أكثر من 100,000 مفقود في سوريا: عائلات سورية ضاعت أرواحها تحت حكم الأسد
منذ بداية الحرب السورية، اختفى أكثر من 100,000 شخص في ظروف غامضة، وهم مفقودون بلا أثر، وهو عدد يعادل تقريبًا أربعة أضعاف عدد السوريين الذين يعيشون في أستراليا. هذا الواقع المرير ظل يؤرق العديد من العائلات التي لا تزال تبحث عن إجابات بشأن مصير أحبائها.
نشر في: 15/12/2024 10:16am
By Rhiona-Jade Armont
المصدر: SBS
Image: Yasmen Almashan holding photographs of her missing brothers.
تحذير: يتضمن المقال صوراً لأشخاص متوفين وقد يتسبب غير مناسب لبعض القراء.
في هذا التقرير، تقابل أس بي أس أفراداً من هذه العائلات الذين يواصلون البحث عن الحقيقة ويطالبون بالمساءلة.
في الأسبوع الماضي، أسفر عن إنهاء حكم عائلة الأسد المستبد الذي استمر لأكثر من خمسين عاماً في سوريا. الرئيس السابق بشار الأسد، الذي سيُذكر في التاريخ لقمعه الوحشي للاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية وارتكابه جرائم حرب ضد الشعب السوري، هرب إلى موسكو بعد أن سيطرت القصائل المسلحة على العاصمة دمشق.
خارج سجون الأسد، كان أهالي المعتقلين ينتظرون بفارغ الصبر معرفة مصير أحبائهم الذين تم اعتقالهم في ظروف غير واضحة. من بين هذه السجون التي أصبحت رمزاً للتعذيب والاختفاء القسري، كان سجن "صيدنايا" حيث تم احتجاز العديد من المعارضين للنظام.
Source: Supplied / Yasmen Almashan
الاختفاء القسري: جريمة ضد الإنسانية
الاختفاء القسري هو جريمة دولية تتضمن حرمان شخص من حريته، بمشاركة من مسؤولين حكوميين، وإخفاء مصير الضحية. في سوريا، وُصف هذا النوع من القمع على أنه "شلل مزدوج" لعائلات المفقودين؛ لا يعرفون مصير أحبائهم، وعندما يحاولون الاستفسار، يواجهون التهديدات والتكتم من قبل السلطات.
Credit: The Carter Center
في عام 2013، قام ضابط سوري منشق يُدعى "قيصر" بتهريب 53,275 صورة توثق الجرائم التي ارتكبها النظام ضد المعتقلين، وتعرف هذه الصور اليوم بـ "ملفات قيصر". وفيما كانت عائلات عديدة قد فقدت الأمل في معرفة مصير أحبائها، أتاحت هذه الصور الفرصة لياسمين لكي تعرف مصير أخيها "عقبة"، الذي كان أحد الضحايا في هذه الصور.
نضال من أجل العدالة
تواصل ياسمين وأفراد آخرون من عائلات المفقودين العمل على كشف الحقائق وتحقيق العدالة، عبر منظمات مثل "جمعية عائلات قيصر" التي أسستها في 2018. هذه الجمعية طورت برنامجًا للتعرف على الوجوه باستخدام تقنية التعرف على الوجه، مما يسمح للعائلات بتحديد المفقودين بسهولة أكبر.
وفي هذا السياق، تتواصل الجهود لتأسيس مؤسسة دولية تهدف إلى متابعة قضايا المفقودين السوريين، وهو مشروع تأمل ياسمين أن يحقق الأمل لعائلات كثيرة لا تزال تبحث عن إجابات بعد سنوات من الصمت.
Yasmen's brothers who were killed or disappeared. From top left to right. Source: Supplied
Cumulative number of people disappeared by the regime. Credit: Syrian Network for Human Rights
"رؤيته مبتسمًا في الصورة كان الألم الأكبر، ولكن على الأقل علمنا ماذا حدث له"، يقول عزت. رغم الحزن الكبير، يشعر عزت بشيء من السلام الداخلي لمعرفته بمصير والده، بينما ما زالت العديد من العائلات الأخرى تتوق إلى الإجابة على أسئلتها.
Source: Supplied / Caesar Families Association
وفي الوقت الذي يُواصل فيه العديد من السوريين هجراتهم إلى دول مختلفة بحثًا عن الأمن، يبقى حلم العديد منهم أن ينالوا العدالة لأحبائهم الذين اختفوا في ظل حكم الأسد.
Source: Supplied / Ezzat Alian
شارك