شهدت أستراليا مؤخرا ارتفاعا مقلقا لمعدلات الإصابة بعدوى بكتيرية، وفقًا لأحدث البيانات المتاحة.
وأظهرت الأرقام الصادرة عن النظام الوطني لرصد العدوى والأمراض التابع لوزارة الصحة ورعاية المسنين أن الحالات المسجلة لمرض المكورات الرئوية الغازية تسجيل 2269 حالة في عام 2023 و 2258 بحلول 17 ديسمبر 2024.
ووقفا لتلك البيانات، فهذا هو أعلى المعدلات المسجلة منذ عام 2004 - وأثارت مطالبات للحكومة الفيدرالية لتسريع طرح جيل جديد من اللقاحات لمواجهة هذا المرض في أستراليا.
وصلت معدلات الإصابة بمرض المكورات الرئوية الغازية إلى أعلى مستوياتها منذ عام 2004. Source: SBS
ما هو مرض المكورات الرئوية؟
يشير هذا المرض إلى مجموعة من الالتهابات التي تسببها بكتيريا تسمى Streptococcus pneumoniae.
ويحدث هذا المرض عندما تصيب تلك البكتيريا الرئة أو الدماغ أو مجرى الدم، مما يتسبب على التوالي في الالتهاب الرئوي أو الدبيلة أو التهاب السحايا أو تسمم الدم.
وتختلف الأعراض من حالة لأخرى بناء على العضو المصاب بالعدوى.
وأشار طبيب الأطفال والباحث في الأمراض المعدية البروفيسور بيتر ريتشموند إلى أن التهابات المكورات الرئوية الأخرى يمكن أن تسبب أيضًا مشاكل صحية.
وقال: «إن مرض المكورات الرئوية الغازية ليس سوى غيض من فيض عندما يتعلق الأمر بتأثير عدوى المكورات الرئوية في أستراليا».
ما مدى خطورة المرض؟
يعد هذا المرض سببًا رئيسيًا للمرض الشديد والوفاة بين الأطفال الذين تقل أعمارهم عن عامين والبالغين الذين تزيد أعمارهم عن 85 عامًا في أستراليا.
وتُعالج هذه العدوى عادةً بالمضادات الحيوية.
ولكن إذا لم يتم تناول العلاج بالسرعة الكافية أو إذا لم تستجب العدوى له، فقد تصبح مميتة في غضون أيام.
من هم الفئات الأكثر عرضة للخطر؟
يمكن أن يُصاب أي شخص بمرض المكورات الرئوية، ولكن الأطفال الصغار والأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 65 عامًا أو أكثر معرضون لخطر الإصابة بأمراض خطيرة أكثر من عامة السكان.
وتشير التقديرات إلى أن حوالي مليون طفل حول العالم يموتون كل عام بسبب هذا المرض.
وفي أستراليا، يعاني أطفال السكان الأصليين وسكان جزر مضيق توريس من أعلى معدلات الإصابة والوفاة نتيجة لهذه العدوى.
Aboriginal and Torres Strait Islander children are at the highest risk of serious illness and death as a result of pneumococcal disease. Source: Getty / Tamati Smith
لماذا ترتفع الحالات الآن؟
يقول الخبراء إن تطور سلالات المكورات الرئوية، وانخفاض معدلات التطعيم، ومقاومة المضادات الحيوية يمكن أن تكون وراء الزيادة في حالات العدوى.
وحذرت مؤسسة التطعيم الأسترالية (IFA) من أنه بالنظر إلى الزيادة المستمرة في معدلات الإصابة منذ بداية العام الماضي، فإن الارتفاع في الحالات يمكن أن يزداد أكثر في عام 2025.
لماذا لا يستطيع الأستراليون الحصول على التطعيم؟
يُوصى بالتطعيم ضد مرض المكورات الرئوية للأطفال دون سن الخامسة، والأشخاص من جميع الأعمار الذين يعانون من ظروف صحية معينة، والسكان الأصليين وسكان جزر مضيق توريس الذين تبلغ أعمارهم 50 عامًا أو أكثر، والبالغين من غير السكان الأصليين الذين تزيد أعمارهم عن 70 عامًا.
ويتم توفير لقاحين مجانًا من خلال برنامج التطعيم الوطني للأشخاص الأكثر عرضة لخطر الإصابة بالعدوى.
هذا وقد تمت الموافقة على لقاحين آخرين من الجيل الجديد من قبل إدارة السلع العلاجية (TGA)، وأوصت بهما المجموعة الاستشارية الفنية الأسترالية للتطعيم واللجنة الاستشارية للفوائد الصيدلانية، ولكنهما متاحان فقط من خلال القطاع الخاص، وهو ما تحاول مؤسسة التطعيم الأسترالية تغييره بصورة عاجلة.
وقالت كاثرين هيوز، مؤسسة ومديرة IFA: «يجب طرح لقاحات الجيل الجديد من خلال برنامج التطعيم الوطني دون مزيد من التأخير، لكن قرار التمويل معطل بسبب البيروقراطية».
