقق السكنية الجديدة يبلغ حوالي 136 مترًا مربعًا، مقارنة بـ230 مترًا مربعًا للمنازل.
هذا الفرق الكبير يفرض واقعًا صعبًا على الأسر التي تحاول توفير بيئة مناسبة لأطفالها.
توضح أليزيا أن طفلها كان بحاجة للخروج يوميًا، ليس فقط من أجل رفاهيته، بل أيضًا للمحافظة على سلامتها النفسية. وتقول: "الشقة أصبحت ملعبًا، ولكن ذلك لم يكن مثاليًا. بدأ جيراني يشعرون بالضيق من الضجيج، ومن تصرفات طفلي الذي كان يرمي ألعابه من الشرفة".
في النهاية، شعرت الأسرة والجيران بالارتياح عندما انتقلوا إلى منزل يحتوي على فناء خلفي وحوض سباحة.
LISTEN TO
TAlk Back GMA_SBS_ID_29353717.mp3 image

TAlk Back GMA_SBS_ID_29353717.mp3

21:38
لم تكن أليزيا الوحيدة التي عانت من الحياة في شقة. أنيروده هالدار، البالغ من العمر 35 عامًا، خاض تجربة مختلفة لكنها لا تقل تعقيدًا. فقد انتهت علاقته بشريكته بعد خلاف حول إمكانية تربية طفل ثانٍ في شقة.
يقول أنيروده: "كنا نعلم أننا لا نستطيع تربية طفلين في هذه المساحة. لم نستطع التوصل إلى حل، فقررنا الانفصال".
رغم أن أنيروده نشأ في بيئة مكتظة في الهند، فإن شريكته كانت قد اعتادت على منزل واسع مع حديقة في منطقة ساحلية. وقد أدى هذا التفاوت في الخلفيات والتوقعات إلى توتر العلاقة.

تغيّر في المفهوم السكني
تشير الإحصاءات إلى أن نمط السكن في أستراليا يشهد تغيرًا ملموسًا. فمنذ عام 2016، شكّلت الشقق السكنية نحو 31% من الزيادة في عدد المساكن الجديدة. كما ارتفع عدد العائلات التي تربي أطفالًا في الشقق بنسبة 56% بين عامي 2011 و2016، وفقًا لمكتب الإحصاء الأسترالي.
ومع ارتفاع أسعار المنازل — إذ بلغ متوسط سعر المنزل في سيدني 1.65 مليون دولار مقارنة بـ312 ألف دولار قبل 25 عامًا — تبدو الشقق الخيار الوحيد المتاح للكثيرين.
A graphic giving information about apartments and housing in Australia
Apartment living is on the rise in Australia. Source: SBS
ومع ذلك، تؤكد الدكتورة جوليا كوك، أستاذة علم الاجتماع في جامعة نيوكاسل، أن الثقافة السائدة لا تزال تفضل المنازل المستقلة.
"الأغلبية نشأوا في منازل على أراضٍ فسيحة، ويحاولون إعادة إنتاج هذا النمط في حياتهم كآباء"، تقول كوك.
A man wearing glasses, a grey long-sleeved shirt and white shorts smiles for a photo. There is a garden behind him.
Living in high-density with his partner was the catalyst for Aniruddh Haldar's relationship breakdown. Source: Supplied
مع استمرار أزمة السكن وتنامي الحاجة إلى المساكن، يبدو أن تربية الأطفال في الشقق ستتحول من استثناء إلى قاعدة جديدة.
لكن التحدي يكمن في كيفية تكيّف الأسر الأسترالية ،المعتادة على الفضاء الواسع، مع هذا النمط الجديد من الحياة، دون المساس بجودة الحياة أو العلاقات الأسرية.

للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغطوا على 

أكملوا الحوار عبر حساباتنا على و

اشتركوا في  لتشاهدوا أحدث القصص والأخبار الأسترالية.

شارك
نشر في: 27/03/2025 3:08pm
By Matt Gazy
تقديم: Hamssa Abou Kheir
المصدر: SBS