جاء إعلان ترامب خلال رحلته الجوية لحضور مباراة بطولة السوبر بول في نيو أورلينز، وفقًا للبيت الأبيض.
ويعكس القرار سياسة ترامب المستمرة في استخدام التعريفات الجمركية كأداة ضغط لإعادة التفاوض على الاتفاقيات التجارية مع الدول الشريكة.
منذ بداية ولايته الرئاسية الثانية، فرض ترامب رسوماً جمركية على الصين، وأمر باتخاذ خطوات مماثلة تجاه المكسيك وكندا، إلا أن واشنطن علقت الرسوم على الأخيرة لمدة شهر بعد أن تعهد البلدان باتخاذ إجراءات أكثر صرامة للحد من تدفق الفنتانيل والمهاجرين غير النظاميين إلى الولايات المتحدة.
لم تتأخر بكين في الرد، حيث فرضت رسوماً بنسبة 15% على واردات الفحم الأميركي والغاز الطبيعي المسال، و10% على النفط الخام، إلى جانب رسوم إضافية على الآليات الزراعية والمركبات، وبهذه الخطوة، عززت الصين من تصعيد النزاع التجاري بين البلدين، مما أثار مخاوف من تداعيات سلبية على الاقتصاد العالمي.
أستراليا على خط المواجهة
لم تقتصر تداعيات الرسوم الجمركية على الصين، إذ أعلن ترامب أن المنتجات الأوروبية ستُستهدف قريباً برسوم مماثلة، مما ينذر بتصعيد جديد في الحرب التجارية مع الاتحاد الأوروبي.
أما في أستراليا، فقد تزايدت الضغوط على الحكومة الفيدرالية لتأمين إعفاء لصناعتها المحلية.
President Donald Trump signs a proclamation declaring Feb. 9 Gulf of America Day, aboard Air Force One as he travels from West Palm Beach, Fla. to New Orleans, Sunday, Feb. 9, 2025. (AP Photo/Ben Curtis) Source: AP / Ben Curtis/AP
التأثير المحتمل على الصادرات الأسترالية
لدى أستراليا اتفاقية تجارة حرة مع الولايات المتحدة، مما يعفي صادراتها من الحديد والصلب والألمنيوم من الرسوم الجمركية الأميركية. ومع ذلك، فإن الحديد يعد عنصراً أساسياً في إنتاج الصلب، ومن المرجح أن يتأثر بشكل غير مباشر بالضرائب المفروضة.
وفقاً لبيانات Trading Economics، بلغت صادرات أستراليا من الألمنيوم والحديد والصلب إلى الولايات المتحدة حوالي مليار دولار في عام 2023، وهو ما يمثل 5% من إجمالي الصادرات الأسترالية إلى الولايات المتحدة، والتي بلغت حوالي 19 مليار دولار في نفس العام.
كيف تعمل التعريفات الجمركية؟
بعد أن فرض ترامب تعريفات بنسبة 25% على الصلب و10% على الألمنيوم في عام 2018، منح لاحقًا العديد من شركائه التجاريين، مثل كندا والمكسيك والبرازيل، حصصًا معفاة من الرسوم الجمركية.
ويقول البروفيسور ريتشارد هولدن، أستاذ الاقتصاد في جامعة نيو ساوث ويلز، إن أستراليا تعتمد بشكل كبير على التجارة الدولية، وأي إجراءات تعيق التجارة قد تكون ضارة باقتصادها.
من جانبه، يرى شيرو أرمسترونج، الأستاذ المشارك في كلية كروفورد للسياسة العامة في كانبيرا، أن أستراليا قد تضطر إلى البحث عن أسواق بديلة لبيع الصلب والألمنيوم في حال فرضت الولايات المتحدة تعريفات جديدة.
ردود الفعل في أستراليا
انتقد الرئيس التنفيذي لمجموعة الصناعة الأسترالية، إينيس ويلوكس، القرار الأميركي، واصفًا إياه بأنه "صفعة في الوجه" للتحالف الأميركي الأسترالي.
LISTEN TO
"ترامب لا يفهم معنى الوطن": السفير الفلسطيني السابق في كانبرا يقول إن الفرصة ما زالت متاحة لتحقيق العدالة
SBS Arabic
10/02/202517:40
ودعا الحكومة الأسترالية إلى التحرك سريعًا لحماية المنتجين المحليين من الانخراط في حرب تجارية متصاعدة.
في الوقت نفسه، يجري وزراء الحكومة الأسترالية مشاورات مع نظرائهم الأميركيين لمحاولة ضمان الإعفاء من الرسوم.
وبينما التقى وزير الدفاع الأسترالي بنظيره الأميركي، لم يتمكن وزير التجارة الأسترالي بعد من الاجتماع مع نظيره الأميركي بسبب تأخر إجراءات تعيينه في مجلس الشيوخ الأميركي.
من جانبها طالبت المعارضة الأسترالية الحكومة بضمان الحصول على إعفاء مماثل لما تم تحقيقه في عام 2018، مشيرة إلى أن السفير الأسترالي لدى واشنطن يمكن أن يلعب دوراً محورياً في هذا الملف.
التأثير الاقتصادي المحتمل
رغم المخاوف، يرى بعض الخبراء أن التأثير الكلي للرسوم الجمركية على الاقتصاد الأسترالي سيكون محدودًا.
فقد بلغت قيمة صادرات أستراليا من الحديد والصلب إلى الولايات المتحدة 237.5 مليون دولار في عام 2023، بينما بلغت صادرات الألمنيوم 316.9 مليون دولار.
وبحسب كريس ويستون، رئيس قسم الأبحاث في شركة "بيبرستون"، فإن بعض الشركات الأسترالية، مثل "بلوسكوب ستيل"، قد تستفيد من ارتفاع أسعار الصلب عالميًا، وفي المقابل، قد تتأثر شركات أخرى تعتمد على استيراد الصلب لاستخدامه في منتجاتها.
ويرى الخبير الاقتصادي كريس ريتشاردسون أن التأثير الأكبر للرسوم الجمركية سيكون على قرارات البنوك المركزية بشأن أسعار الفائدة.
وقد يؤدي تصاعد النزاعات التجارية إلى إبطاء النمو الاقتصادي، مما قد يدفع بنك الاحتياطي الأسترالي إلى خفض أسعار الفائدة لأول مرة منذ خمس سنوات.
