سبعة قتلى في لبنان إثر توتّر على الحدود مع سوريا وغارات إسرائيلية على محيط مدينة درعا

أعلن الجيش اللبناني تعرض المنطقة "لقصف مركّز من الجانب السوري"، مضيفا أن وحداته قامت بالرد "على مصادر النيران بالأسلحة المناسبة".

Syria Lebanon Border Clashes

Syrian troops gather in the village of Hawsh al-Sayyid Ali, located 2 km (1.24 miles) from the Lebanon border, Syria, Monday, March 17, 2025. Lebanon's president ordered troops to retaliate for gunfire from the Syrian side of the border after renewed fighting broke out overnight along the frontier. (AP Photo/Omar Albam) Source: AP / Omar Albam/AP

للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغطوا على

قُتل سبعة أشخاص في لبنان جراء أعمال العنف على الحدود الشرقية مع سوريا، على ما أعلنت وزارة الصحة، بعد مواجهات اندلعت الأحد في المنطقة إثر مقتل ثلاثة عسكريين سوريين.

وبعد يومين من المواجهات، اتفق الجانبان اللبناني والسوري على "وقف النار"، على ما أعلنت وزارة الدفاع اللبنانية الاثنين.
وقالت الوزارة في بيان إن وزير الدفاع اللبناني ميشال منسى أجرى اتصالا مع نظيره السوري مرهف أبو قصرة بحثا خلاله "التطورات على الحدود اللبنانية-السورية"، مضيفا أنه "جرى الاتفاق على وقف النار بين الجانبين".

وأدّى التوتّر على الحدود بين البلدين منذ الأحد إلى "استشهاد سبعة مواطنين وجرح اثنين وخمسين آخرين" وفق وزارة الصحة، موضحة أن ستّة منهم قضوا الاثنين، بينما قتل فتى يبلغ 15 عاما الأحد.

وبدأ التوتر ليل الأحد على الحدود وفق ما قال مصدر امني لبناني لفرانس برس، إثر دخول "ثلاثة عناصر من الأمن العام السوري الى الأراضي اللبنانية في بلدة القصر، حيث تعرضوا لإطلاق نار من أفراد عشيرة تنشط في مجال التهريب"، ما أسفر عن مقتلهم.

واتهمت وزارة الدفاع السورية الأحد حزب الله "بخطف ثلاثة من عناصر الجيش العربي السوري على الحدود اللبنانية (...) قبل أن تقتادهم للأراضي اللبنانية وتقوم بتصفيتهم"، الأمر الذي نفاه حزب الله "بشكل قاطع".

وتجدّدت الاشتباكات مساء الاثنين في منطقة حوش السيد علي الحدودية وفق "الوكالة الوطنية للإعلام" الرسمية اللبنانية.
Lebanon President
Newly-elected Lebanese President Joseph Aoun sits at the presidential palace in Baabda, east of Beirut, Lebanon, Thursday, Jan. 9, 2025. (AP Photo/Bilal Hussein) Source: AP / Bilal Hussein/AP
وأعلن الجيش اللبناني تعرض المنطقة "لقصف مركّز من الجانب السوري"، مضيفا أن وحداته قامت بالرد "على مصادر النيران بالأسلحة المناسبة".

وأكّد استمرار "الاتصالات بين قيادة الجيش والسلطات السورية لاستعادة الهدوء وضبط الوضع في المنطقة الحدودية".

وقال مصدر في وزارة الدفاع السورية بحسب ما نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" الاثنين إن الوزارة بدأت "تمشيط الأراضي والقرى السورية المحاذية للحدود اللبنانية غرب مدينة القصير".

وأضاف أن الهدف هو "طرد" حزب الله من "القرى والمناطق السورية التي يتخذها كأماكن موقتة لعمليات التهريب وتجارة المخدرات".

وأعلنت من جهتها المديرية العامة للإعلام في محافظة حمص المجاورة للحدود مع لبنان "إصابة مصور وصحافي على الحدود السورية اللبنانية"، متهمة حزب الله بـ"استهدافهما بصاروخ موجه".

"تدابير أمنية"

وكان الرئيس اللبناني جوزيف عون اعتبر في منشور على منصة اكس الإثنين أن "ما يحصل على الحدود الشرقية والشمالية الشرقية لا يمكن أن يستمر، ولن نقبل باستمراره".

وأضاف "أعطيتُ توجيهاتي للجيش اللبناني بالردّ على مصادر النيران".

وكان الجيش اللبناني أعلن أنه نفّذ "تدابير أمنية استثنائية وأجرى اتصالات مكثفة" منذ ليل الأحد سلّم نتيجتها الجثامين الثلاثة للجانب السوري.

وفي ختام جلسة للحكومة، أعلن وزير الإعلام بول مرقص أن الحكومة أوعزت الى الوزراء المعنيين "برفع مستوى التنسيق مع السلطات السورية المختصة لمعالجة هذه الأمور وأُعطيت التعليمات اللازمة للتشدد في ضبط الحدود".

وشكلت الحكومة لجنة وزارية برئاسة رئيس الوزراء نواف سلام وعضوية وزراء الداخلية والدفاع والمالية والعدل والأشغال "لاقتراح التدابير اللازمة لضبط ومراقبة الحدود ومكافحة التهريب".

وتضم الحدود بين لبنان وسوريا معابر غير شرعية، غالبا ما تستخدم لتهريب الأفراد والسلع والسلاح.

