شنت إسرائيل الأحد غارات دامية على قطاع غزة ولبنان أوقعت عشرات القتلى بينهم أطفال عدة ، وفق ما أفادت مصادر فلسطينية ولبنانية.
ويسعى الجيش الإسرائيلي إلى إضعاف حماس وحزب الله في الحرب التي اندلعت إثر هجوم الحركة الفلسطينية غير المسبوق على أراضيها في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 والذي خلف 1206 قتلى معظمهم مدنيون بحسب البيانات الرسمية الإسرائيلية.
وخلفت الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة 43603 قتلى على الأقل غالبيتهم من النساء والأطفال، بحسب وزارة الصحة التي تديرها حماس، وتسبب في كارثة إنسانية في القطاع الفلسطيني.
فتح حزب الله جبهة "إسناد" لغزة وحماس ضد إسرائيل في 8 تشرين الأول/أكتوبر 2023، تحولت إلى حرب مفتوحة في 23 أيلول/سبتمبر مع حملة قصف إسرائيلية مكثفة استهدفت بشكل رئيسي معاقل الحزب اللبناني.
والأحد، أفاد الدفاع المدني في غزة بسقوط "25 شهيدا" بينهم 13 طفلا، وإصابة أكثر من 30 شخصا، جراء ضربة استهدفت منزلا في جباليا بشمال القطاع.
وأشار مراسل وكالة فرانس برس إلى أن المبنى دمر بالكامل وتحول إلى كومة من الحجارة.
اقرأ المزيد
قطاع غزة: التاريخ والجغرافيا والبشر
"تخفيف المخاطر"
من جهته، قال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف موقعا في جباليا "حيث كان إرهابيون ينشطون"، في إشارة إلى حماس التي تصنفها إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي "منظمة إرهابية". وقال متحدث عسكري "قبل الضربة، تم اتخاذ العديد من الإجراءات للحد من مخاطر إصابة المدنيين".
وقتل خمسة أشخاص على الأقل في غارة أخرى طالت منزلا في حي الصبرة بمدينة غزة، بحسب الدفاع المدني الفلسطيني.
يشنّ الجيش منذ السادس من تشرين الأول/أكتوبر الماضي هجوما جويا وبريا في شمال غزة، وخصوصا في مناطق جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون، قائلا إن الغرض منه منع مقاتلي حماس من إعادة تشكيل صفوفهم.
عبر القضاء على قياداتها في الأشهر الأخيرة، وجهت إسرائيل ضربات قوية لحركة حماس التي سيطرت على السلطة في غزة عام 2007 بعد عامين من انسحاب إسرائيل من القطاع الذي احتلته لمدة 38 عاما.
وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك الأحد إن "جزءا كبيرا من أكثر من مليوني شخص يعاني من سوء التغذية الحاد ويعيش في ظروف لا توصف".
Palestinians gather at the site of an Israeli strike in the courtyard of the Al-Aqsa Hospital where displaced people live in tents, in Deir al-Balah, Gaza Strip, Saturday, Nov. 9, 2024. (AP Photo/Abdel Kareem Hana) Source: AP / Abdel Kareem Hana/AP
ويتواصل احتجاز 97 رهينة في غزة، من بينهم 34 أعلن الجيش موتهم، من إجمالي 251 شخصا خطفوا خلال هجوم حماس على إسرائيل.
أفرج عن عشرات الرهائن والمعتقلين الفلسطينيين في سجون إسرائيل خلال هدنة استمرت أسبوعا في تشرين الثاني/نوفمبر 2023.
لكن المفاوضات تعطلت مذاك، وعلّقت قطر السبت الوساطة التي كانت تقوم بها مع الولايات المتحدة ومصر، وذلك إلى حين "توافر الجدّية اللازمة" في المفاوضات بين إسرائيل وحماس، وفق ما أعلنت الخارجية القطرية.
ضربات دامية على لبنان وسوريا
في لبنان الواقع عند حدود إسرائيل الشمالية، يواصل الجيش الإسرائيلي ضرباته على جنوب البلاد وشرقه حيث وجود واسع لحزب الله.
في شرق البلاد، قُتل ما لا يقل عن 12 شخصا في غارات على بعلبك وثلاثة آخرون في بلدة القصر، وفق ما أعلنت وزارة الصحة الأحد. وفي جنوب البلاد قُتل ثلاثة مسعفين من الهيئة الصحية الإسلامية التابعة لحزب الله في ضربة إسرائيلية على مركزهم في بلدة عدلون الساحلية.
كذلك، قصف الجيش الإسرائيلي بلدة علمات الشيعية الواقعة في منطقة جبيل ذات الغالبية المسيحية شمال بيروت، ما أدى إلى مقتل 23 شخصا بينهم سبعة أطفال، حسبما أفادت وزارة الصحة.
epaselect epa11712978 A member of the Lebanese Red Cross stands nearby as rescuers and civilians inspect a site targeted by an Israeli airstrike, in Almat, Jbeil District, Lebanon, 10 November 2024. The Lebanese Health Ministry's Emergency Operations Center stated that at least 23 people were killed, including seven children, and six others were injured as a result of the Israeli strike on Almat. According to the Lebanese Ministry of Health, more than 3,100 people have been killed and over 13,800 others injured in Lebanon since the escalation in hostilities between Israel and Hezbollah. EPA/WAEL HAMZEH Source: EPA / WAEL HAMZEH/EPA
في موقع الغارة في علمات، أظهرت صور لفرانس برس عناصر إسعاف وهم يبحثون بين أنقاض المنزل المستهدف الذي سويّ بالأرض، فيما عملت جرافة كبيرة على رفع الركام.
بالإضافة إلى الغارات الجوية اليومية، تشن القوات الإسرائيلية هجوما بريا منذ 30 أيلول/سبتمبر على القرى والبلدات الحدودية في جنوب لبنان.
وتقول إسرائيل إنها تريد تحييد حزب الله في المناطق الحدودية للسماح بعودة نحو 60 ألفا من سكان شمال إسرائيل الذين اضطروا للنزوح من منازلهم جراء تبادل إطلاق النار مع حزب الله.
كذلك، أعلنت إسرائيل للمرة الأولى مسؤوليتها عن تفجيرات أجهزة اتصال مفخخة كان يحملها عناصر في حزب الله في 17 و18 أيلول/سبتمبر، ما أدى بحسب السلطات اللبنانية إلى مقتل نحو أربعين شخصا وإصابة ما يقرب من 3000 آخرين. وأقر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الأحد بأنه أعطى الضوء الأخضر للعملية.
ومساء الأحد أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض مسيرتين قادمتين من جهة الشرق. وفي الأسابيع الأخيرة أعلنت فصائل عراقية موالية لإيران مسؤوليتها عن شن عدة هجمات بواسطة مسيرات على إسرائيل.
في دمشق، قتل تسعة أشخاص الأحد بينهم قيادي في حزب الله في غارة إسرائيلية استهدفت منطقة السيدة زينب الواقعة جنوب العاصمة السورية، كما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان مضيفا أن المبنى المستهدف يقطنه عناصر من حزب الله اللبناني.