مع استمرار إصابة الكثيرين بفيروس كوفيد-19 فقد ظهرت ظاهرة مثيرة للاهتمام عالميًا وكذلك في أستراليا، وهي عدم إصابة بعض الأشخاص بعدوى المرض رغم اختلاطهم مع حالات مصابة مع أفراد الأسرة والأصدقاء.
النقاط الرئيسية:
- يلعب العامل الوراثي دوراً في احتمالية عدم الإصابة.
- هناك طفرات جينية قد تكون لصالح البعض بينما قد تكون خطرًا على الآخرين.
- يأمل العلماء في فهم آليات الإصابة ليتمكنوا من تصميم علاجات لتحاشي تفشي فيروسات مماثلة في المستقبل.
بحث العلماء عن مثل هذه حالات لتكوين صورة دقيقة حول كيفية انتشار فيروس كوفيد-19 للتوصل إلى استراتيجيات ناجعة لمكافحة تفشي الفيروس مستقبلاً.
يشارك جيمس كروكشانك 30 عامًا العيش في شقة في سيدني مع شريكته جرانت 28 عامًا. حيث أصيب كروكشانك بالفيروس هذا العام، وتوقع إصابة شريكته جرانت كونهما يعيشان معاً في نفس المكان. لكنهما أُصيبا بالدهشة لعدم إصابتها بـ كوفيد-19.
Source: Supplied by Danyal Syed
لماذا لا يصاب المخالط عن قرب بكوفيد-19؟
قالت الدكتورة فانيسا براينت رئيسة مختبر الوراثة المناعية في معهد والتر وإليزا هول للبحوث الطبية في ملبورن: "إنها لم تصب هي أيضاً بالعدوى عند إصابة أحد أطفالها". وقالت: "كان ذلك أمراً مفاجئًا. فقد أُصيب كل من كان في المنزل باستثنائي".
وتشارك الدكتورة براينت في مشروع "First Few X" ، الذي يدرس انتشار كوفيد داخل الأسر الأسترالية. وتوضح : "هذا سؤال شغل بال الكثيرين؛ لماذا لم أصب بالعدوى؟ ما الذي يميزني؟"
وأشارت الدكتورة براينت إلى أن الأبحاث أوضحت وجود عدد من العوامل تلعب دورًا في هذا الأمر؛ منها حصول الشخص على التلقيح، وقدرته على عزل نفسه عن الآخرين. كما أوضحت:" إلى أن الأبحاث أشارت إلى وجود العامل الوراثي، مع عوامل أخرى كالعمر والجنس ووجود مضاعفات طبية أخرى قد تؤثر على احتمال إصابة الشخص بمرض مُعد".
لكنها أردفت: "أن هذه العوامل لم تفسر حدوث العدوى عند شخص كبير في السن يتعافى من كوفيد بسهولة، أو شخص يتمتع بصحة جيدة وصغير بالسن يصاب بالمرض أو العدوى بشكل مفاجيء".
ما الدور الذي تلعبه الجينات؟
The University of Sydney partnered with India and Switzerland to develop a vaccine against future Covid variants Source: AAP
تشير الدراسات إلى أن عددًا قليلاً من الأشخاص لديهم طفرات جينية تجعلهم أكثر مقاومة للفيروس، بينما آخرون لديهم طفرات جينية تجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالعدوى الشديدة".
لدراسة ذلك، يقود البروفيسور ستيوارت تانجي البحث في الأمراض الالتهابية في معهد غارفان للأبحاث الطبية، وأوضح أن وجود عيوب جينية يساعد في تفسير الحالات التي يصاب فيها الأشخاص الأصحاء بمرض مفاجئ بعد الإصابة.
وأضاف: "هناك مجموعة فرعية - صغيرة ونادرة - من هذا النوع لكنها فرعية لأشخاص كانوا يتمتعون بصحة جيدة وأصيبوا بعدوى خطيرة للغاية والتهابات تهدد الحياة".
وهذا "يشير إلى القابلية الوراثية. وليست مرضًا موجودًا أو عاملاً بيئيًا."
في مراجعة حديثة، قدر فريق يضم البروفيسور تانجي أن حوالي5% من الحالات المصابة بكوفيد-19 الشديدة لأشخاص تقل أعمارهم عن 70 قد جاءت بسبب عيب وراثي لم يتم تشخيصه من قبل.
وأوضح:" هناك أكثر من 400 جين، فإذا لم تعمل بشكل صحيح، فقد يؤدي ذلك إلى ما نسميه بالخطأ الفطري في المناعة - أو مرض يظهر سريريًا على أنه رد فعل متكرر أو شديد أو عكسي للعدوى الفيروسية أو بعض اللقاحات". وهذا مؤشر حقيقي على أن هناك شيئًا ما في جينات الشخص غير صحيحة تمامًا."
وقال الأستاذ المساعد سانجايا سيناناياكي من كلية الطب ANU في كانبيرا: "إن كثيراً من الناس قد لا يدركون أنهم معرضون وراثيًا لـ لإصابة بكوفيد-19، لهذا يحث دائماً على توخي الحذر من الإصابة -حتى وإن كانوا بعمر صغير وبصحة جيدة - فقد يكون لديهم عوامل خطر كامنة قد تؤدي لمرضهم مرضًا شديدًا."
لذلك كان من الصعب الحصول على رقم ثابت عن عدد الأشخاص الذين قد يتمتعون بحماية وراثية من كوفيد، والأشخاص الذين قد يشكل هذا الأمر خطرًا عليهم وراثياً.
ويأمل العلماء في فهم هذه الآليات بشكل أفضل، ليتمكنوا من تصميم علاجات أفضل لكوفيد-19 لتحاشي تفشي فيروسات مماثلة في المستقبل.
اقرأ المزيد
عيادات فحص كورونا بولايتك أو مقاطعتك
يمكنكم أيضاً الاستماع لبرامجنا عبر أو عبر تطبيق SBS Radio المتاح مجاناً على
