"العمل عن بعد" هو الواقع الجديد

الشركات الكبرى رابحة وأصحاب التجارات الصغيرة غير مستفيدين

Working from home during lockdown.

During a work/ school batch no-one is allowed to interrupt anyone else. Source: Moment RF

العمل من المنزل\عن بعد

إذا رأيت الاختصار wfh قبل بضعة أشهر على شبكات التواصل الاجتماعي لما فهمت ما المقصود به. أما اليوم فالكثيرين يقرأونه بسهولة كاختصار لجملة working from home أو العمل من المنزل. 

فرضت قواعد التباعد الاجتماعي على الجميع، ترك مسافة 1.5 متراً بين الافراد لتقليل فرصة الاصابة بالعدوى. الكثير من أماكن العمل لم تكن مصممة لأخذ ذلك الإجراء بعين الاعتبار. النتيجة كانت، إرسال الملايين من الموظفين حول العالم لمنازلهم مؤقتاً، حتى تعود الأمور "إلى طبيعتها". هكذا اعتقد البعض في بداية الأزمة، قبل أن تتوافر المعلومات الكافية من الخبراء حول مدى استمراريتها.

ولكن بعد فترة قصيرة بدأت الشركات بالطلب من موظفيهم أن يعملوا من منازلهم. ما لم تتوقعه بعض الشركات هو سهولة وكفاءة العمل من المنزل. انتشار الانترنت سهل من مشاركة الملفات والمستندات بشكلٍ فوري. البريد الالكتروني وخدمات الاتصال عبر الانترنت مثل Zoom وTeams وغيرها حلت محل الاجتماعات العادية. 

أعلن الرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك مارك زاكربيرغ عن انتقال 50% من موظفيهم إلى تدابير "العمل عن بعد" مع حلول العام 2030. وأضاف أن 40% من موظفي الشركة أعربوا عن رغبتهم بالاستمرار في العمل عن بعد. و50% أبدوا رغبتهم في العودة إلى المكتب في أقرب فرصة.
كما أعلن عملاق شبكات التواصل الاجتماعي تويتر عن مدهم لاغلاق مكاتبهم حتى أيلول\سبتمبر، وأن سياسة العمل من المنزل باقية لمن أراد.
قرار اعادة فتح المكاتب يعود إلينا. قرار العودة إلى المكاتب أو العمل من المنزل يعود لموظفينا. الأشهر القليلة الماضية أثبتت امكانية تحقيق تلك التدابير. إذا كان موظفونا في وضعٍ يسمح لهم بالعمل من المنزل وأرادوا الاستمرار على ذلك إلى الأبد، سندعمهم. هكذا قال متحدثٌ باسم شركة تويتر.
بالنسبة للكثير من الشركات، أعمالهم ومشاريعهم لم تتأثر سلباً على الإطلاق. بل ومنهم من رحب ودعم سياسات العمل من المنزل، حتى قبل الكورونا.

فوائد غير متوقعة

"رب ضارةٍ نافعة": هكذا تقول الحكمة العربية، ولربما تنطبق اليوم أكثر من أي وقتٍ مضى. فعلى سبيل المثال، العمل من المنزل سمح للآباء والأمهات قضاء وقت أكثر مع عائلاتهم وأولادهم. 

ومن جانبٍ آخر تقول الطبيبة المتخصصة في علم النفس التنظيمي (Organisational Psychology)رايتشل سيتي، إن العمل على مكاتب مشتركة في مساحات داخلية مفتوحة ، نظام قديم استخدمته الشركات لتقليص مصروفاتها والموارد المستهلكة.
حدسي يقول إن هذه الأنظمة القديمة سيتم إعادة دراستها، نظراً لسلبيات النظافة المتعلقة باستخدام أكثر من شخص لنفس المساحة ونفس لوحة المفاتيح. ولكن اذا زاوجنا ما بين مساحات العمل المشتركة والعمل من المنزل، قد نحصل على نتائج جيدة جداً
العمل من المنزل أيضاً مفيد لأصحاب الشركات الكبرى الذين سيستطيعون الآن التخلص من مكاتبهم الكبيرة التي كانت تكلفهم مصروفات كبيرة سنوياً من إيجارات عقارات ومعدات وموظفين لادارة المكاتب. 