وأطلقت السلطات السورية الشهر الماضي حملة أمنية في محافظة حمص الحدودية، لإغلاق الطرق المستخدمة في تهريب الأسلحة والبضائع.
Syria Lebanon Border Clashes
Syrian troops maneuver in the village of Hawsh al-Sayyid Ali, located 2 km (1.24 miles) from the Lebanon border, Syria, Monday, March 17, 2025. Lebanon's president ordered troops to retaliate for gunfire from the Syrian side of the border after renewed fighting broke out overnight along the frontier. (AP Photo/Omar Albam) Source: AP / Omar Albam/AP
واتهمت حزب الله، الذي شكل أبرز داعمي الرئيس المخلوع بشار الأسد، بشن هجمات، وكذلك برعاية عصابات تهريب عبر الحدود.

ومن بروكسل، أكد وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني أن السوريين "لن يتسامحوا مع أي محاولة للمساس بالسيادة السورية"، متهما "جهات خارجة عن القانون" بينها "بعض الميليشيات المتمركزة على حدودنا مع دول الجوار" من دون ان يسميها، بتشكيل "تهديد مستمر" لأمن بلاده واستقرارها.

ثلاثة قتلى في غارات إسرائيلية على محيط مدينة درعا

قُتل ثلاثة أشخاص في غارات إسرائيلية استهدفت مساء الاثنين محيط مدينة درعا في جنوب سوريا، على ما أعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا"، فيما قال الجيش الإسرائيلي إنه شنّ ضربات على "أهداف عسكرية".

وأفادت "سانا" بـ"استشهاد ثلاثة مدنيين وإصابة آخرين جراء الغارات الجوية التي شنّتها طائرات الاحتلال الإسرائيلي على محيط مدينة درعا".

وجاء في بيان للمكتب الإعلامي لوزارة الصحة السورية "3 شهداء و19 إصابة في صفوف المدنيين بينهم 4 أطفال وامرأة نتيجة استهداف طيران الاحتلال الإسرائيلي محيط مدينة درعا".
Israel boosts troop presence on Golan Heights amid developments in Syria
epaselect epa11970293 An Israeli tank patrolling along the security fence before entering the buffer zone between Israel and Syria, near the Druze Village of Majdal Shams, in the Israeli-annexed Golan Heights, 17 March 2025. Israel is boosting troop presence on the Golan Heights amid developments in Syria. EPA/ATEF SAFADI Source: EPA / ATEF SAFADI/EPA
وأعلن الجيش الاسرائيلي من جهته أنه شنّ مساء الإثنين ضربات على "أهداف عسكرية" في جنوب سوريا، وخصوصا على "مراكز قيادة ومواقع عسكرية".

وقال الجيش في بيان إنّه "يقصف حاليا أهدافا عسكرية في جنوب سوريا، بينها مراكز قيادة ومواقع عسكرية تحوي أسلحة وآليات عائدة الى النظام السوري السابق".

واستهدفت غارات إسرائيلية محيط مدينة درعا في جنوب سوريا مساء الإثنين على ما أفادت "سانا"، بينما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنّ الغارات طالت مقرا عسكريا كان يتبع للجيش السابق، ويضمّ قوات من الجيش السوري الجديد.

وأوضح المرصد أن "المقاتلات الحربية الإسرائيلية استهدفت بعدة غارات جوية اللواء 132 في مدينة درعا المحطة ممّا أدّى لتصاعد ألسنة اللهب، وهرعت سيارات الإسعاف والإطفاء إلى المكان المستهدف"، مضيفا أن هناك "أنباء عن وقوع إصابات".
وأتى هذا القصف بعدما أعلنت اسرائيل أنّها شنّت غارة جوية الأسبوع الماضي على دمشق استهدفت مقرا لحركة الجهاد الاسلامي الفلسطينية، قال المرصد السوري إنها أدت إلى مقتل شخص على الأقل.

وتعهّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو حينها شنّ مثل هذه الضربات ضد "كل من يهاجمنا" في المنطقة.

وقال في بيان مصور "هاجمنا مقرا للجهاد الإسلامي في قلب دمشق. فعلنا ذلك لأن لدينا سياسة واضحة: من يهاجمنا أو يخطط لمهاجمتنا، سنضربه". وتابع "هذا لا ينطبق فقط على سوريا، بل في كل مكان، بما في ذلك لبنان".

وإثر إطاحة فصائل معارضة الأسد في كانون الأول/ديسمبر، شنّت اسرائيل مئات الغارات على منشآت عسكرية وقواعد بحرية وجوية في أنحاء سوريا، قالت إن هدفها منع استحواذ الإدارة الجديدة على ترسانة الجيش السابق.

كما توغل الجيش الإسرائيلي داخل المنطقة العازلة المنزوعة السلاح في الجولان، والواقعة على أطراف الجزء الذي تحتله من الهضبة السورية.

وطالب نتانياهو في شباط/فبراير بجعل جنوب سوريا منزوع السلاح بشكل كامل، محذرا من أن حكومته لن تقبل بوجود القوات الأمنية التابعة للسلطات الجديدة في سوريا قرب حدودها.

للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغطوا على

أكملوا الحوار عبر حساباتنا على و

اشتركوا في لتشاهدوا أحدث القصص والأخبار الأسترالية.

شارك
نشر في: 18/03/2025 11:35am
المصدر: SBS