يعود تاريخ السكان الأصليين وسكان جزر مضيق توريس إلى ما لا يقل عن 50ألف عام لا بل يعتقد البعض انه أطول من ذلك وأقرب إلى 80 ألف عام.
عندما وصل الأستراليون الأوائل الى هنا، كانت هناك أكثر من 250 لغة متداولة بين قبائل السكان الأصليين، أما اليوم فيتحدث السكان الأصليون في ما يقارب ال 20 لغة ضمن مجموعات مختلفة .
يستمد السكان الأصليون روحانيتهم من الأرض والطبيعة التي يعتبرونها مركز الحياة وسنّتها، ومنها يستلهمون معتقداتهم الدينية.
ترتبط روحانية السكان الأصليين بشكل مباشر بالأرض التي يعيشون عليها وعناصر الطبيعة الأساسية وهي النار والتراب والمياه والرياح. ومن السمات الرئيسية لهذه الروحانية الاعتناء بالأرض اذ يُعتبر الالتزام بها ورعايتها أو العيش بحسب ناموسها ، قانونا ثابتا توارثته القبائل عبر آلاف السنين.
يعتبر التأمل من أهم الممارسات الروحية عند السكان الأصليين، أي ان يتواصل الانسان من خلال علاقة روحية بعناصر الأرض الأساسية وكذلك مع الحيوانات والطيور، بتعبير آخر ان يقيم الانسان صلة روحية مع روح الأرض التي باعتبارهم تحتوي في نفسها كل الأشياء وأرواح الأجداد والأسلاف.
يلعب كبار السكان الأصليين دور حافظي القانون والتراث وناقلي المعتقدات الدينية، فيقع على كاهلهم مهام تناقل التراث وتعليم الأجيال الصاعدة، فيعلّم الأسلاف الأبناء والأحفاد ليصبحوا بدورهم معلمين وناقلين للقانون والعادات وركائز الروحانيات.
أما بالنسبة لمفهوم الخلق في ثقافةالسكان الأصليين، فإنها قصة مستمرة لا تنتهي أبدًا. على خلاف الديانات الأخرى ، لا يضع السكان الأصليون البشر على مستوى أعلى من الطبيعة لأنهم يعتقدون أن بعض أسلافهم قد تحولوا إلى أجزاء من الطبيعة الأم واتحدوا بها وهكذا يعيشون روحياً أو يستمرون في دائرة الحياة من خلال العناصر الطبيعية.
يقول كبار السكان الأصليين انه يجب العودة الى التواصل مع الطبيعة والمصالحة معها لأن عناصرها ساعدت الشعوب على البقاء والاستمرار على هذه الأرض لفترة طويلة، وإن الهوية لا يمكن فصلها عن البيئة. فساكنو هذه الأرض مرتبطون بشكل مماثل بالعالم الطبيعي - الأشجار والنباتات والحيوانات والأنهار والرياح والمطر والشمس. إنها رؤية لحالة كونية متحدة.
من العادات الاجتماعية المميزة والمختلفة في نفس الوقت عند السكان الأصليين، الامتناع عن ذكر اسم شخص توفى حديثا، فعندما يتعلق الأمر بالوفاة، يمتنع الأقارب والأصدقاء وأفراد القبيلة عن ذكر اسم المتوفى أو مشاهدة صوره كدليل على احترام الشخص لأسرته الحزينة. كما يُعتقد ان ذكر اسم الميت والحديث عن المتوفى قد يعكر صفاء وسلام الروح التي وجدت راحتها وسلامها خارج الجسد أي بعد الممات.
قد تستمر فترة الإبطال أو الامتناع عن الحديث عن الميت وذكر اسمه من 12 شهرًا إلى عدة سنوات، ويحدد كبير القبيلة أو العائلة هذه الفترة الزمنية. وقد انعكس هذا في وسائل الإعلام الأسترالية، حيث يتعين على الصحفيين احترام هذه المعتقدات والامتناع عن استخدام أسماء الأشخاص المتوفين.
هناك أكثر من 400 كلمة من لغات السكان الأصليين دخلت اللغة الانكليزية، ومعظم تلك الكلمات هي أسماء مثل كوالا ، وومبات ، و barramundi ، و kookaburra ، و boomerang ، و yakka و bung - وهي صفة لسوء أو مريض.
أيضا، تأتي كلمة الكنغر من استخدام السكان الأصليين لهذه التسمية.