في أعقاب ضربات جوية شنتها الهند على ما وصفته بـ"معسكرات إرهابية" في باكستان، اندلع قصف عنيف بين الجيشين على جانبي خط المراقبة في كشمير، ما أدى إلى سقوط ضحايا من الطرفين. وأكدت نيودلهي أن عملياتها العسكرية جاءت ردًا على هجوم وقع في 22 أبريل على الجزء الخاضع لسيطرتها من كشمير، وأسفر عن مقتل 26 مدنيًا.
تصعيد بالطائرات المسيّرة وصواريخ "هاروب"
صباح اليوم، استيقظت مدينة لاهور، القريبة من الحدود الهندية، على أصوات انفجارات، فيما أعلنت وزارة الدفاع الهندية أن قواتها "حيّدت" الدفاعات الجوية الباكستانية هناك، في ردّ على هجوم بطائرات مسيّرة وصواريخ باكستانية استهدف مواقع عسكرية هندية.
من جهته، أعلن الجيش الباكستاني إسقاط 25 طائرة مسيّرة "إسرائيلية الصنع" أطلقتها الهند نحو تسع مدن، بينها روالبندي، التي تضم مقار عسكرية واستخبارية. وأوضح المتحدث باسم الجيش الباكستاني أن الهجوم أسفر عن مقتل مدني وإصابة أربعة جنود قرب لاهور.
ونشر سكان محليون صورًا لحطام طائرات بدون طيار على مواقع التواصل الاجتماعي، بينما تحدثت وزارة الدفاع الهندية عن استهداف أنظمة دفاع جوي ورادارات في الأراضي الباكستانية، مؤكدة "تحييدها" لتلك الأهداف.
وفي الوقت ذاته، وردت تقارير عن انفجارات في مطار جامو، المدينة الرئيسية في الشطر الهندي من كشمير، وسط صمت رسمي هندي حول طبيعة الحدث.
اقرأ المزيد

من هو "ليو الرابع عشر" خليفة البابا فرنسيس
الهند تحذر وباكستان تندد
في تصريح رسمي، وصف الجيش الباكستاني العمليات الهندية بأنها "عمل عدواني جديد"، مشيرًا إلى استخدام الهند لطائرات "هاروب" الهجومية. وفي روالبندي، دعا مسؤولو الدفاع المدني السكان إلى التزام منازلهم بسبب استمرار تحليق المسيّرات.
كما أغلقت السلطات الباكستانية مطار كراتشي طوال يوم الخميس، قبل أن يُعاد تشغيله لاحقًا إلى جانب مطارات إسلام آباد ولاهور.
دبلوماسيًا، سعت إيران للعب دور الوسيط، إذ التقى وزير خارجيتها عباس عراقجي نظيره الهندي سوبراهمانيام جايشانكار، الذي أكد أن نيودلهي "لا تسعى إلى التصعيد"، لكنها سترد "بحزم شديد" على أي هجوم.
معسكرات "عسكر طيبة" في مرمى الجيش الهندي
اتهمت الهند جماعة "عسكر طيبة" الجهادية، المتمركزة في باكستان، بالوقوف وراء هجوم كشمير الأخير. وقال وزير الدفاع الهندي راجناث سينغ إن جيشه دمّر تسعة معسكرات تابعة للجماعة "لإبعاد الخطر عن السكان المدنيين".
غير أن تلك الضربات، التي شملت ست مدن باكستانية في كشمير والبنجاب، تسببت في مقتل 31 شخصًا وإصابة 57 آخرين، وفق بيان للجيش الباكستاني.
وقال أحد السكان في مدينة موريدكي لوكالة فرانس برس: "شعرت كما لو أن زلزالًا ضرب المنطقة".
LISTEN TO

بودكاست الهوية الموسم الثاني: الشباب العربي الأسترالي يتمرد على تقاليد المهاجرين
SBS Arabic
02:42
خسائر مدنية ومعاناة إنسانية
في مدينة مظفر آباد، تضرّرت منازل ومسجد جراء غارة هندية، ما دفع الأهالي إلى الفرار. وأفاد الجيش الباكستاني بتعرض سد كهرومائي لضربة، وأعلن عن إسقاط خمس طائرات هندية في المجال الجوي الهندي، بينما أشارت مصادر أمنية هندية إلى تدمير ثلاث مقاتلات.
كما أفادت نيودلهي بمقتل 16 شخصًا، بينهم ثلاث نساء وخمسة أطفال. وقالت شاهدة عيان تُدعى ماداسار شودري: "رأت شقيقتي طفلين أثناء محاولتهما الهرب من القصف، فصرخت عليهما ليعودا إلى المنزل، لكن الشظايا أصابتهما وقتلتهما".
دعوات دولية لخفض التصعيد
في ظل هذه التطورات الخطيرة، أعربت دول عديدة عن قلقها من احتمال اندلاع صراع أوسع. وقال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب: "أريدهم أن يتوقفوا". كما دعا مسؤولون أميركيون الطرفين إلى وقف التصعيد فورًا.
في ضوء التوترات المستمرة منذ عقود بين الجارتين النوويتين، يزداد القلق الدولي من أن يؤدي أي سوء تقدير أو تصعيد غير محسوب إلى اندلاع مواجهة شاملة، قد تهدد الأمن الإقليمي والدولي على حد سواء.