النقاط الرئيسية
- تقع أولورو في المركز الجغرافي للقارة الأسترالية.
- تعود نشأتها إلى عصر الحلم لدى السكان الأصليين.
- نقوشها تروي قصة الأجداد والأسلاف.
- مشاهدة الشروق والغروب عند صخرة أولورو تجربة في عالم آخر.
الموقع والجغرافيا
صخرة أولورو أو Ayers Rock التي أطلق عليها المستكشف ويليام جوس أول شخص من غير السكان الأصليين تقع عينه عليها هذه التسمية نسبة إلى السير هنري آيرز السكرتير الأول لجنوب أستراليا في ذلك الوقت، هي معجزة طبيعية لا مثيل لها.
يرتفع هذا المنحدر السريالي المكون من الحجر الرملي الأحمر بشموخ في وسط الصحراء الأسترالية المنبسطة وكأنه ينهض من عالم المجهول. والأغرب من ذلك أنه إذا نظرت إلى موقعها على الخريطة الأسترالية ترى أنها تقع في وسط الخريطة بالقرب من المركز الجغرافي للبلاد في الزاوية الجنوبية الغربية النائية من مقاطعة أراضي الشمال.
ترقى أولورو إلى مكانتها باعتبارها أشهر كتلة متراصة في العالم فهي جزء من حديقة "أولورو-كاتا تجوتا" الوطنية وقد أدرجتها اليونسكو على لائحة التراث العالمي.
تحتل مساحة قدرها 3.33 كيلومترًا مربعًا، ويبلغ محيطها 9.4 كيلومترات وترتفع 348 مترًا فوق سطح الأرض، ولكن المدهش أن معظمها يختبئ في باطن الأرض لذا تعرف باسم "الجبل الجزيرة".

Uluru at sunset Source: Jason H via Unsplash
حلم أولورو الأبدي
يمثل عصر الحلم “Dreamtime” بالنسبة للسكان الأصليين في أستراليا جوهر مجتمعهم وثقافتهم وتقاليدهم وروحانياتهم. إنه الوقت الذي هامت فيه أرواح الأسلاف وخلقت الأرض والبشر.
عصر الحلم هو في صميم كل شيء. ووفقًا للأسطورة الأبروجينية فقد كان العالم أرضاً عديمة المعالم وخالية من الملامح، حتى ظهر أسلاف الأنانغو وسافروا عبر الأرض، وأنشؤوا معالم عديدة ومنها صخرة أولورو التي يُعتقد أن هناك عشرة من الأسلاف الروحيين الذين قام كل واحد منهم بإنشاء جهة منها. لذا فهي تمثل الدليل المادي لوقتهم على الأرض ويُنظر إليها على أنها أحد أكثر إبداعاتهم إثارة وإلهامًا.

Source: CATHERINE CROLL
أولورو "مركز الكون"
لا يعتقد السكان الأصليون أن أولورو هي مجرد صخرة أو كتلة رملية هائلة تشكلت بفعل العوامل المناخية والطبيعية، بل هي روح حية تنبض وتتنفس قداسة الأرواح التي ترقد في المكان الذي يُعرف بأنه مكان استراحة الأرواح القديمة في المنطقة.
لهذا السبب تمثل أولورو مصدر قوة عظمى لسكان الأنانغو من السكان الأصليين الذين يؤمنون أنها مركز الكون وموطن الأرض الأم.

Uluru from the sky Source: Wikimedia/ Corey Leopold (CC BY 2.0)
نقوش تروي قصة الأجداد
تحوي الكهوف والمنحدرات والشقوق الصخرية عند صخرة أولورو على عدد لا يحصى من النقوش الصخرية لترتسم لوحات تحكي قصة الأجداد وكأنها سجل حي لفترة الأحلام ذاتها.
كما تمثل بعض النتوءات الصخرية أرواح الأسلاف، ويعتقد شعب الأنانغو أنه بمجرد لمس هذه الصخور يمكنهم التواصل مع وقت الأحلام والحصول على البركات من أسلافهم. لذا لا يزالون يؤدون العديد من الطقوس في هذه الكهوف ويرسمون لوحات صخرية جديدة.

Source: AAP
شروق وغروب خياليان
يزور المئات من الأشخاص أولورو يومياً، لكن ما لا يمكن تفويته هو مشاهدة شروق الشمس وغروبها اللذان يحبسان الأنفاس حقًا. في الصباح، عندما تبدأ أشعة الشمس الأسترالية الدافئة بالانعكاس على منحدراتها، يتحول لونها من اللون الرمادي اللبني إلى اللون الأرجواني الباهت. ومع ارتفاع الشمس، يتوهج الصخر باللون الأحمر، ثم يتحول إلى اللون الذهبي الجميل والذي يبقى لبقية اليوم.
أما عندما يبدأ الليل بإسدال ستائره وفتح أجنحته، فهي تمر بتحول لوني ساحر آخر. يتلاشى اللون الأحمر والذهبي اللامع، ويتحول إلى اللون الوردي الداكن والأرجواني الجميل حيث تغوص الشمس خلف الأفق. تبدو هذه الألوان سريالية مقابل المناظر الطبيعية البرية المتناثرة التي تزيدها رؤية النجوم المتلألئة جمالية وسحراً.
يقول الأشخاص الذين اختبروا التجربة أنه يستحيل للصور أن تجسد جمالية المشهد عدا عن الشعور الغريب الذي ينتابك هناك والذي لا يمكن وصفه بكلمات وكأنهم فعلاً يسافرون عبر الزمن وينتقلون من حقبة إلى أخرى مع تغير الألوان التي أشدها غرلبة هو اللون الأحمر الغريب.

Source: Source: the-photon-trap/Creative Commons
يمكن للزائر أيضاً التمتع بتجربة تناول العشاء عند الغروب مقابل الصخرة العملاقة أو ركوب الجمال عند الشروق والغروب أيضاً. وإذا كانت التجربة خيالية من على سطح الأرض فكيف إذا قمت بها من السماء في الهليكوبتر لا بد أنها ستكون تجربة من العمر.

Uluru tourism Source: Getty Images
جولات أولورو الثقافية
يمكن للزائر الإنضمام إلى دليل من السكان الأصليين والملاك التقليدين لأولورو في جولة في مواقع أولورو وكاتا تجوتا والتعرف على المزيد حول تاريخ وثقافة المنطقة.
لكل جانب من جوانب أولورو قصة إنشاء مختلفة مرتبطة بها، لذلك يمكنك مع مرشد محلي متمرس سماع كل الحكايات الملونة المذهلة التي تشكل أساس ثقافة السكان الأصليين في هذا الجزء المهم من أستراليا.
ومن المهم على الزائر أيضاً احترام قداسة المكان والالتزام بعدم التصوير إلا في الأماكن المسموح بها واتباع المسارات المحددة وعدم تسلق الصخرة التي بات أمراً محظوراً منذ عام 2019.

Source: AAP