في منشور نشره على منصته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشال"، كتب ترامب: "فلاديمير، توقّف!"، معبّرًا عن "استيائه الشديد" من توقيت الهجمات التي وصفها بـ"غير المناسب على الإطلاق"، خصوصًا في ظل الجهود التي يبذلها هو شخصيًا لإيجاد مخرج دبلوماسي للصراع المستمر منذ شباط/فبراير 2022.
هجوم روسي هو الأعنف منذ أشهر
الهجوم الأخير، الذي شنّته القوات الروسية ليل الأربعاء الخميس، شمل إطلاق 70صاروخًا و145 مسيّرة هجومية، مستهدفًا ست مناطق أوكرانية ومدنًا عدّة، من بينها العاصمة كييف، حيث أفاد شهود عيان بمشاهد مروّعة لجثث ممددة في شوارع حيّ سكني ومبانٍ مدمرة بفعل الانفجارات.
ووصف سكان العاصمة اللحظات الأولى للهجوم بأنها كانت "مرعبة". وزارة الدفاع الروسية أكّدت أن الهجوم استهدف "شركات مرتبطة بالمجمّع العسكري الصناعي الأوكراني"، مستخدمة "أسلحة دقيقة بعيدة المدى"، حسب وصفها.
تنديد دولي واسع... وتصريحات مثيرة من ترامب
أثارت الهجمات الروسية ردود فعل دولية غاضبة. فقد وصفت بريطانيا الضربات بـ"حمّام دم ارتكبه بوتين"، بينما اعتبر الاتحاد الأوروبي أن المشاهد المروعة تُثبت أن الكرملين هو "العائق الأكبر في وجه السلام".
وفيما اضطر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى اختصار زيارته إلى جنوب إفريقيا بسبب القصف، اتّهم موسكو باستخدام صاروخ "صنع في كوريا الشمالية"، ما يشكّل سابقة خطيرة في مسار الحرب.
ترامب، الذي يقود مبادرة دبلوماسية لوقف الحرب، صعّد من لهجته ضد زيلينسكي أيضًا، متهمًا إياه بالإدلاء بـ"تصريحات تحريضية" حول شبه جزيرة القرم، وذلك بعد تداول معلومات عن مباحثات أميركية روسية سرّية قد تشمل الاعتراف بضم القرم إلى روسيا.
وقال ترامب إن "كييف خسرت القرم قبل سنوات، ولن تتمكن من استعادتها"، داعيًا الحكومة الأوكرانية إلى قبول الشروط الأميركية لتسريع إنهاء الحرب، محذرًا من أن الرفض "لن يؤدي سوى إلى إطالة أمد المجازر".
من جهته، أيّد الكرملين الموقف الأميركي بشكل واضح، إذ صرّح بأنه "متفق تمامًا" مع ترامب فيما يتعلق بالقرم.
LISTEN TO
بين الهزل والوعي: كيف يحوّل مهاجر عربي الكوميديا إلى أداة للتمكين السياسي في أستراليا
SBS Arabic
11:06
أفق ضبابي للحل الدبلوماسي
تأتي هذه التطورات بينما تعثّرت مفاوضات رباعية كانت مقرّرة في لندن بين الولايات المتحدة وأوكرانيا وفرنسا وبريطانيا، وذلك بعد تسريبات صحفية عن تفاوض أميركي روسي حول القرم. ويبدو أن القصف العنيف على كييف وجّه ضربة قاسية لهذه المساعي، ما يزيد من تعقيد المشهد السياسي والعسكري في أوكرانيا.
في غضون ذلك، يبقى المدنيون الأوكرانيون في عين العاصفة، يعانون من ويلات الحرب التي لا تزال تسير في طريق مسدود، مع استمرار القصف اليومي وغياب أي أفق لوقف إطلاق النار في الأمد المنظور.
