أظهرت البيانات، أن حوالي ثلث المنازل الأسترالية تخضع للرهن العقاري، ما أدى لوقوع مقترضي هذا القطاع في فخ مالي صعب بين تسديد رهنهم العقاري وإدارة نفقات حياتهم المعيشية.
وقالت سالي تيندال، مديرة تحليل البيانات في موقع المقارنة المالية كانستار، إن أقساط الرهن العقاري شهدت "ارتفاعًا هائلاً" بعد رفع سعر الفائدة، وأوضحت، أنه إذا حصل شخص على قرض بقيمة 600 ألف دولار قبل عام، وجلس مكتوف الأيدي متقبلًا زيادات سعر الفائدة التي فرضها مصرف الاحتياط الأسترالي، فهذا يعني حدوث زيادة تقدر ب 4.25 نقطة مئوية في زيادات أسعار الفائدة النقدية.
فيما تُظهر بيانات شهر نيسان/ أبريل من عام 2022، أن متوسط معدل الفائدة على مقترضي المنازل كان 2.86 %، وعند إضافة 4.25 نقطة مئوية، فإنه المعدل يصبح 7.11%.
وبناءً على تقارير الإقراض الأخيرة الصادرة عن البنوك الأسترالية الكبرى، فتقدر تيندال أن 90 % من أصحاب الرهن العقاري يخضعون لمعدل رهن متغير، كما هو مُبين في الرسم البياني أدناه، الذي يوضح الفرق بين قروض المنازل ذات معدل الفائدة الثابت والمتغير، وهو ما يمثل أكثر من 50 مليار دولار في قروض المنازل وفق أحدث البيانات.
وبينما لم يختر كثير من المقترضين سعرًا ثابتًا في الفائدة عن الاقتراض وفق الأسعار الحالية، إلا أن القروض الجديدة وإعادة التمويل تقدمت للحصول على طلبات سعر الفائدة الثابت كانت بنسبة 6% في شهر أيلول/ سبتمبر .
يضع مصرف الاحتياط في اعتباره عوامل اقتصادية عدة عند تحديد هدف سعر الفائدة النقدي، بما في ذلك التضخم الأساس والتضخم الرئيس، ففي بيانه حول السياسة النقدية لشهر تشرين الأول/نوفمبر الماضي، أوضح المصرف أنه في حين انخفض التضخم الرئيس، فإن التضخم الأساس لايزال مرتفعًا للغاية، إذ كانت نسبة التضخم الرئيس 2.8 % على مدار العام حتى الربع الثالث من شهر أيلول/سبتمبر الماضي، وهو ما يقع ضمن هدف التضخم عند مصرف الاحتياط البالغ 2-3 %، بينما بلغ التضخم الأساس 3.5 % خلال نفس الفترة.
وأوضح كيفن فوكس، أستاذ الاقتصاد بجامعة نيو ساوث ويلز، أن التضخم الأساس هو "طريقة حكيمة للتنبؤ بتغيرات أسعار الفائدة النقدية، لأن التضخم الأساس يستبعد العوامل المتقلبة مثل تكلفة وقود السيارات، بينما يمكن ربط التضخم الرئيس بتدابير مؤقتة، مثل خصومات الكهرباء من الحكومة.
ويضيف فوكس، أن مؤشر أسعار المستهلك (CPI) يعتبر من المؤشرات الرئيسة، لأنه يُقدر تكاليف السلع والخدمات، لكنه لا يأخذ في الاعتبار أقساط الرهن العقاري، فإذا تم تضمين أقساط الرهن العقاري في مؤشر أسعار المستهلك يرتفع التضخم، وبالتالي سيزيد مصرف الاحتياط معدله، وبالتالي، هذا يزيد من أقساط الرهن العقاري، ويزيد من ارتفاع التضخم.
LISTEN TO
كيف ستحتفل العائلات العربية بعيد الميلاد ورأس السنة في ظل غلاء المعيشة؟
SBS Arabic
16/12/202412:24
تأثر ارتفاع تكاليف المعيشة:
شهدت الأسر التي يشكل الموظفون المعتمدون على الرواتب في دخلهم بشكل أساس، أقل زيادة ربع سنوية في تكاليف المعيشة منذ الربع الثالث من عام 2021.
ووفقًا لأحدث البيانات الصادرة عن مكتب الإحصاء الأسترالي التي صدرت يوم الأربعاء الماضي، فقد ارتفعت تكاليف المعيشة للأسر المتبقية بقدر أقل منذ عام 2020.
فيما ارتفعت تكاليف معيشة الأسر التي تعتمد على الدخل الوظيفي نسبة 0.6 % في هذا الربع من العام، أي حوالي نصف الزيادة البالغة 1.3 % من نفس الفترة العام الماضي، فيما ارتفعت الأسر الأخرى بنحو 0.3 % خلال هذا الربع، ولكن بانخفاض عن حوالي 1.2% في الربع السابق.
وقالت ميشيل ماركوارت، رئيسة إحصاءات الأسعار في مكتب الإحصاء الأسترالي، إن الموظفين قد عانوا من زيادات أعلى في تكاليف المعيشة بسبب ارتفاع سعر فائدة الرهن العقاري، بينما بقي سعر الفائدة النقدي دون تغيير من مصرف الاحتياط هذا الربع، لكن ارتفعت رسوم فائدة الرهن العقاري بسبب تحويل بعض الرهون ذات السعر الثابت إلى قروض عقارية متغيرة الفائدة ما أدى لارتفاع مستويات ديون الرهن العقاري.
ماذا سيفعل مصرف الاحتياط في ظل هذه المعطيات؟
لا يزال المصرف يسعى لإعادة التضخم الأساس إلى هدفه بين 2 إلى 3 %. ولكن حتى ذلك الحين، سيظل سعر الفائدة النقدية "مقيدًا"، فيما يتوقع أن يتراجع التضخم الأساسي ببطء مع عودة الطلب في الاقتصاد وفق الرسم البياني الذي يوضح سعر الفائدة النقدية المستهدف.
فيما صرح مصرف الاحتياط الذي سيعقد اجتماعه الأخير هذا العام في شهر كانون الأول/ ديسمبر، أن المخاطر الجيوسياسية المتزايدة والتغييرات المتوقعة في السياسات التجارية والمالية خارجياً قد تفاقم الأمر مما يؤدي إلى حالة عدم التيقن بما سيحدث.