خلفية زيارة محمد إلى لبنان
وصل محمد إلى بيروت قبل أربعة أشهر لدراسة الماجستير في التنمية، وكان لديه طموح كبير لتعميق معرفته وتجربته في مجال مهم. لكن في أواخر سبتمبر، ومع تصاعد القتال بين إسرائيل وحزب الله، قرر الانتقال إلى شمال لبنان للإقامة مع عائلته. في حديثه مع SBS News، أشار إلى أن "في الشمال، لا يحدث شيء، لذا أشعر ببعض الاطمئنان".
شعور بالأمان النسبي
يعتقد محمد أن المخاطر التي قد يواجهها توازي الاستفادة الكبيرة من تجربته الأكاديمية. وقال: "الأمر يستحق البقاء، فمعلوماتي وتجربتي هنا قيمة للغاية". وتحدث محمد مع أستراليين آخرين اختاروا البقاء، مشيراً إلى أن العديد منهم لديهم تاريخ طويل مع لبنان، مما يجعلهم يشعرون بالطمأنينة مقارنةً بالقلق الذي قد يشعر به الآخرون.
الخيارات المتاحة للإجلاء
مع اقتراب نهاية رحلات الإجلاء الحكومية، أوضح محمد أنه فكر في خيارات بديلة لمغادرة الشمال، مثل السفر عبر الموانئ البحرية إلى تركيا أو قبرص. ومع ذلك، أعرب عن قلقه بشأن الزيادة الكبيرة في أسعار تذاكر السفر، مما يجعل الخيار أقل جدوى.
تقييم جهود الإجلاء
أشاد محمد بجهود الحكومة الأسترالية في تنظيم عمليات الإجلاء، ولكنه أشار إلى ضرورة وجود فهم أعمق للسياق المحلي. وأوضح قائلاً: "هناك بعض الفروق الدقيقة المفقودة في وجهة النظر الأسترالية. بينما تم وضع لبنان كله تحت تحذير بعدم السفر، فإن هناك مناطق آمنة في لبنان ينبغي أخذها في الاعتبار". وشدد على أهمية التفريق بين المناطق المختلفة في لبنان، خاصة أن الوضع الأمني ليس موحدًا.
القلق من تصعيد الأوضاع
بالرغم من الأمان النسبي في شمال لبنان، اعترف محمد بوجود مخاوف من إمكانية تصاعد الأوضاع إلى حرب شاملة. فقد شهدت البلاد تصعيدًا ملحوظًا في القتال منذ 27 أيلول / سبتمبر، عندما وسعت إسرائيل حملتها العسكرية، مما أدى إلى وقوع العديد من الضحايا والنازحين. وأشار إلى أن أي تصعيد يمكن أن يؤثر على مناطق تعتبر حاليًا آمنة.
قرار بكر محمد بالبقاء في لبنان يعكس تعقيدات الوضع الحالي، حيث يواجه المواطنون خيارات صعبة وسط الظروف المتغيرة. في الوقت الذي تدعو فيه الحكومة الأسترالية مواطنيها إلى المغادرة، يبقى البعض، مثل محمد، متمسكًا بأمل التعلم والنمو، مع إدراكهم الكامل للمخاطر التي قد تطرأ.