أطلقت الحركة سراح 10 تايلانديين وفيليبينيّ إضافة الى الإسرائيليين الـ13، وهم أطفال ونساء، كانوا محتجزين منذ الهجوم الذي شنّته الشهر الماضي على جنوب إسرائيل، بحسب قطر التي توسّطت في الاتفاق. كما أفرجت إسرائيل عن 39 امرأة وطفلا.
وأظهرت مقاطع فيديو لفرانس برس أربع سيارات للصليب الأحمر تغادر القطاع نحو مصر عبر معبر رفح.
وقال الجيش الإسرائيلي إن "الرهائن المفرج عنهم خضعوا لتقييم طبي أولي داخل الأراضي الإسرائيلية"، مضيفا "سيستمر جنود الجيش الإسرائيلي بمرافقتهم أثناء توجههم إلى المستشفيات الإسرائيلية، حيث سيتم لمّ شملهم مع عائلاتهم".
وأظهرت لائحة نشرها مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو أن بين الرهائن المفرج عنهم ثلاث فتيات وصبيا تراوح أعمارهم بين عامين وتسعة أعوام، إضافة إلى ستّ نساء تزيد أعمارهن عن 70 عاما.
وقالت مديرة مركز شنايدر الطبي للأطفال إفرات برون هارليف التي استقبلتهم "إن حالتهم الجسدية جيدة ويخضعون حاليًا لتقييم طبي وعاطفي".
وأعرب إسرائيلي عن "سعادته" بلقاء أسرته الجمعة بعد أن أفرجت عنها حماس، لكنه أكد أنه لا يستطيع "الاحتفال" بعودتها ما لم يطلق سراح جميع الرهائن الآخرين.
وقال يوني آشر في مقطع فيديو نشره منتدى عائلات الرهائن مساء الجمعة "أنا سعيد لأنني استعدت عائلتي. الشعور بالفرح جائز وكذلك ذرف الدموع. إنه أمر إنساني".
من جهتها، أفرجت إسرائيل عن 39 فلسطينيا حسب نادي الأسير الفلسطيني. وكانت هيئة الأسرى والمحررين التابعة للسلطة الفلسطينية نشرت بعد ظهر الجمعة لائحة تضم 39 اسما لأسرى فلسطينيين، هم 15 فتى و24 امرأة.
وشاهد مراسل فرانس برس عملية إطلاق سراح 28 منهم في بيتونيا بالضفة الغربية المحتلة، فيما نقل 11 آخرون للإفراج عنهم في القدس الشرقية المحتلة.
واستقبلت حشود كبيرة الأسرى الفلسطينيين عند نزولهم في بيتونيا، وهتف كثير منهم "الله أكبر". وأطلقت مفرقعات نارية أضاءت السماء هناك.
ورفع المشاركون عددا من المفرج عنهم على أكتافهم، ولوّحوا بالأعلام الفلسطينية ورايات حركتي حماس وفتح، وفق لقطات فيديو لفرانس برس.
وقالت مرح باكير البالغة 24 عاما والتي قبعت في السجن ثمانية أعوام، "أنا سعيدة، لكن تحريري جاء على حساب دماء الشهداء". أضافت "الحرية رائعة بعيدا عن جدران السجن الأربعة... لم أكن أعرف أي شيء عن أهلي، كانت إدارة السجن تتفنن بالعقوبات علينا".
قبل ذلك، أطلق الجيش الاسرائيلي الغاز المسيل للدموع لتفريق حشد من الفلسطينيين تجمعوا قرب سجن عوفر في الضفة الغربية.
وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إنها نقلت أربعة مصابين برصاص الجيش الإسرائيلي من أمام معسكر عوفر بينهم طفل يبلغ 12 عاما، كما نقلت شابا يبلغ 17 عاما إلى المستشفى "لإصابته بكسر بعد اعتداء قوات الاحتلال عليه قبل الإفراج عنه".
