عشرون عاماً على الاحتلال الأمريكي لبلاد الرافدين: أين العراق اليوم؟

في 19 مارس 2003، أعلنت الولايات المتحدة احتلالها للعراق على الرغم من الاحتجاجات الضخمة المناهضة للحرب في جميع أنحاء العالم.

Saddam's Downfall. Baghdad, April 2003

Saddam's Downfall. Baghdad, April 2003

Key Points
  • يصادف 19 مارس 2023 مرور 20 عامًا على احتلال الولايات المتحدة للعراق.
  • كان بعض العراقيين يأملون أن تعود الأمور إلى طبيعتها بسرعة بعد الإطاحة بالرئيس صدام حسين. لكن هذا الأمر لم يتم
  • تصاعد الاحتلال إلى حرب استمرت حتى عام 2011.
يعدّ الشيعة أبرز من حقّق مكاسب من بعد سقوط نظام صدّام حسين منذ عشرين عاماً حتى اليوم، إذ تمكّنوا من الإمساك بالمشهد السياسي في البلاد وسط توازن سياسي هشّ ومتقلّب لكن لا ينهار أبداً.

في بلد متعدد الطوائف والاثنيات، حيث تراقب الحليفة طهران النافذة عن كثب أروقة السلطة في بغداد، تهيمن الطبقة السياسية الشيعية على الحياة العامة، بعدما حُرمت لفترة طويلة من التمثيل السياسي في ظل النظام القديم الذي أطاحت به واشنطن في عام 2003.

وتتجلى هذه الصورة في الفضاء العام سواء بصور الإمام الحسين المنتشرة في كل الشوارع، أو خلال إحياء المناسبات الدينية الكبرى التي كانت تجري بالسر قبل عام 2003، لكن يتم إحياؤها الآن بقوّة في العلن تعبيراً عن هذه الهوية الشيعية، كما في مناسبة عاشوراء والأربعين.
s1.jpg
Mourners carry the body of Iraqi Shamil Nafe, 30, along the streets of Baghdad's Adhamiya area during his funeral procession, in December, 2003. He was killed by the US forces when a demonstration supporting captured former Iraqi President Saddam Hussein took place and ended with clashes with troops. Source: AAP
بعد سقوط صدام حسين، شرعت السلطات المؤقتة التي نصبتها واشنطن في بناء نظام سياسي جديد مع حلفائها، وإقامة توازن هش للسلطة قائم على المحاصصة وتوزيع المناصب بشكل رئيسي بين الشيعة والأكراد والسنة، مع نسب صغيرة لبعض الأقليات.
يرى فنر حداد الباحث المتخصص في شؤون العراق في جامعة كوبنهاغن "كان متوقعاً أن يكون المحاورون العراقيون الرئيسيون للولايات المتحدة في الموقع الأفضل للاستفادة من تغيير للنظام تقوده الولايات المتحدة"، مشيرًا إلى أن "المعارضة في المنفى" ضد صدام حسين جمعت الحركات الشيعية والكردية بشكل رئيسي.
s2.jpeg
Basim Alansari. Source: AAP
منذ العام 2003، هيمنت الأسماء نفسها على "البيت الشيعي" وهي التسمية التي أطلقها المراقبون على الطبقة السياسية التقليدية، من نوري المالكي وهادي العامري وعمار الحكيم، والقائمة تطول.

في كثير من الأحيان، كان بعضهم معارضون للنظام في المنفى، خلفيتهم من أحزاب محافظة وإسلامية، لجؤوا لفترة طويلة في إيران المجاورة أو أوروبا هرباً من القمع الدموي الذي مارسه صدام حسين.
Saddam Hussein
Saddam Hussein
تشرح مرسين الشمري الباحثة في مبادرة الشرق الأوسط في جامعة هارفارد الأميركية بأن هذه "النخبة السياسية تمكنت من ترسيخ نفسها".

تضيف الشمري أن "ما حدث في العشرين عاماً الماضية هو أنهم تحولوا من مسؤولين في الدولة إلى زعماء أحزاب، لا يزالون ممسكين بمقاليد السلطة حتى لو لم يكن لديهم من الناحية العملية منصباً رسمياً".

دخل لاعبون جدد إلى المشهد برعاية طهران، هم فصائل الحشد الشعبي، فصائل شيعية مسلحة ضمّت إلى القوات الرسمية، ولها تمثيل في الحكومة والبرلمان.
يشرح فنر حداد بأنه "لم يخدم أي حدث المصالح الإيرانية بقدر غزو العراق عام 2003".

تتبع الطبقة السياسية الطريقة نفسها في العمل: على النخبة التي تتقاسم السلطة، الاتفاق فيما بينها، وسط مفاوضات شاقة وعقبات لا نهاية لها، بل وحتى مواجهات مسلحة.

ويضيف حداد أن "أساسيات النظام لم تتغير إلى حد كبير"، مشيراُ إلى أن "القواعد التي أرستها النخبة في 2003-2005 ما زالت تحكم الحياة السياسية" حتى الآن.
Army soldier aims at drill.
Source: AAP
- "تغيير الأجيال" -ومع ذلك ، فإن "البيت الشيعي" ليس بمنأى عن الخلاف.

واشتّد الخلاف في أعقاب الانتخابات التشريعية الأخيرة لعام 2021 بين المعسكر الموالي لإيران ورجل الدين صاحب المواقف المتقلبة مقتدى الصدر وبلغت ذروتها في آب/أغسطس 2022 بيوم من القتال الدامي في قلب بغداد.

هذه النخبة التي تُتهم بالانفصال المتزايد عن ناخبيها، تواجه اليوم تحدياً من الشارع أكثر من أي وقت مضى، كما ظهر في موجة الاحتجاجات الشعبية الواسعة وغير المسبوقة ضد السلطة في تشرين/أكتوبر 2019، والتي نددت بالفساد المستشري وبطالة الشباب والبنية التحتية المتداعية.
s3.jpg
Protesters in Sydney called for no war in Iraq on 16 February, 2003. Source: AAP
حينها، هزت التظاهرات العاصمة بغداد وجنوب البلاد خصوصاً، حيث غالبية السكان هم من الشيعة ويعانون من الفقر والنقص في التنمية، على الرغم من الثروة النفطية الهائلة.

أكملوا الحوار عبر حساباتنا على و و

توجهوا الآن إلى للاطلاع على آخر الأخبار الأسترالية والمواضيع التي تهمكم.

يمكنكم أيضاً الاستماع لبرامجنا عبر أو عبر تطبيق SBS Radio المتاح مجاناً على 


شارك
نشر في: 19/03/2023 1:59pm
آخر تحديث: 19/03/2023 2:01pm
By AFP - SBS
تقديم: Christelle Bassil
المصدر: SBS