تحذير: هذا المحتوى قد يكون مزعجا للبعض
بدأت سلسلة من الغارات الجوية تستهدف مواقع حول منزل زوزان حسن الأم لطفلين والحامل في توأم بالشهر التاسع في عام 2011 بمدينة حلب.
وكانت تعيش زوزان في الطابق العلوي مع أسرتها المكونة من أربعة أفراد، إلا ان تصاعد حدة الغارات دفعها للهروب.
وتقول زوزان البالغة من العمر 39 عاما "المبنى كان يتساقط، لذا هربت مع طفلي الصغيرين، شعرت بآلام المخاص وولد توأمها ميتا على جانب الطريق."
وكانت زوزان مغطاة بالدماء، لتنقل إلى المستشفى من قبل غرباء إلا أن المستشفى رفض استقبالها لعدم وجود أسرة شاغرة، لتترك بعذ على جانب الطريق خارج المستشفى.
وتتابع قائلة "ساعدتني سيدة في الشارع وأخذتهم ودفنتهم ..حتى يومنا هذا، لا أعرف أين دفنوا."ويصادف اليوم مرور عقد على بدء الحرب في سوريا التي اندلعت في 15 مارس/آذار 2011 شمن إطار ما سمي بالربيع العربي حيث، خرج المتظاهرون في سوريا إلى الشوارع للمطالبة بإنهاء نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
Zuzan Hassan Source: SBS News
وصعدت الجماعات المسلحة، المدعومة من الدول العربية والغربية، سريعًا إلى السلطة، ليسيطروا على المدن الكبرى بما في ذلك حمص وأجزاء من حلب.
على مدى السنوات العشر الماضية، ضمت الحرب لتشمل العديد من الدول بما في ذلك روسيا والولايات المتحدة وتركيا وإيران. كما ولدت واحدة من أخطر الجماعات الإرهابية في العالم مع صعود ما يسمى بتنظيم داعش إلى السلطة في يونيو/تموز 2014 ، الذي استولى على عدة مناطق في جميع أنحاء سوريا والعراق وأعلن "دولة الخلافة".
من جهته، يقول ديفيد توك من اللجنة الدولية للصليب الأحمر "لا أعتقد أن الكثير منا كان يتخيل قبل 10 سنوات أن ما بدأ على شكل احتجاجات في الشوارع سيتصاعد بالطريقة نفسها تماما، وسيستمر لعقد من الزمان".وفرت هي وعائلتها إلى العراق في أبريل / نيسان 2012 ، حيث مكثوا حتى حصلوا على تأشيرة إنسانية من الأمم المتحدة للهجرة إلى أستراليا بعد خمس سنوات.
Zuzan Hassan, her husband Kamiran Gharib and their children, Issa, Sidra, Shams & Everest Source: SBS News
والأسرة من بين 12 مليون سوري ما زالوا نازحين حتى اليوم، حيث لجأ أكثر من خمسة ملايين شخص في جميع أنحاء العالم، من بينهم أكثر من 30 ألف في أستراليا.
وقتل أكثر من 400 ألف شخص نتيجة هذه الحرب.
وتعيش زوزان وزوجها كاميران غريب وأطفالهما الأربعة - عيسى وسدرة وشمس وإفرست الآن في Coffs Harbour على الساحل الشمالي لنيو ساوث ويلز. إلا أن رعب الحرب الذي عانوه لا يزال قاسيا اليوم. والأسرة من الأزيديين، وهي أقلية عرقية من شمال العراق.
واستطردت زوزان قائلة “نحن أزيديون. لم يكن مسموحا لنا حتى أن نقول إننا أزيديون.
وتضاف زوزان "والكتابة بأنك كردي كانت غير قانونية في جميع الوثائق."
وشرحت "عندما أتيت لأول مرة ، كان الأمر صعبًا حقًا ، وشعرت أنني أختنق، ولا أثق بأحد".فادي عبو
Zuzan Hassan and her kids Issa, Sidra, Shams & Everest. Source: SBS News
وحاليا، تمكن بعض أولئك الذين فروا من العيش بنجاح في أستراليا، ومن بينهم فادي عبو البالغ من العمر 17 عامًا والذي فر من سوريا مع أسرته في سن الثامنة. أما اليوم، هو الرئيس التنفيذي لشركته الخاصة في ملبورن.
ويقول فادي "لقد كان الأمر صعبا للغاية مع مغادرة مسقط رأسك ، كنت صغيرًا جدًا ... لذلك كان هناك الكثير لاستيعابه."
ونظرًا لصغر سنه، لم يفهم فادي تماما ما كان يحدث وغالبا ما كان يعتمد على أخيه الأكبر للحصول على الدعم.
Fadi Abo at his Collins Street office. Source: SBS News
وسافرت عائلة فادي أولا إلى فرنسا ، ثم إلى الولايات المتحدة لمدة عامين، قبل أن تستقر في أستراليا.
وفي سن الرابعة عشرة، افتتح متجر مستحضرات التجميل الخاص به على الإنترنت.
Fadi Abo as a child with his older brother in Syria. Source: SBS News
باتيل
والنجاح لم يكن حكرا على فادي فقط بل حققت باتيل ماكارديج هاغوب (20 عاما) نجاحا في أستراليا.
وتقول باتيل "أثناء وجودنا في سوريا بدأت في التخطيط للمستقبل وأحلم بما يمكنني فعله في أستراليا؟ لأن الوضع كان واضحا، بالنسبة لي، أنه بعد خمس أو ست سنوات قد يكون من المستحيل العودة إلى حيث اعتدنا ".
وكانت باتيل تبلغ من العمر 11 عامًا وتعيش في حلب مع أسرتها عندما اندلعت الحرب.والآن، بعد أربع سنوات فقط في أستراليا، حققت بالفعل أحد طموحاتها الأكاديمية وهي دراسة العلوم في جامعة سيدني.
Source: SBS News
أما حلمها التالي هو أن تعزف على البيانو في دار الأوبرا سيدني.