"ليس سوى بداية"
توصلت قطر، الوسيط الرئيسي، إلى جانب مصر والولايات المتحدة إلى اتفاق الهدنة القابلة للتمديد والتي تنص على تبادل 50 رهينة محتجزين في غزة بـ150 معتقلا فلسطينيا.
وأكد رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية الجمعة التزام الحركة "تنفيذ اتفاق (الهدنة) وإنجاحه طالما التزم العدو تنفيذه".
من جهته، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الجمعة التزامه "إعادة جميع المخطوفين". وقال إن إعادة الرهائن هي "من أهداف الحرب ونحن ملتزمون تحقيق كل أهداف الحرب".
في واشنطن، قال الرئيس جو بايدن إن الإفراج عن المجموعة الأولى "ليس سوى بداية"، مؤكدا وجود "فرص حقيقية" لتمديد الهدنة. واعتبر أن الوقت حان للعمل على "تجديد" حل الدولتين لإرسال سلام بين إسرائيل والفلسطينيين.
ورحبت ألمانيا بإطلاق الرهائن لدى حماس، مؤكدة أن بينهم أربعة إسرائيليين ألمان.
بدورها، رحبت فرنسا بما أنجِز في اليوم الأول للاتفاق. وأبدى الرئيس إيمانويل ماكرون "تصميمه" على تأمين الإفراج عن الرهائن الفرنسيين، فيما لم تشمل الدفعة الأولى أيا منهم.
وتحمل الهدنة بعض الهدوء لسكان غزة البالغ عددهم نحو 2,4 مليون نسمة بعد حملات قصف إسرائيلي عنيف منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر.
في ذلك اليوم شنّت حماس هجوما غير مسبوق على اسرائيل تسبّب بمقتل 1200 شخص غالبيّتهم مدنيّون حسب السلطات الإسرائيلية. وتحتجز حماس وفصائل فلسطينيّة رهائن قدّر عددهم بـ240 قبل تنفيذ التبادل.
ونفّذت إسرائيل قصفا مدمّرا على غزّة أوقع 14854 قتيلا حسب حماس.
وأوضحت الحركة أنّ بين القتلى 6150 طفلاً وأكثر من 4 آلاف امرأة. كما أصيب نحو 36 ألف شخص.
"عائد إلى بيتنا"
في غزة، بدأ منذ ساعات الفجر الأولى عشرات آلاف السكان مغادرة المدارس والمستشفيات التي احتموا فيها للعودة إلى بيوتهم في المناطق الشرقية الحدودية لخان يونس ورفح والبريج والمغازي ودير البلح التي غادروها قبل أسابيع.
وستتلقى السلطات الإسرائيلية عشية كل عملية إفراج لائحة بأسماء الرهائن الذين سيفرج عنهم في اليوم التالي.
وتبلغت الاسرائيلية مايان زين الخميس أن ابنتيها ليستا ضمن الدفعة التي أفرج عنها الجمعة. وكتبت عبر منصة إكس "هذا الأمر صعب جدا عليّ مع أنني سعيدة للعائلات الأخرى".
في القدس الشرقية، تحدثت الفلسطينية سميرة دويات عن احتمال الإفراج عن ابنتها شروق البالغة 26 عاما والتي أمضت نصف عقوبة من 16 عاما في السجون الإسرائيلية. وقالت لفرانس برس "أبكي وأضحك وارتجف".
ونشرت إسرائيل لائحة تضم أسماء 300 فلسطيني قد يفرج عنهم بينهم 33 امرأة و267 قاصرا دون التاسعة عشرة، وينتمي 49 منهم إلى حماس.
وقال باسم نعيم القيادي في حماس "اشترطنا إطلاق سراح الأسيرات الفلسطينيّات والأطفال من سجون الاحتلال حسب الأقدميّة".
ورحب المجتمع الدولي بالهدنة ورأى فيه خطوة أولى نحو وقف دائم محتمل للنار.
وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد كامرون بعد لقائه نتانياهو إنه "يعمل على حل سياسي طويل الأمد لهذه الأزمة".