كما قالت سيتي إن في السابق كان متوقعاً من الموظفين المرضى أن يأتوا إلى العمل على أي حال لإثبات مدى حرصهم على العمل. هذا الأمر توقف مع كورونا، حيث أصبح المدراء أكثر تفهماً وتقبلاً لعمل الموظفين من منازلهم في حال إبلاغهم عن أية أعراض مرضية حتى وإن كانت طفيفة. الآن بإمكان الموظف العمل من المنزل.

هذا هو الواقع الجديد!

وظائف يزداد عليها الطلب

من ناحيةٍ أخرى، غيرت الكورونا من سوق العمل، حيث أن الشركات التقنية والمتخصصة في الأمن الالكتروني شهدت ارتفاع في حجم الطلب والمشاريع. ويتوقع الخبراء ازدياد الطلب على هذا النوع من الوظائف في المستقبل القريب، مما يفتح المجال أمام المتقدمين على العمل من هذه المجالات وخصوصاً حديثي التخرج من دراسات علوم الحاسوب والبرمجة.

بعض الأعمال الصغيرة غير مستفيدة

كما هو الحال بعد أي تغيرات كبيرة، ينتج رابحين وخاسرين. ربما انتفعت الشركات الكبرى من تقليص مصروفاتها، وارتاح موظفوها من مشاوير الذهاب إلى المكتب، ولكن بعض أصحاب المحلات التجارية الصغيرة، غير مستفيدين. 

إجراءات العزل والتباعد الاجتماعي منعت المطاعم والمقاهي من استضافة الزبائن لفترة من الفترات. الآن من تخفيف إجراءات العزل، أصبح بامكانهم  اعادة فتح أبوابهم للزبائن. ولكن طبيعة عملهم لن تناسب نموذج "العمل عن بعد". ولذلك أعلنت حكومة موريسون اليوم عن حملة لدعم أصحاب المحلات التجارية الصغيرة وخصصوصاً المهاجرين منهم. حيث قال آلان تادج وزير المدن والبنية التحتية إن:
ثلث المحلات التجارية الأسترالية يملكها مهاجرون ولذلك نريد أن نراهم يفتحون أبوابهم مرة أخرى لزبائنهم وموظفيهم بشكلٍ آمن. Image
وكجزءٍ من نشر الوعي، ستقوم الحكومة بنشر النصائح والإرشادات المصدق عليها لضمان إعادة فتح المحلات بشكلً آمن، بـ62 لغة. 

ومن ، تحضير خطة لتثقيف العاملين والزبائن عما يمكن توقعه أصناء ساعات العمل في الحياة اليومية، تحضير خطة مسبقة للتعامل مع اكتشاف اصابة أحد العاملين. بالإضافة إلى ضمان ترك مسافة 1.5 للتباعد الاجتماعي وتشجيع جميع العاملين على غسل أيديهم بشكل متكرر بالماء والصابون لمدة 20 ثانية على الأقل أو استخدام مطهر كحولي لليدين، وممارسة النظافة الصحية الجيدة. 

وأخيراً تنصح الشركات، السماح للعاملين بالعمل من المنزل حيثما أمكن.

يجب على جميع الأشخاص في أستراليا الحفاظ على مسافة لا تقل عن متر ونصف المتر بينهم وبين الآخرين، راجع القيود المفروضة على التجمعات في ولايتك.

اختبارات الكشف عن فيروس كورونا متوافرة بكثرة الآن في أستراليا، إذا كنت تعاني من أعراض البرد أو الأنفلونزا، تقدم للخضوع للاختبار عن طريق الاتصال بطبيبك الخاص، أو اتصل بالخط الساخن الخاص بالمعلومات الصحية الخاصة بفيروس كورونا على رقم 1800020080.

التطبيق الحكومي الخاص بتتبع حالات الإصابة بفيروس كوروناCOVIDSafe متاح الآن للتحميل من على منصة التطبيقات الخاصة بهاتفك.


شارك
نشر في: 22/05/2020 1:03pm
آخر تحديث: 22/05/2020 1:10pm
By Nabil Al Nashar