وقبل دقائق من سريان الهدنة خرج عمر جبرين البالغ 16 عاما من أحد المستشفيات في جنوب قطاع غزة كان لجأ إليه مع ثمانية من أفراد عائلته.
وأكد لفرانس برس "أنا عائد إلى بيتنا".
الحرب "لم تنته بعد"
وفيما انطلقت عشرات السيارات والتوك توك والعربات التي تجرها حمير وأحصنة، ألقت مقاتلات إسرائيلية فوق جنوب قطاع غزة منشورات تحذر الناس من مغبة العودة شمالا. وكتب على هذه المنشورات "الحرب لم تنته" و"العودة إلى الشمال ممنوعة وخطرة جدا".
ويعتبر الجيش شمال قطاع غزة منطقة قتال وأمر كل المدنيين بمغادرتها.
وبعد 15 دقيقة تقريبا على بدء الهدنة، انطلقت صافرات الإنذار محذرة من هجوم صاروخي في بلدات تقع بمحاذاة قطاع غزة على ما أفاد الجيش الإسرائيلي دون إعطاء تفاصيل.
في جنوب لبنان، أفادت الوكالة الوطنية للإعلام ومصوّر فرانس برس، بأنّ الهدوء يسود على الحدود الجنوبية التي شهدت عمليات قصف متبادل بين حزب الله والجيش الإسرائيلي منذ بدء الحرب في غزة.
الهدنة "غير كافية"
وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الجمعة إن "إحياء مسار حل الدولتين فكرة استنفدت" داعيا إلى "الاعتراف بالدولة الفلسطينية".
وأكد لدى استقباله رئيسي الوزراء الإسباني والبلجيكي في القاهرة أن "إحياء مسار حل الدولتين فكرة استنفدت وقد لا يكون هو الأمر المطلوب".
في إسرائيل تعهدت الحكومة والجيش "مواصلة" القتال حتى "القضاء" على حماس بعد انتهاء الهدنة.
وأكد قائد الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي "نحن لا نوقف الحرب. سنواصل حتى النصر".
وقال الناطق باسم الجيش دانيال هغاري "السيطرة على شمال قطاع غزة هي المرحلة الأولى من حرب طويلة ونستعد للمراحل التالية".
إلا أن سفير فلسطين في الأمم المتحدة رياض منصور دعا إلى استغلال هذه الهدنة لمنع استئناف القتال في غزة.
وألحق القصف في الأسابيع الأخير دمارا هائلا في غزة وسبّب أزمة إنسانية حادة حسب الأمم المتحدة مع نزوح نحو 1,7 مليون من أبناء هذا القطاع إلى حيث تدخل المساعدات ببطء شديد.
وتفيد قطر بأن الهدنة ستتيح أيضا دخول عدد أكبر من المساعدات الإنسانية بما يشمل الوقود.
وأتاحت الهدنة إدخال مزيد من المساعدات الإنسانية الى القطاع عبر معبر رفح الحدودي.
وقالت الأمم المتحدة إنه تمّ تفريغ 137 شاحنة من المساعدات الجمعة.
إضافة إلى المساعدات، تمكن 144 فلسطينيا كانوا عالقين في مصر من الدخول إلى القطاع عبر رفح، حسب مسؤول الإعلام في الجزء الفلسطيني من معبر رفح.
لكن منظمات غير حكومية دولية تعتبر أن الهدنة "غير كافية" لإدخال المساعدات الضرورية وتطالب بوقف دائم للنار.
وقال ميسرة الصباغ البالغ 42 عاما والنازح من مدينة غزة إلى خان يونس في جنوب القطاع "هدنة لإدخال بعض المساعدات لا نريدها، نريد العودة إلى بيوتنا".
أكملوا الحوار على حساباتنا على فيسبوك وتويتر وانستغرام.
اشتركوا في قناة SBS Arabic على YouTube لتشاهدوا أحدث القصص والأخبار الأسترالية.